المرأة شجرة ضاربة بجذورها في الأرض، أصالة وتمسكاً بالقيم النبيلة، فروعها تعانق سماء الطموح والمستقبل. تحت ظلالها يقام البيت، الذي يُبنى بسبب وجودها، لا على الأرض كما يقال. بصبرها، عزيمتها، مشاركتها لزوجها، حسن تربيتها لأبنائها ودعمها لأهلها؛ تؤتي الثمار أسرة محبة متماسكة، أناساً ناجحين، يلتفون حول القيادة، يؤكدون المحبة والولاء والانتماء فعلاً يتجاوز القول.
المرأة شجرة، فهي روح المكان، تعاقب الأزمان يزيدها ثباتاً، يزيد ثمارها حسناً وبركة. وجودها الحقيقي بما تكون عليه من علم وخلق، ما تقدمه من محبة وعمل، لنفسها، لبيتها، ولوطنها. هذه هي المرأة الإماراتية رمز عطاء ممتد على مرّ العصور. آمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بدورها، أهمية تعليمها، ضرورة عملها، لقدرتها على خلق التوازن في كل نواحي حياتها؛ لذلك انطلقت المرأة الإماراتية مهرة أصيلة تعدو في ساحات العلم والعمل. وساندت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فهي رفيقة دربه، شريكته في دعم مسيرة المرأة في الإمارات، وعلى المستوى الإقليمي والدولي. حوارات سموها ضمن اجتماعات الاتحاد النسائي وفي لقاء صفوة القياديات النسائية ساعدت على تبلور الخطط الاستراتيجية لتمكين المرأة في الإمارات، خطط تميزت بمواءمتها لخطط الدولة، وبالجودة، والمرونة. تحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على متابعة تنفيذ هذه الخطط، وتذليل أي تحديات تواجهها.
ولأن المرأة شجرة محبة وخير وتسامح، جاء شعار يوم المرأة الإماراتية «المرأة رمز التسامح»، هي مثال له، بما فيه من احترام للذات المدركة لهدف وجودها، الواعية بدورها في بيتها وعملها ومحيطها، المحترِمة للآخر، المتقبِّلة للاختلاف؛ لأنه يتيح التعارف والتقارب بين البشر، تشارك في المناسبات مع من يختلف عنها لغة وديناً وثقافة وأي اختلافات أخرى. هي مشاركة تثري التجربة الإنسانية، تسمح بالتعايش السلمي، تقبل التنوع؛ لأنه مصدر غنى وثراء للفرد والمجتمع، ويخلق انسجاماً في علاقة الإنسان بنفسه وبمحيطه، مما يشجعه على الإبداع في فن العيش اليومي، في عمله، في كل ما يتمناه.