عشقت مصممة الأزياء نيفين القاضي تصميم الأزياء منذ الطفولة، فبدأت بتصميم ملابس الرجال، ولم يتوقف شغفها في عالم تصميم وتفصيل الأزياء عند هذا الحد بل ثابرت واجتهدت الى أن اكتسبت الخبرة الكافية. وطورت من نفسها حتى بدأت بتصميم فساتين عصرية بملامح تراثية عربية، تسعى من خلالها لتوجيه رسالة إلى العالم بأن التراث العربي لا يقل قيمة عن أي فن عالمي.
تقول القاضي: «أخاطب في تصاميمي المرأة في جميع إطلالاتها في البيت والعمل والمناسبات، وتخلو منصة عرض أزيائي من القياسات العالمية للعارضات، لأنني أستعين بعارضات يمتلكن قياسات المرأة في المجتمع الإماراتي والعربي بصفة عامة، فالتي تقدم عرض الأزياء واحدة من أفراد المجتمع، الذي يشمل المرأة البدينة والنحيفة والمحجبة وطالبات الجامعات والأطفال، وبذلك أقدم ملابس عصرية تتماشى مع الأناقة والذوق العالمي، بلمسة تراثية تناسب الجميع».
دمج التراث
وعن دمج التراث في ملابسها، توضح القاضي أنها تستعين بفنانات في التطريز من مصر وفلسطين، حيث ترسل القطعة المراد تطريزها إليهم وتنتظر عودتها بعد فترة ليست بالقليلة، فهي مهتمة بالتطريز اليدوي، مشيرة إلى أن كل قطعة تصممها تتناسب مع أصحاب الذوق الرفيع المهتمين بالفن والجودة والأناقة.
تطريز يدوي
ترفض القاضي بشدة تطريز الماكينة، معللة ذلك بأن الفرق بين التطريز بالماكينة والتطريز اليدوي مثل الفرق بين اللوحة المطبوعة واللوحة الأصلية المرسومة يدوياً، موضحة أنها تستعين أيضاً بطلاب وطالبات الجامعات الموهوبين لرسم البورتريهات واللوحات على «التيشيرتات» ثم وضع لوجو من التطريز الفلسطيني عليه.
إقبال
وعن مدى إقبال الناس على تصاميمها التراثية تقول: «لم تخلُ الأكمام والياقات، وأحياناً ذيل الفستان أو العباءة من التطريزات المتقنة التي تعبر عن هوية علامتنا التي تهدف إلى إيصال رسالة إلى العالم بأن التراث العربي يستطيع وبقوة منافسة العالمي». وتلفت القاضي إلى إقبال الأجانب على العباءات السوداء التقليدية التي تضيف عليها لمستها العصرية مع استخدام خيوط الحرير الملونة والدانتيل واستخدام الألوان العصرية المبهجة فضلاً عن إقبال طالبات الجامعات عليها.
وحدة التنوع
عن دمج الحضارات في التصاميم تؤكد: «أقتبس من كل دولة عربية أجمل ما في تراثها وأدمجها وأطورها في تصميم واحد في دلالة على وحدة العالم العربي الذي أحلم به، ونشر ثقافتنا العربية في الغرب، موضحة أنها تأخذ من كل بستان زهرة فهناك بعض التصاميم التي شاركت بها في أسبوع الموضة في باريس، دمجت فيها التطريز الفلسطيني مع قماش الفركة السوداني، وبالرغم من التحدي الذي واجهها بسبب تطريز أقمشة متعددة الألوان فإن القطع التي صممت كانت رائعة ونالت استحسان الجميع».
عام التسامح
تشير مصممة الأزياء نيفين القاضي، إلى احتفال دولة الإمارات بعام التسامح: «أثلجت شغفي فكرة الإمارات في توحيد الناس والديانات والألوان والأشكال، فأنا أسعى للهدف ذاته ولو من خلال تصميم الملابس، وأتذكر البشت الإماراتي الذي صممته ونال إعجاب الجميع، وفيه تم دمج القماش السوداني مع التطريز الفلسطيني والجنيه المصري، وبذلك استطعت أن أدمج تراث ثلاث دول في قطعة واحدة بتصميم عصري».