بعد أن نفذت طلب عائلتها بالحصول على شهادة أكاديمية، تفرغت الفارسة فارعة الوقيان لحلمها الخاص في إجادة رياضة الفروسية، لتجتاز التدريبات الاحترافية في وقت قياسي، ليكشف هذا الشغف الدفين بالخيول عن فارسة من طراز رفيع، تمثل الكويت في السباقات المحلية والدولية في القدرة والتحمل وتتبوأ المراكز المتقدمة.
• كيف بدأت حكاية عشقك لركوب الخيل؟
منذ أن كان عمري ست سنوات، كنا في القاهرة وركبت الخيل حينها، فنشأت من وقتها علاقة خاصة بيني وبين الخيول، وطلبت من والديّ أن أقتني خيلاً، لكنهما فضلا أن أركز على دراستي حتى لا يحدث تشتت، وبالفعل استكملت دراستي إلى أن عملت في ديوان المحاسبة، ولكن ظل هاجس حبي وعشقي للخيل يراودني حتى عام 2010، حيث بدأت أول مرة في التدريب الاحترافي لركوب الخيل لأحقق حلمي وشغفي، ودفعني هذا العشق والشغف إلى اجتياز مرحلة التدريب بسرعة كبيرة على الرغم من أنني بدأت متأخرة، لأبدأ مباشرة أول سباق لي في عام 2013، فزت فيه بالمركز السابع ضمن العشرة الأوائل.
• وهل استطعت التوفيق بين عملك وتدريباتك مع الخيل؟
لكل شيء ثمن يجب أن يدفعه الإنسان، كي يصل إلى ما يريد، فعملية التوفيق بين عملي في الفترة الصباحية وتدريبي اليومي مع الخيل، تتطلب مني الكثير من الوقت والجهد، فأنا لست متفرغة كحال أغلب الرياضيين المحترفين.
صبر
• ماذا أضافت لك رياضة الفروسية؟
تعلمت منها التحمل الصبر والنفس الطويل، كذلك التفاعل مع الخيول خفف عني الكثير من الحدة والعصبية التي كنت أعانيها، مما جعلني أكثر هدوءاً وامتلاكاً لنظرة أعمق، تعلمت التأمل والإيجابية والانطلاق والإصرار، فكل المشاعر السلبية التي قد أتعرض لها من غضب وغيرها، تتحول إلى مشاعر إيجابية.
• ماذا عن الانطباع الأول بينك وبين الخيل؟
اللقاء الأول مهم جداً مع الخيل، أقوم بدارسة شخصية الخيل خاصة في بداية السباق، حيث يكون متحمساً وبكامل قوته، فمن المهم أن يشعر الخيل أن الفارس هو القائد، وألا تتركه يفرض شخصيته عليك، فمرحلة اللقاء الأولى هي مرحلة إثبات الشخصية وفرض السيطرة، مع ضرورة تقديم الحنان والحب للخيل، حتى يخضع ويطمئن أن قائده يحافظ على سلامته.
• ماذا يمثل ركوب الخيل بالنسبة إليك؟
ركوب الخيل أصبح متعة الحياة، فالأمر ليس مجرد هواية أو احتراف ولكنه متعة وشغف، فهو أساس بالنسبة إليّ وأسعى دوماً إلى تطوير نفسي من خلال هذا الشغف، ولا أترك أي عقبة تعيقني في مسألة احترافي لركوب الخيل وتعرقل وصولي لهدفي.
العاصفة
تؤكد الفارسة فارعة الوقيان أن مشاركتها في سباق «العاصفة»، الذي رعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي أقيم في دولة الكويت، كان مميزاً بالنسبة إليها، موضحة: «شارك في السباق أكثر من 100 فارس، وفزت فيه بالمركز الثالث وكنت الأنثى الوحيدة التي فازت واعتلت المنصة من بين 10 فائزين».