صحتك النفسية مفتاح لصحتك الجسدية والعقلية، قد تمر بمواقف أو شخصيات يصعب عليك التعامل معها، وفي لحظة تفلت منك مشاعر سلبية، وتفقد أعصابك، من دون وعي منك لأسباب هذا الانفجار، تطاردك هذه اللحظة بشراسة في كل جلسة تختلي بها مع نفسك، وقد تحرمك هذه المشاعر النوم، لتنسف وتحطم جسدك، وتسرق فرحتك، وعزيمتك، بل وقوتك.
وعلى الرغم مما تحمله من ألم، تُرغم نفسك على السير والمتابعة، وتلملم مشاعرك المبعثرة، وتكمل كأن شيئاً لم يكن، تذهب إلى العمل، وتخرج مع الأصدقاء، تتحدث مع عائلتك، وترسم بسمة زائفة، وتضع قناع السعادة المستعار على وجهك. سعادة بلا روح.
مصطلح مثقل بالأفكار
مصطلح الصحة النفسية مثقل بالأفكار الخاطئة، التي لا أساس لها من الصحة، الكثيرون يخافون أن تلتصق بهم وصمة (مريض نفسي) أو مجنون، وقد يرى البعض أن العلاج النفسي يعني الضعف والعجز، ولا يعترف بأنه في حاجة إلى مساعدة.
هناك دراسة أجريت على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت أن واحداً من كل أربعة أشخاص يعاني مرضاً نفسياً، وهذا حسب ما أفادته هيئة الصحة العالمية، والحقيقة الأكبر أن إهمال صحتك النفسية هو إهمال لصحتك الجسدية، فالكثير من الأعراض الجسدية التي تظهر عليك من دون أسباب واضحة تكون نتيجة لصحة نفسية واهنة وضعيفة.
ما الصحة النفسية؟
تُعرف هيئة الصحة العالمية الصحة النفسية على أنها، حالتك الطبيعية التي تستطيع بها إدراك مواهبك، والتأقلم مع ضغوط بيئتك المحيطة، وبذلك تعمل بإنتاجية عالية تفيدك وتفيد مجتمعك، وحيث إنك مثل جميع البشر تمر بمراحل أو حالات شعورية مختلفة، متأثراً بالأحوال من حولك، فمتى تندرج حالتك تحت مسمى المرض النفسي؟
تصنف الحالة النفسية بالمرض النفسي عندما يصعب على الشخص القدرة على:
- التحكم في مشاعره.
- تأدية الوظائف الإدراكية كالتركيز والتفكير والتذكر وغيرها.
- التواصل مع من حوله بطريقة صحية وإيجابية.
أكثر الأمراض شيوعاً
يعد كل من الاكتئاب واضطرابات القلق النفسي بدرجاتها المتفاوتة من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً. على الرغم من ذلك إلا أن الكثيرين يستكينون لأعراضها، إما حرجاً من طلب العلاج، أو جهلاً به.
ووفق ما عرفته هيئة الصحة العالمية، فإن الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة على مستوى العالم، حيث يؤثر في أكثر من 300 مليون شخص، ويختلف كلياً عن التقلبات المزاجية العادية، والانفعالات العاطفية التي لا تدوم طويلاً، وقد يصبح الاكتئاب حالة صحية خطيرة لا سيما عندما تطول مدته، ويمكن أن يسبب معاناة كبيرة للشخص المصاب به، وتردي أدائه في الحياة اليومية، ويمكنه أيضاً أن يؤدي في أسوأ حالاته إلى الانتحار.
وتتعدد أعراض الاكتئاب باختلاف درجاته، فتنقسم الحالات إلى طفيف، متوسط أو حاد. ومنها اعتلال الحالة المزاجية، فقدان الاهتمام، وعدم القدرة على التمتع بتفاصيل الحياة اليومية، تدني مستويات الطاقة الجسدية، مما يؤدي إلى قلة النشاط لمدة أسبوعين على الأقل. والطريق نحو التغيير الإيجابي يبدو مخيفاً في البداية، إلا أن أوله خطوة من الإدراك الذاتي ثم اعتراف داخلي بحاجتك للمساعدة، فالإيمان والثقة بقدرتك على تحقيق السلام الداخلي، قد يكون من أصعب الأمور على الإنسان، كذلك إن التحدث مع من حولك عما تشعر به يخيفك من ردود الفعل أو كلام الناس، خاصة إذا كان الموضوع عن الصحة النفسية. ولكن استثمار ساعة في التعرف إلى صحتك خيراً من ألف محاولة لردع كلام الناس عنك.
طرق توصلك إلى الصحة النفسية السليمة، والسعادة، والراحة هي:
1 - الغذاء الصحي: لا بد من الحفاظ على توازن النظام الغذائي الصحّي، مما يساعد على رفع الحالة المعنوية، ويسهم في تزويد الدماغ بالمغذيات الضرورية التي يحتاج إليها ليعمل بشكل جيد. وذلك بتناول خمس حصص من الفواكه، والخضراوات يومياً مما يعزز الشعور بالرفاهية والراحة.
2 - التمارين الرياضية: كفيلة بتمتع الإنسان بصحة نفسية وذهنية جيدة، لذلك من المهم الانتظام في ممارسة بعض التمارين الرياضية مثل المشي، أو ركوب الدراجات، أو السباحة لما لها من تأثير فعال مثير لمضادات الاكتئاب.
3 - النوم: فترات النوم القليلة وغير المنتظمة على المدى الطويل، تؤدي إلى تطور المشاكل العقلية أو النفسية، لذلك لا بد من الحصول على ساعات كافية من النوم لرفع المعنويات، وتحسين الصحة النفسية وذلك بمعدل حوالي ثماني ساعات على الأقل.
4 - التخفيف من الإجهاد والتعب: العوامل اليومية التي تسبب الإجهاد والتوتر كثيرة، لذلك لا بد من العمل على تخفيف هذه الحالة النفسية الصعبة، من خلال اللجوء إلى تمارين اليوغا، والتأمل لإدارة القلق والتقليل منه.