انتقلت المصممة اللبنانية ديما عياد من عالم الضيافة إلى تصميم أزياء بأقمشة براقة وأحجام كبيرة. اختيرت مؤخراً من قبل أحد المواقع التجارية الأميركية التي تقدم أزياء فاخرة لذوات الأحجام الكبيرة، لتكون سفيرتها في الشرق الأوسط.
• منذ بداية مشوارك في عالم تصميم الأزياء في العام2011، وحتى الآن ، كيف تطورت ديما عياد في تصاميمها؟
التطور كان باتجاهي للأزياء الخاصة بكل يوم، بعد أن كنت متخصصة بفساتين السهرة، أصبحت تصاميمي حالياً عملية ومتوجهة إلى العالم، ولم يقتصر وجودها على منطقة الخليج العربي. وأصبحت ألاحظ أنه من المناسب أن نكون على سجيتنا أكثر في عالم الأزياء، ونفكر الآن في تصميم ملابس رياضية.
• متى من المتوقع أن يبصر هذا الخط النور؟
ما زلنا نعمل عليه ويُتوقع أن يظهر في أواخر هذا العام ما بين سبتمبر وأكتوبر. واكتشفت أن الثقة تأتي من ثقتك بنفسك أولاً والإيمان بما تفعلينه، والشعور بالراحة بما نرتديه من ملابس في أعمالنا وحياتنا اليومية، مما ينعكس على تصرفاتنا وحياتنا، وأرى أنه من الضروري أن يجد كل شخص ما يناسبه من ملابس حسب حجمه، فإن لم نجد ما يناسبنا من مقاسات سنتجه إلى ارتداء الملابس الرجالية وهو أمر سيئ جداً، فأعتقد أنه من الضروري وقبل البحث عن «الجيم» والأكل الصحي يجب توافر الملابس لنتمكن من ارتياد الأندية الرياضية.
أقمشة
• ما نوعية أقمشة الملابس الرياضية؟
سيكون القماش بالبداية بعيداً عن الملابس التي تكون جاهزة للخروج، مثل نوعية المطاط والقماش السميك والفضفاض، فأنا أبحث عن قماش أبدأ به مجموعة تكون أساسية، ومن ثم نتوسع للقماش الذي يصاحب عالم الموضة، حيث نجد أن الملابس والأحذية الرياضية مكلفة مادياً، بالمقارنة مع الملابس العادية. ازدادت أسعار الملابس المريحة، وتوجّهَ الناس لها نظراً لوقع الحياة العملية.
• حدثينا عن خلفيتك المهنية؟
بدأت حياتي المهنية من خلال قطاع الضيافة، وافتتحت 94 مطعماً في الفنادق، وما زلت أحب عالم الفنادق وسأعود للعمل عليها قليلاً. وتوجهت لمجال جدي وهو تصميم الأزياء، نظراً لأنني لم أكن أجد ملابس تناسب حجمي، وأصبحت الناس تسألني من أين تجدين ملابسك، مع أني لست من الأحجام الكبيرة، فأنا ما بين 16/18 وطولي 180 سم، ومن هنا بدأت بتصميم أزياء تناسب جميع الأحجام. استهللتها بمجموعتي الخاصة، وشاركت هذه المجموعة مع صديقتي ، حيث تناقشنا كثيراً بكيفية انتشار التصاميم الخاصة بي وبدأنا تسويقها. لم أدرس أزياء بل اعتمدت على عالم الأعمال في تسويق الأزياء.
11Honore
• اختارتك 11Honore سفيرة لها وقدمت عرضاً في نيويورك، ومؤخراً تعاونت مع نادين قانصو، هل يمكن القول أن رسالتك أصبحت عالمية؟ وكيف يثمر هذا التحرك في عالم الموضة؟
الأساس يكمن في إيمان المرأة واقتناعها ورضاها عن نفسها، فإذا وصلت لهذا الأمر كل شيء حولها يصبح سهلاً من كافة النواحي الحياتية. وهذا الأمر يأخذ وقتاً طويلاً منا للعمل على تغيير وتعديل أفكار النساء حول قناعتهن بأنفسهن، وإذا كان الأمر يعتمد على الشكل الخارجي «سيكولوجياً» فتكمن رسالتي بالملابس التي أصممها وتليق بجميع الأحجام والأعمار، واليوم ترين المؤثِرات والشهيرات عبر الـ«سوشيال ميديا» كيف يظهرن أنفسهن دون مكياج أو ملابس فاتنة، ليثبتن للجميع أن الشكل البراق ليس مرتبطاً بحجم أو طول أو إضاءة، بل هو مدى رضا المرأة وتقبلها لنفسها وثقتها بنفسها. عندما ترى النساء اليوم تصاميم ديما عياد يبتسمن، عندما يحملن الفستان وليس بالضرورة شراؤه، بل يكفي أنهن يعلمن أنه يناسبهن وهذه من إحدى الرسائل التي نوجهها. مثلاً تيشرت (أنت.. كما أنت) الذي صممناه أرغب في أن أرى الجميع يرتديه لأنه يتحدث عن الرسالة التي ذكرتها.
• تحرصين دائماً على اختيار أجود أنواع الأقمشة، حدثيني عن رحلتك في اكتشاف الأقمشة، من أين بدأت؟
تربطني علاقة وطيدة بالقماش وكنت أريد أن أبرز نفسي بشيء أرتديه يكون براقاً وألفت انتباه الناس إليه. ومن هنا بدأت بالتجول للبحث عن الأقمشة في الهند وباريس وإسبانيا وبيروت وأميركا ومحلات تستخدم التطريز، وبالنهاية اعتمدت فرنسا حيث تصنع لي عدة محلات قماشاً خاصاً لأعمل عليه. كنت أهتم بأن يتم تمييز القماش بأنه لديما عياد، وأفكر دائماً بالجودة العالية للقماش ليبقى فترة طويلة، حيث نستطيع استخدامه في الفترات القادمة وتغيير شكله وإعادة تدويره وارتدائه باستمرار. وهذا ما أشجعه تماماً لإعادة الفرحة الأولى في ارتدائه لأكثر من مرة. وأجمل شيء بالنسبة لي أن أرتدي الفستان نفسه في أكثر من مناسبة، وأشعر بأنني ملكة فيه بكل مرة.
استدامة
• أنت تفكرين وفق مبدأ الاستدامة في قطاع الأزياء؟
الاستدامة تذكرني بعمل نظام غذائي من حيث مدى كلفته. أنا أبحث عن الاستدامة بشكل جدي وأبحث عن شركات أقمشة مختلفة، وشركات تتبنى مشروعنا في التصميم لأنه من الصعب أن تجدي أحداً يعمل معك ضمن فكرتك، وسأبحث عن كيفية تسويق خط الرياضة الخاص بي. وأرى أن الاستدامة نابعة من إعادة استخدام ملابسنا والاستغناء عن ثقافة العيب.