يشكل «ماكان» أول متحف عالمي للفنون الحديثة والمعاصرة في إندونيسيا رئة ثقافية نابضة بالحياة، ومن خلال مساحات تجريبية للتواصل مع الفن والتفاعل معه بعمق، يمنح مدينة جاكرتا المزدهرة مساحات لتنفس أبعاد جمالية غارقة في الحداثة والروعة.
«ماكان» هو اختصار لـ«متحف الفن المعاصر نوسانتارا». ويتمتع بموقع فريد من نوعه في إندونيسيا لزيادة شعبية الأعمال الفنية من جنوب شرق آسيا، إذ افتتح في أواخر عام 2017 في الطابق الخامس لبرج يقع غرب العاصمة جاكرتا في ضاحية نوسانتارا ويمتد في مساحة أربعة آلاف متر مربع، على شكل حدوة حصان، ويضم عدداً من المعارض وحديقة نحت داخلية وغرفة وسائط متعددة.
أعمال
تأسس المتحف على يد رجل الأعمال وهاوي جمع التحف الإندونيسي هاريانتو أديكوسومو خلال 25 سنة، من مجموعة انتقائية تضم 800 لوحة ومنحوتة لفنانين عالميين مشهورين، مثل جيف كونز وأندي وارهول الذي يعد من أشهر فناني أميركا للنصف الثاني من القرن الـ20، ولوحات الفنانين المعاصرين مثل جان ميشال باسكيات والرسام هولندي المولد ويليم دي كوننغ، وكذلك تماثيل الفنان الياباني يايوي كوساما والبريطاني داميان، إضافة إلى أعمال ذائعي الصيت، من أمثال الصيني آي واي واي وآخرين إندونيسيين، تحتل أعمالهم الفنية الحديثة نصف معروضات المتحف، بينما تحظى الأعمال الأوروبية والأميركية بـ%25 والآسيوية %25.
منصة
يعد «ماكان» أول متحف برؤية عالمية في إندونيسيا يواكب نموها الثقافي، ويهدف إلى تسليط الضوء على الفنانين المحليين الذين يحظون باهتمام دولي أقل نسبياً. مهمة المتحف هي أن تكون منصة للفنانين لتقديم إبداعاتهم لجمهور عالمي.
فن محلي
يوثق أحد المعارض بمتحف «ماكان» لتاريخ الفن الإندونيسي، من خلال تسليطه الضوء على أعمال الفنان رادين صالح وهو رسام محلي من القرن الـ19، عاش في أوروبا لعقدين من الزمن لبيان كيف تأثرت الحركات الفنية الإندونيسية بالاتجاهات الدولية.
ضد الملل
تم تصميم الديكور الداخلي للمتحف على مساحات فسيحة، وبإضاءات فانتازية أذهلت زواره، إذ اتخذ المنسقون اختياراً مثيراً للاهتمام وضد الملل من التركيبات والأداء الفني مواكبة للعصر الحديث. وهناك دوماً طابور انتظار طويل على هذا القسم الذي تم إنشاؤه من المرايا، وتم وضعه في قائمة أفضل 100 مكان في العالم عام 2018 الصادرة عن مجلة «تايم».