تعد قضية الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تشغل الحكومات المتقدمة والنامية على السواء، ونظراً لأهمية هذا الملف وتقديراً لنجاح المرأة الإماراتية في جميع المجالات، ودعماً لها في تحقيق أسمى الإنجازات وأرفعها ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما أيضاً عالمياً، تم إسناد هذا الملف المهم إلى معالي مريم المهيري وزيرة دولة في حكومة الإمارات.
• ما التحديات التي تواجه الإمارات في مجال الأمن الغذائي؟
في غالبيتها هي تحديات مشتركة مع بعض دول العالم. فالبيئة الصحراوية الجافة تنتج عنها ندرة الأراضي الصالحة للزراعة وشُحّ الماء. فضلاً عن مشكلة إهدار الماء التي يواجهها العالم بأسره.
هناك أيضاً ضرورة مُلحّة لرفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الغذاء وضرورة الحد من هدره والحفاظ عليه ضمن مراحل السلسلة الغذائية كافة، وهناك حاجة إلى توحيد الجهود في هذا الإطار، أي أن تحقيق هذه الغاية عمل تَشارُكي يعتمد على القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع، حيث تُقدّر قيمة المواد الغذائية المهدرة سنوياً بستة مليارات درهم.
تُمثّل أيضاً العادات الغذائية تحدّياً مُهمّاً لتحقيق الأمن الغذائي، حيث أصبحت عادات الغذاء تميل بشكل كبير إلى «الوجبات السريعة» إضافة إلى عدم اختيار الأطعمة الصحية.
• كيف يمكن للمرأة أن تكون عنصراً فاعلاً في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي؟
المرأة هي الأم وربّة المنزل، والتي يمكن أن نُعوّل عليها في بناء جيل جديد يتحلّى بالمسؤولية، حيث يمكن للأم أن تنقل مختلف المعلومات إلى الأطفال لإدراك أهمية الغذاء وتوجيههم لاتّباع سلوكيات مستدامة في ما يتعلق بالماء والغذاء، وبخاصة اختيارات المكونات الغذائية وتحديد كمية الغذاء الضرورية من دون إسراف مع مُراعاة تحقيق الاستفادة من المكونات الغذائية الصحية.
كما يُمكن للمرأة أن تعتمد بشكل كبير على المنتجات الزراعية واللحوم والأسماك المحلية عند شراء احتياجات المنزل، لمَا له من نتائج جيدة تشجعنا على المضيّ قُدماً في زيادة إنتاجنا المحلي والاعتماد الكامل على أنفسنا في إنتاج غذائنا.
يُمكن أيضاً لرائدات الأعمال من خلال خبراتهن في الإدارة والتخطيط، اقتحام مجال الاستثمار الزراعي والغذائي داخل الدولة، وتبَنّي التوجهات الوطنية في إنتاج الغذاء وتطبيق أحدث التقنيات في الإنتاج الزراعي السمكي وغيرها.
• ما رأيك في الدعم اللامحدود الذي تمنحه دولة الإمارات لتمكين المرأة وتبوّئها أعلى المناصب؟
كانت ولا تزال القيادة الرشيدة سبّاقة في تمكين المرأة والحفاظ على حقوقها وتعزيز دورها في المجتمع، لتُسهم من داخل بيتها ومن ميدان العمل في دفع عَجَلة التقدم والمضيّ قُدماً في عملية التنمية.
أيضا لإسهامات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العالم، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريّة (أم الإمارات)، أثرها البالغ في توفير سبُل الرعاية كافة للمرأة، وتمكينها وحمايتها، وتوفير البيئة المواتية لتبتكر وتُبدع إلى أن أصبحت المرأة أيقونة ونموذجاً للتطور ومَحطّ أنظار العالم بأسره. وبفضل جهود سموها التي باتت علامة فارقة في الجهود العالمية لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، أصبحت المرأة حاضرة وبقوّة في ميادين العمل كافة، تستمر في مسيرة عطائها والمشاركة في إيجاد حلول لتحدياتنا المحلية والتحديات العالمية.