عندما تلتقي الجرأة مع الرؤية المبتكرة، فإن النتيجة تأتي خارجة عن المألوف، فتذهل الجموع. وهاتان الصفتان اجتمعتا في محمود رشاد، الشاب المصري الذي اختار فن المكياج للتعبير عن روحه الإبداعية. فبعد عدة سنوات من تحسين مهاراته وتطوير موهبته، أثار ضجة كبيرة مؤخراً بإطلالة جريئة ابتكرها للفنانة سوسن بدر التي تجسد الجمال المصري الأصيل، كونها تقارن منذ ظهورها على الشاشة بالملكة نفرتيتي. ومنذ تلك اللحظة بدأت بينهما علاقة صداقة وعمل فريدة من نوعها تركت أثراً عميقاً في عالم الجمال. فقد فاجأ الثنائي محبي الجمال والفن، بإعلانهما عن جولة تجميلية تأخذهما إلى العديد من البلدان العربية، حيث سيقدم رشاد دورات تعليمية للمهتمين يطبق خلالها فنون المكياج على وجه سوسن بدر. فماذا يقول الثنائي عن رحلتهما الفريدة وعن مسارهما الذي وصل بهما إلى هذه التجربة المثيرة للاهتمام؟
رشاد: هناك فرق بين خبير التجميل وفنان المكياج
يحمل خبير المكياج محمود رشاد فن التجميل البديل والتجميل المسرحي وخبرته مع ألمع النجوم العرب، في كل ما يقدمه من إبداع. فهو يملك خبرة فنية لسنوات طويلة في مجال التجميل، حاصل على شهادة من أكاديمية «ميك أب فوريفير» في باريس. متخصص في تقديم النصائح المفيدة للحصول على إطلالات مختلفة. بصماته الإبداعية واضحة على العديد من الفنانين، الذين ظهروا في مقابلات إعلامية وأعمال فنية درامية وسينمائية وغنائية.
* كيف كانت أولى خطواتك في عالم المكياج؟
كنت أدرس الفنون المسرحية في نيويورك، وكان عليّ حينها دراسة مادة اختيارية اسمها «المكياج المسرحي» ولم أكن أعرف شيئاً عن المكياج، لكنني ما لبثت أن وقعت في غرامه، فقررت أن أترك الجامعة وأدرسه. لكن والديّ اعترضا على هذا القرار وأجبراني على العودة إلى مصر والدراسة في الجامعة الأميركية. لكنني لم أكمل دراستي أيضاً هناك، لأنني كنت قد بدأت العمل في مجال المكياج والتجميل في مصر بشكل محترف.
* من أكثر شخص أثر في حياتك المهنية؟
داني سانز وهي مؤسسة شركة Make Up For Ever، ففي 2009 التحقت بفريق الشركة، وأصبحت المدرب الرسمي لها في مصر، وذهبت إلى باريس عدة مرات للتدريب مع داني. وأثرت فيّ إيجابياً، وكان لها يد في تشكيل رؤيتي كفنان، وغيرت فيَّ الكثير من الناحية المهنية، فأنا مدين لها بالكثير.
أعمال ذات فكرة
* في رأيك، ما الذي يجعل أسلوبك مميزاً ومختلفاً؟
أنا لا أعتبر نفسي خبيراً في التجميل، ففي رأيي هناك فرق شاسع بين خبير التجميل وفنان المكياج. وتعلمت ذلك من داني سانز، فرسم الأيلاينر أمر سهل، لكن سر نجاح فنان المكياج الحقيقي، هو تنفيذ عمل مميز ذي فكرة أو قصة. لذلك ربما تكون إطلالاتي غير مواكبة للموضة وللصيحات التي نراها على الـ«سوشيال ميديا»، وهذا ما يجعل أسلوبي مميزاً ومختلفاً.
* كيف تتعامل مع الانتقادات التي تواجهها على منصات التواصل الاجتماعي؟
كنت أتضايق في البداية، وأصدم من الانتقادات لأنها كانت عدائية جداً، لكنني تجازوت ذلك الآن ولا تهمني ولا أقرؤها.
* تعاملت مع عدد كبير من النجمات، فمن هن النجمات اللاتي ما زلت تتمنى العمل معهن؟
الممثلة اللبنانية نور لم أعمل معها حتى الآن، وعندما رأيتها دون مكياج في العام الماضي في مهرجان الجونة، فاجأني جمالها الطبيعي وأنها لا تحتاج إلا إلى القليل من المكياج لتصبح أكثر جمالاً.
إطلالات بلاستيكية
* ما الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في رحلتك المهنية بشكل عام؟
لم تلعب أي دور يذكر، وبكل صراحة صرت أكره تطبيق «إنستجرام» وما فعله في عالم المكياج. ففي رأيي أنه أثر سلباً فيه، إذ أخرج صيحات غريبة وانتشرت من خلاله معلومات خاطئة. كما يركز مستخدموه على الأشكال الزائفة والمبالغ فيها والإطلالات البلاستيكية، حتى أننا نجد أن بعض شركات التجميل التي تقدم منتجات ذات جودة سيئة، تحظى بنجاح غير عادي، أو نجد من يطلق عليهن «المؤثرات» لديهن ملايين المتابعين، رغم أنهن لا يقدمن أي محتوى ذي قيمة، بينما خبراء المكياج العالميون لا يتابعهم إلا عشرات الآلاف فقط. لقد اختلفت الموازين وزادت الأمور عن حدها.
* ما أهم صيحات المكياج التي سنراها في الموسم المقبل؟
لا أتابع صيحات الجمال ولا أشاهدها، حتى لا تتعود عيناي على ما يُقدم من إطلالات موجهة للمتابعين بهدف التجارة فقط، لتشجيع شراء كم مبالغ فيه من المستحضرات.
* أي صيحات تتمنى أن تختفي من الساحة الجمالية؟
كل ما له علاقة بمكياج الـ«إنستجرام». وبشكل عام أتمنى لو يتوقف الناس عن متابعة المؤثرين في المجالات كافة. وأتمنى أن يتابعوا الخبراء والفنانين الحقيقيين الذين يقدمون محتوى غنياً ومفيداً.
* ما الأخطاء الأكثر شيوعاً التي ترتكبها النساء عند اختيار المكياج الخاص بالمناسبات؟
يضعن كميات هائلة من البودرة الحرة، تحت العينين لتثبيت المكياج، لكنها تبدو قبيحة جداً خاصة على السيدات الأكبر سناً.
* ما نصائحك لكل امرأة عربية تريد أن تبدو أكثر جمالاً؟
أن تتوقف عن متابعة الصيحات، وتفعل ما يليق بها وبأسلوبها وألا تقع في فخ مؤثري التواصل الاجتماعي.
مشاريع
يكشف فنان المكياج محمود رشاد عن أنه سيبدأ جولة في البلاد العربية لتقديم ورش لتعليم المكياج المحترف، برفقة أيقونة الجمال المصري سوسن بدر. فضلاً عن كونه يعمل حالياً على تزيين أبطال مسلسل وفيلم سينمائي.
سوسن: أضع المكياج في المناسبات الخاصة
يُنظر إلى الفنانة سوسن بدر على أنها واحدة من أيقونات الفن المصري، وجاء لقبها «نفرتيتي السينما المصرية» بسبب تميزها بملامح مصرية فرعونية، درست في «معهد الفنون المسرحية»، وتحقق إلى الآن حضوراً فنياً بارزاً.
* سترافقين فنان المكياج محمود رشاد، في جولة لتعليم المكياج المحترف، فكيف تنظرين إلى هذه التجربة؟
ليس هناك امرأة غير جميلة، لكن من المهم جداً أن تتعلم كيفية إبراز ما لديها. فمن الممكن أن تتعلم أسس وقواعد فن المكياج البسيطة، لكي تعرف كيف تبرز ما لديها من جمال. وأنا سعيدة ومتحمسة لكي أكون سبباً في تعليم كل امرأة كيف تجعل نفسها أكثر جمالاً وبساطة.
* هل تؤثر نسبة جمال الممثلة في مدى نجاحها؟
لا أعتقد أنها تؤثر، فثمة أشياء كثيرة أهم من الجمال مثل اهتمامها بعملها، احترامها لموهبتها وجمهورها. من الأهم أن تعرف كيف تستثمر شكلها بالطريقة الصحيحة في الأدوار التي تعرض عليها.
أدوار متعددة
* هل أثر شكلك في مشوارك المهني على مر السنين؟ وكيف واجهت الانتقادات؟
لا أعتقد أن شكلي أثر في عملي على الإطلاق. فأنا أتمتع بملامح شرقية وأعتبرها نعمة. فأنا مثّلت أدواراً شتى مثل بنت البلد والأرستقراطية والشريرة والطيبة وغيرها الكثير. فالشكل لا يؤثر في السيرة المهنية لدى أي ممثلة. وطبعاً كلنا نتعرض للانتقاد ولكن عندما يكون انتقاداً بناء أستمع إليه، وأهتم به جداً حتى أستفيد منه في المستقبل. ولكن إذا كانت الانتقادات بلا هدف، فأنا لا أضيع وقتي في التفكير بها.
* لماذا قررت التخلي عن الشعر الأسود؟
لم أتخلَّ عنه، هو الذي قرر التخلي عني! ولم أشعر بأي مشكلة وأحببت شكلي بالشعر الأبيض، الذي أجده يتفق معي ومع روحي وشخصيتي الآن ومع عمري وتجربتي في الحياة.
* ما شعورك عندما توصفين بـ«أيقونة جمال»؟
هذا وصف جميل جداً وأشعر بالسعادة عندما أوصف به. ومن الأمور التي تهمني كثيراً أن أقول لكل سيدة إنها ستظل جميلة في كل مرحلة من مراحل العمر، ويمكنها إبراز جمالها أياً كان سنها.
* ما رأيك في عمليات التجميل الجراحية؟
تقدمت بشكل سريع وكل يوم نسمع عن تقنيات جديدة في الجراحات التجميلية. أنا لست معها ولست ضدها، ولكن من المهم أن يكون الشخص مرتاحاً وسعيداً عندما ينظر في المرآة ويحب نفسه، بغض النظر عن الطريقة التي توصله إلى هذه النتيجة.
العناية بالبشرة أولاً
* ما نظامك التجميلي اليومي؟
ليس لديَّ نظام محدد، فلا أضع المكياج إلا في المناسبات الخاصة. أنظف وجهي وأضع الكريم المرطب وواقي الشمس في الصباح، مع القليل من أحمر الشفاه بلون خفيف. ويزداد اهتمامي ببشرتي في المساء قبل النوم، أنظفها جيداً ثم أضع عليها كريم الليل، وأنا متمسكة جداً بهذه العادة وأحاول ألا أفوِّتها أبداً.
* ما نصائحك الجمالية لفتيات الجيل الجديد؟
من المهم جداً معرفة كيف تستخدمين المكياج بشكل صحيح، وماذا تستخدمين حسب الوقت والمناسبات المختلفة. والأهم من كيفية استخدام المكياج، العناية بالبشرة، وعدم النوم بالمكياج خلال الليل، فهذه من أخطر الأمور.