بعد رحلة ترفيهية قضتها الصديقات في ريف إحدى الدول الأوروبية، التقينَ بعد عودتهن بأيام عدة في لقاء قصير يتحدثن ويتذكرن بعض المواقف والأماكن الجميلة والمملوءة بالضحكات والذكريات والتي ستبقى في أذهانهن، قالت إحداهن: «سنعود الآن إلى الروتين والجري لنسابق الزمن حتى ننجز، ليتنا نستطيع أن نبقى نعيش وضع الاسترخاء، لأننا كنا نفكر بشكل أفضل ونشعر بارتياح جسدي وعقلي ووجداني». علقت الأخرى: «لِمَ لا؟ نستطيع أن نضع لنا خطة لارتياد أحد المراكز، التي تقدم برامج تعليم وممارسة تقنية الاسترخاء وهكذا نستطيع الاستمرارية بذلك الوضع».
توفير الوقت
المتحكم بعملية الاسترخاء والهدوء هو «التباطؤ» الذي يساعدنا على عدم التوتر وعدم الإلحاح بتوفير الوقت، ولهذا عندما نكون في إجازة عادة لا نلتزم بالوقت، بل نسير بهدوء نستمتع بكل ما حولنا ونتمتع بالأطعمة والمشروبات، حيث نجلس لأوقات طويلة من دون الاستعجال بالتهام الوجبة حتى نكمل مهمة معينة، نحن في عالم متسارع ونشعر دائماً بأن الوقت أصبح سريعاً جداً، مما يجعلنا نتوتر بشدة ونلهث، لأننا لا نستطيع الانتهاء من واجباتنا الحياتية والمهنية والاجتماعية والروحانية، بل أصبحنا لا نستمتع بما نمارسه، وكأننا نعيش تحت الصدمات الكهربائية، فنكون متشنجين ولا نشعر بالراحة أو الاستمتاع، حتى وإن كان لدينا وقت فراغ.
خطوات
هناك خطوات عدة يمكن اتباعها حتى في خضم الانشغالات وزحمة الحياة، وبها تستطيع تنظيم مهامك اليومية، وفي الوقت نفسه تساعدك على الشعور بالراحة والاسترخاء:
- أكثر عبارة تستخدم مؤخراً هي «أنا مشغول جداً»، وهذا يؤدي إلى مشاعر غير مريحة، مما ينتج عنها توتر ويترتب عليها عدم الاستمتاع لضيق الوقت، جرب قبل أن تقولها أن تمارس تقنية التنفس العميق حتى تقضي على التوتر والمشاعر السلبية التي ستسيطر على عقلك، وستشعر حينها بالارتياح.
- لا تفكر كثيراً، والكتابة ستساعدك على ذلك فعندما تسجل ما تفكر فيه على الورق، ستقلل ضغط الأفكار بعقلك وستشعر بالهدوء بالإضافة إلى التنفس الهادئ.
- كن إيجابياً، وهذا لا يعني أن تتجاوز المواقف الصعبة في حياتك، وكأن شيئاً لم يكن، بل انظر دائماً على سبيل المثال: إلى بعض العواطف لدى شخص معين يساندك، أو أن تؤمن بأن هناك أملاً، وإن تعودت على أن تفكر بذلك لثوانٍ ستكون نقطة تحول من التوتر والحزن والغضب إلى الهدوء، وهي كفيلة بجعلك تسترخي.
- خطط لوقت فراغك واملأه بالأنشطة أو بالهوايات، على أن تكون ترفيهية وتكون منظمة، وليست عشوائية.
- اجعل لك وقتاً تقضيه مع أصدقائك بعيداً عن الالتزامات العائلية والعمل، كاللقاءات والتحدث بأريحية.
- وجه انتباهك وتركيزك إلى المشاعر التي تشعر بها، بعد أي موقف مريح كالبهجة والفرح واستمتع بها، لتقوية قدرتك على التركيز والاسترخاء.
- مارس الصمت وقلل من الكلام، الذي ثبت أنه يهدر الكثير من الطاقة لدى الفرد، وهناك فوائد كثيرة للصمت وأهمها الاسترخاء والتعمق في الذات.
- قبل نهاية اليوم أنهِ كل المتعلقات؛ حتى لا تبقى مشغولاً بالتفكير بها، مما قد يتسبب في توترك وبالذات في فترة ما قبل النوم.
استشارة
• أنا متزوجة منذ ثماني سنوات ولم أنجب، فاتفقنا أنا وزوجي على أن نحتضن طفلاً، لكننا لم نتفق بعد على جنس الطفل. ولدي سؤال: هل يفضل أن نخبره بالحقيقة أم نتعامل معه كابننا الحقيقي ونتجاهل الموقف؟ وإذا كان ولا بد، فمتى الوقت المناسب لنخبره؟
- الأمر يعتمد على عمر الطفل، هل سيأتي ليعيش تحت كنفكم وهو طفل رضيع أم أكبر من ذلك؟ أما بالنسبة إلى العمر المناسب لأي طفل لإخباره، هو العمر الذي يعي فيه الطفل ويفضل أن يكون العمر أربع أو خمس سنوات، حيث يكون مدركاً ويستطيع التمييز والتفهم، وفي هذا العمر يبدأ المدرسة، فيفضل أن يعرف الحقيقة من الوالدين، وليس من الأطفال والزملاء، لأن ذلك قد يسبب له صدمة، وقد يؤدي إلى بعض المشاكل السلوكية والنفسية وتوتر العلاقة بينكما وبينه، وقد يترتب عليه تقدير الذات المنخفض.