في سنة 2002 لم يكن سبايدر مان أكثر من مجرد شاب خجول تلقّى لدغة من عنكبوت وتحوّل إلى بطلٍ خارقٍ ينقذ المدينة من شخصية شريرة، وذلك في فيلم «الرجل العنكبوت» الأول الذي أدى بطولته النجم توبي ماغواير. وبعد 17 سنة من ذلك الفيلم ما زالت «سلسلة سبايدر مان» مستمرة بقصص جديدة ووجوه مختلفة وإضافات إبداعية، وها هو الجزء الأحدث Spider-Man: Far From Home يتربع على شباك التذاكر ويحظى بإعجاب الجمهور والنقاد، فما السر في ذلك؟
إنها العملاقة Marvel، إمبراطورية الإنتاج التي تتمثّل ميزتها الأقوى في التكيّف مع متغيرات ومتطلبات العصر، والاستثمار في شخصياتها على المدى البعيد، وبناء عوالم وأزمان خاصة بها، عن طريق الربط بين أفلام أبطالها الخارقين، ببراعة فذة. فأصبح سبايدرمان جزءاً من الأفنجرز، وصار فيلمه قطعة من أحجية أكبر، فقد عودتنا مارفل أن ننظر إلى الصورة كاملة، وفي كل فيلم تترك لنا دليلاً أو شخصية غامضة أو مشهداً تشويقياً يجعلنا نتعطش لأفلامها الأخرى. وما دام عالم مارفل قائماً فإن شبكة الرجل العنكبوت باقية، وتتمدد.
عالم مارفل
هذا الجزء من سبايدرمان هو الثاني في السلسلة الجديدة من بطولة النجم الصاعد توم هولاند، وبالنسبة إلى عالم مارفل فهو النهاية الرسمية لـPhase 3 (المرحلة الثالثة من عالم الأبطال الخارقين)، ويأتي مباشرة بعد فيلم Avengers: End Game الذي كان نقطة الختام لسلسلة استمرت 11 عاماً، فإذا كنت لم تشاهد End Game حتى الآن، فإياك أن تشاهد فيلم Spider-Man: Far From Home لأن فيه حرقاً لأحداث مهمة تتعلق بالأفنجرز. تنطلق أحداث الفيلم من استعدادات الشاب بيتر باركر للذهاب في رحلة مدرسية علمية إلى أوروبا، إذ يخطط بالإفصاح عن مشاعره للفتاة التي يحبها (إم جي)، بالتعاون مع صديقه (نيد) الذي يعرف عن هويته الأخرى كبطلٍ خارق، لكن أحداثاً كارثية غير متوقعة تلاحق بيتر مجبرة إياه على أداء واجبه في إنقاذ أصدقائه وأحبائه بصفته الرجل العنكبوت، وبمرور الوقت تتكشّف خيوط مؤامرة كبرى تستهدف أمن العالم، وعلى بيتر أن يتصدى لها.
منعطف عبقري
في الربع الأول من الفيلم، شعرت بأن ثمة ما هو ناقص. كان كل شيء يحدث بسهولة وسلاسة تامة، من دون وجود عقدة حقيقية أو عنصر شر يزيد من مستوى الإثارة وتكافؤ القوى كما اعتدنا في أفلام مارفل، وهذا ما جعلني أُحبط قليلاً، لكنني تعجّلت في حكمي، فثمة منعطف عبقري في الفيلم يغير كل شيء، ويجعل كل الأحداث التي سبقته تبدو منطقية ومتقنة، وهو قائم على فكرة ثورية سابقة لعصرها، وتمثّل نقلة نوعية في عالم القوى الخارقة، بدمجها بين الواقع والخيال بأسلوب باهر.
الممثل جيك جيلينهال كان العلامة الفارقة في هذا الفيلم بتجسيده دور (كوينتين بيك). جيلينهال هو أحد نجومي المفضلين الذين يختارون أدوارهم بعناية، ويُشعرونك بأن لا أحد أنسب منهم لها، وكثيرون يرونه مظلوماً في هوليوود، إذ إن الأكاديمية تجاهلته أكثر من مرة رغم أنه كان يستحق الفوز لمرةٍ واحدة على الأقل بأوسكار أفضل ممثل.
تذكرة لي ولكم
اقتباسات من فيلم Spider-Man: Far From Home:
• «الرأس الذي يحمل التاج لا يعرف الراحة».
• «لا تعتذر على كونك الأذكى بين من هم حولك».
• «أنت شخص طيب يا بيتر، وهذه نقطة ضعف كبيرة».
• «ما أسهل خداع من يخدعون أنفسهم أصلاً».