يعرف الموسيقار حلمي بكر بآرائه الجريئة والمباشرة، التي تدخله دائماً في حروب إعلامية مشتعلة مع زملائه في الوسط الفني، فمعروف عنه أنه لا يجامل إطلاقاً، ولا يتوانى عن إطلاق آرائه الساخنة بكل قضية فنية يدعى للحديث عنها.

• كيف تصف حال الأغنية العربية حالياً؟
الأغنية العربية حالها جيد بالعموم، ولا تعاني حالة التدني والرتابة الشديدة التي تعانيها الأغنية المصرية حالياً، فنحن فقدنا الإبداع والتطوير، بسبب غرقنا في «مستنقع» الفن الساقط، وتحولت أغنيتنا المصرية من الريادة إلى شكل رتيب لا جديد فيه، في الوقت الذي ما زالت فيه الأغنية العربية حاضرة.

• وما سبب تدني حال الأغنية المصرية برأيك؟
سوء الحالة الاجتماعية، فالأغنية هي مرآة المجتمع، فهي تتأثر بالحالة اليومية التي يعيشها الناس.

• لكن أغاني «المهرجانات» لها رواجها الكبير بين الناس اليوم!
أشعر بالاستياء من انتشار أصوات غنائية أمثال مجدي شطة وحمو بيكا وأمثالهما، وأرى أن الجمهور هو المسؤول عن ظهور هؤلاء، وحصولهم على نسب مشاهدة عالية لكليباتهم وأغانيهم، فمن الضروري تفعيل القانون على مطربي المهرجانات والأغاني الشعبية الرديئة، التي لا ترقى أن تكون أصوات مطربين.

نقابة المهن الموسيقية
• ما مسؤولية نقابة المهن الموسيقية في مواجهة هذه الحالة؟
للنقابة دور كبير في ذلك، ولا أذيع سراً إن قلت إنه عندما توجه حمو بيكا إلى نقابة المهن الموسيقية، وتقدم للاختبار كمطرب أمام لجنة تم تشكيلها، سعياً للالتحاق بالنقابة، وكنت أحد الأعضاء المشاركين بلجنة نقابة المهن الموسيقية، رفضت حمو بيكا أثناء اختباره كمطرب، ووجدت أن صوته لا يصلح للغناء، وبذلك لن يتمكن من الغناء، أو إقامة حفلات كالتي كان يقدمها، بقرار نهائي ورسمي، ولا أعرف من منحه رخصة مزاولة المهنة.

• ما رأيك في توجه الفنان محمد رمضان للغناء وإحيائه للحفلات أيضاً؟
رمضان لو تقدم للنقابة سيسقط، «مين ده اللي ينجحه في لجنة اختبار الأصوات»، أنا لست ضد غنائه في أعماله الدرامية ما دام لها سياق درامي، لكن إقامة حفلات غنائية أمر مرفوض تماماً، ولا أعلم لماذا وافقت النقابة على منحه تصريحاً لإقامة الحفلات، ما أراه هو أن محمد رمضان لا يصلح للغناء على المسرح، ولا أعلم من نصحه بهذه الفكرة، فما يقدمه ليس فناً.

• لماذا لم ينل خريجو الأوبرا الفرصة التي تقدم لآخرين ممن يؤدون فناً هابطاً؟
اقترحت قبل ذلك على وزارة الثقافة أن تقام قناة تلفزيونية خاصة بدار الأوبرا، وأن يتم تفعيل دور الإعلام نحوها لكي تتبنى هذه القناة أبناءها، وبالتالي سيكون هناك مستقبل مضمون للأغنية المصرية الجيدة، لاسيما إذا انضمت إليها قناة صوت القاهرة، لتشكيل كيان واحد يقوم بتغطية المجال الغنائي، ولكن لم أجد تحركات جادة نحو هذا الأمر.

«سبوبة» فقط
• كيف تقيّم برامج اكتشاف المواهب الغنائية؟
فكرة هذه البرامج جميلة جداً لكنها تحولت إلى «سبوبة»، فهم بمثابة من تخرج في الجامعة من دون أن يضمن له فرصة عمل، وبالتالي فإن هدفها أصبح منعدماً.

• ما رؤيتك للفن الشعبي وهل ترى حضوراً له حالياً؟
الفن الشعبي شيئاً وما نسمعه حالياً شيئاً آخر فهو ليس فناً شعبياً، لكونه قائم على الألفاظ غير اللائقة وعلى انتشار المخدرات في الأفراح، وهذا لا يسمى فناً لأن الأغنية بالأساس هي كيان ورصيد يحتفظ به الإنسان، تعيش معه وتعيش في ذاكرته، وبالتالي يمكنها الاستمرار لأجيال، ولكن ما نعيشه الآن هو انهيار للفن في مصر، والكارثة أن هناك جيلا من الشباب والأطفال حفظوا هذه الأعمال، ولكي تعود الأغنية لكيانها لا بد أن تقفز الدولة على هذه الحال وتأتي بالقيمة الحقيقية للفن، فإذا استطاعت الدولة فعل هذا فإننا سنكون على الطريق الصحيح.

يكافحون ولا يغنون
• من الفنانات العربيات اللاتي يقنعن بما يقدمنه من أعمال؟
من الجيل الحالي تعد إليسا وهي ممتازة، ولكنها تخدم الأغنية العربية بغنائها داخل الاستوديو، وفي المقابل تفقد نصف قيمتها الفنية عندما تغني على خشبة المسرح، ومثل إليسا كثيرات يكافحن لإثبات أنفسهن، وهي أبرزهن.

• وهل أغنيات إليسا ونانسي عجرم وهيفاء وهبي تصب في مصلحة الأغنية العربية؟
بالطبع لا، هناك أغانٍ لهن ولغيرهن تتعدى نسبة مشاهدتها «مليارين»، ولكن هل سألنا أنفسنا عن الدافع وراء وصول نسبة مشاهدة الأغنية إلى هذا الرقم؟ فالحقيقة أن نسبة كبيرة من المشاهدين يبحثون عن الصورة لرؤيتها ولا يبحثون عن الكلمة أو اللحن.

أهم المطربين
يقول الموسيقار حلمي بكر إنه تعامل خلال تاريخه الفني الكبير مع مجموعة من أهم الأصوات، قائلاً: «لا يوجد في العالم العربي مطربة أو مطرب مهم لم يغنِّ من ألحاني، وأبرزهم سميرة سعيد، ذكرى، ليلى مراد، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، محمد الحلو، علي الحجار، مدحت صالح، عبادي الجوهر، صابر الرباعي، وكثيرون».