يكفي أن نذكر اسم النجم السوري ناصيف زيتون، حتى تقفز إلى ذهن جمهور الغناء العربي، صورة الشاب العاشق في أغانيه والوسيم عند معجبيه، الذي خطف لقب «ستار أكاديمي 7»، ومضى في خط تصاعدي بتقديمه لأغانيه التي تشبهه وأبناء جيله، فتوجوه نجمهم المقبل، فصاروا يكبرون معه عاماً تلو الآخر، وأغنية بعد أغنية.
• بعد سلسلة حفلات ناجحة في مختلف أنحاء العالم العربي، فضلاً عن مشاركتك في رحلة باخرة النجوم stars on boord، هل يمكن القول إنك نجم صيف 2019؟
هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا مساندة الجمهور، فبالإضافة إلى كم الحفلات، حققت أغنياتي انتشاراً كبيراً بين الجمهور، ونسب المشاهدات العالية تثبت ذلك.
• ما الحدث الذي مررت به وتعتبره استثنائياً؟
غنائي في تونس لليلتين متتاليتين في «مهرجان قرطاج» بشكل خاص، وهو أمر لم يتكرر مع أحد منذ عام 1997 كما أخبرتني إدارة المهرجان.
• في «قرطاج»، أحضرت والدتك معك، هل من رسالة وراء ذلك، وماذا قالت لك بعد أن رأت نجاحك؟
كل ما في الأمر، أنني أخبرتها برغبتي في أن ترافقني لترى بنفسها محبة الناس لي، فهي دائماً ما ترفض الظهور، لكنني أقنعتها بالأمر، خاصة انه كانت لدي رغبة قديمة في أن يرى والداي نجاحي، ولم أستطع أن أحقق هذه الرغبة بسبب وفاة والدي العام الماضي، وعلى فكرة رحلة تونس هي المرة الأولى التي تصعد بها والدتي على متن طائرة. ولم تخبرني والدتي شيئاً بعد «قرطاج»، فقط كانت تدعو لي.
سبع سنوات
• بعد سبع سنوات من احترافك الفن، كيف تنظر إلى نفسك فنياً؟
أنا بدأت من الصفر، واكتسبت الخبرة الفنية يوماً بعد يوم، وكل تجربة جديدة لي هي خبرة إضافية أسعى لأن أبني عليها باستمرار.
• حللت ضيفاً على قراء «زهرة الخليج» قبل ست سنوات ترويجاً لألبومك الأول «يا صمت»، ويومها قلت إنك تحلم بالغناء على أكبر المسارح والمهرجانات، واليوم بعد أن تحقق حلمك، إلى ماذا تطمح؟
ما زلت أطمح للكثير، سعيد أن حلمي تحقق وغنيت في مهرجانات: «قرطاج، موازين، الفحيص، وأعياد بيروت» وعلى خشبة أكبر المسارح العربية، ومازال لدي حلم بأن أغني أيضاً في مهرجانات: «جرش» في الأردن، «بيت الدين وبعلبك» في لبنان، و«المحبة والسلام» في سوريا، وأطمح لأن تبقى أغنياتي عالقة في ذهن الناس. واليوم الطموح تحقق، بفضل السعي والإصرار والتحدي.
• في ذلك الحوار أيضاً، قلت لنا أنك لست امتداداً لأي فنان، ولن تربط اسمك بأياً منهم، وتريد أن تكون ناصيف زيتون، فهل تصنف نفسك اليوم فنياً بدرجة (+A)؟
لا أنكر أنني سعيد بنفسي وبنجاحاتي ومازلت أطمح للأكثر، وشخصياً أرى أن موضوع التصنيفات يشوه جمالية الفن، فكل فنان له مكانته واسمه مما يجعله يختلف عن الآخرين، لذا أسماؤنا من تصنفنا دون أن نضع نحن تصنيفاً لأنفسنا.
قناعات
• نراك دبلوماسياً، رغم أن إدارة «مهرجان قرطاج» صنفتك بنجم الدورة الـ55؟
أنا أجيب باحترام لكل الناس ولزملائي بالفن، وهناك أساتذة كبار سبقوني في هذا المجال يسمعون إجاباتي، وفي النهاية هذه قناعاتي.
• بعد احتكاكك بالوسط الفني والخبرة التي حصلت عليها، هل ما زلت عند رأيك القائل «زمن الرسالة الفنية انتهى»؟
الكلام الذي قلته سابقاً يدل على قلة الخبرة، وأنت ذكرتني بأمر جعلتني أعتب به على نفسي، لأن هنالك فنانين يستطيعون إيصال رسالة الفرح والمحبة والسلام بأعمالهم، وأنا رسالتي أن أذكر بلدي سوريا في هذه الأيام الصعبة، فالأوضاع بدأت تتحسن ويجب على كل شخص أن يساند من موقعه، وأنا لا أضخم نفسي، فأنا شاب عادي جداً استطعت من خلال بذل الجهد أن أحقق أحلامي، فلا شيء مستحيل أبداً.
شغف
• وسط الشهرة التي تتمتع بها، هل تخشى اللحظة التي تفقد فيها هذه الأضواء؟
لا، لأنني أؤمن بأن من يمتلك بعد نظر، يعلم بأنه لا شيء يبقى أو يستمر في هذه الحياة سوى السمعة الحسنة والعمل الجميل، لذلك علينا جميعاً أن نتحلى بالتواضع، فجميع الناس بكل مكوناتهم، يجب أن يُحترموا، ومن المشين أن نتكبر على بعضنا فنحن أخوة، لذلك أنا أعيش اللحظة بشغف وأفضل أن تبقى قدماي على الأرض.
• يقال إن روحك الشبابية في أغانيك هي سبب اختلافك عن أبناء جيلك، لكن هل ستبقى أسير الغناء باللهجة البيضاء؟ وهل تفكر في تقديم ألوان موسيقية ولهجات أخرى؟
يصلني دائماً أعمال من شعراء وملحنين، وهناك أغنيات تعرضها عليّ شركة الإنتاج، لكنني أختار ما يشبهني وأشعر بأنه يناسبني. أنا منفتح على الغناء بكافة اللهجات وبجميع الأنماط الموسيقية، وقريباً سأقدم أغنية بالفصحى وأخرى باللهجة المصرية.
نجوم شباب
• من ينظر للساحة الفنية اليوم، سيجد أن أبرز نجوم الغناء الشباب هم خريجو برامج اكتشاف المواهب مثلك أنت ومحمد عساف وأدهم نابلسي، رغم أن هنالك الكثير من الانتقادات التي توجه لهذه البرامج؟
أشجع شركات الإنتاج على احتضان خريجي هذه البرامج، لأن معظمهم معجونون بالموهبة، ويحتاجون فقط إلى فرصة، لأن القضية ليست قضية برامج بل استمرارية، فصاحب الموهبة نجح وتألق بأغاني غيره، ويحتاج إلى أن يثبت نفسه بأغانيه.
• أيضاً هنالك فجوة زمنية كبيرة بين النجوم، الذي ظهروا في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات حتى اليوم، فبين زمن جورج وسوف وراغب علامة وعاصي الحلاني ووائل كفوري وبينكم كنجوم شباب، يوجد تقريباً 20 عاماً، لم يظهر فيها نجوم كثر، ما السبب؟
لكل فنان وقته ليظهر ويبرز، وأعتقد أن هذا الوقت وقتي، وفي المستقبل سيظهر نجم جديد، وشخصياً لا أعتبر هذه الفترة الزمنية فجوة، فمن سبقونا أساتذة ولهم تجربتهم الكبيرة التي تعلمنا منها.
4 حفلات
بعد أن تواجد هذا الأسبوع في إمارة دبي لحضور حفل فني أطلقته «يوتيوب»، يواصل ناصيف زيتون جولة حفلاته، فيتحضر للغناء في أربيل بشمال العراق، ثم في مهرجان الياسمين في العاصمة السورية دمشق، قبل أن يلتقي جمهوره في البترون بلبنان يوم 22 سبتمبر الحالي، وبعدها بأربعة أيام في الأردن. وكان ناصيف قد حل ضيفاً على حفل النجمة اللبنانية إليسا في «مهرجان أعياد بيروت» وغنى معها على المسرح، وقال يومها «إليسا كوم، وكل النجمات بكوم ثاني، قلبي بيفز.. لما بشوفها وبسمعلها». وكان حضوره لحفل إليسا فرصة لرد مجاملتها عندما حضرت حفله، وجلست بين الجمهور. وإليسا التي تعودت على حضور بعض حفلات زميلها المطرب وائل كفوري، كانت قد صرحت إعلامياً، بأنها ستحضر حفل أحد زملائها المشاركين في «مهرجان أعياد بيروت»، ويومها توقعت ووسائل الإعلام والجمهور، بأنها ستحضر حفل كفوري كالعادة، لكن ناصيف استطاع خطفها منه هذه المرة.
سأغني القصيدة
كشف ناصيف زيتون عن أنه سيقدم القصيدة الفصحى المغناة، وأنه سجل بصوته قصيدة سيطرحها للجمهور قبل نهاية هذا العام، موضحاً: «كانت لي تجربة في غناء القصيدة عندما أعدت غناء «يا عاشقة الورد» للراحل زكي ناصيف في ألبومي الأول، وأنهيت مؤخراً تسجيل الأغنية القصيدة، وحالياً نفكر في موعد وشكل وطريقة طرحها للجمهور». ونفى ناصيف أنه سينافس المطرب كاظم الساهر في غناء القصائد، مبيناً: «كاظم أستاذ كبير، وله حضوره الخاص في الغناء، خاصة في تقديم القصائد، لكني سأقدم القصيدة بطريقتي وستايلي الخاص» ولدى سؤاله عن لقائه الأخير مع الساهر على متن باخرة «ستارز أون بورد»، أشار إلى أن لقاءهما كان ودياً وسريعاً ولم يتطرقا فيه للأحاديث الفنية، وبارك له زواج نجله عمر الساهر.
هل يمثل ناصيف في «الهيبة 4»؟
لم يتردد ناصيف زيتون في الاعتراف بأن مسلسل «الهيبة» من بطولة النجم تيم حسن، أسهم كثيراً في انتشاره جماهيرياً كمطرب من خلال غنائه (شارة العمل) بأجزائه. وكان ظهور ناصيف في مشهد من مسلسل «الهيبة - العودة»، قد أجج شائعات دخوله الساحة الفنية كممثل ومنافسة تيم حسن، إلا أن مخرج العمل سامر برقاوي، أوضح الأمر بقوله: «اقتصر حضور ناصيف في الجزء الثاني على مشهد واحد تبادل فيه النظرات مع بطل العمل تيم حسن «جبل». المشهد صامت ولكنه يحمل في داخله حواراً طويلاً، وكأن ناصيف يطمئن جبل، ويقول له (لا تهكلو للهمّ)، وهذا الظهور ليس غريباً في الساحة العالمية، ويطلق عليه Cameo role، ففي كل المشاريع الفنية الناجحة، يحدث أن يظهر نجم كبير بشخصيته الحقيقية في الأحداث». ومن جانبه، لم يغلق ناصيف الباب أمام ظهوره كممثل في «الهيبة 4» أو أي عمل درامي مستقبلاً، وقال: «حتى أظل أسير في خط تصاعدي، لا أريد أن أشتت تركيزي بالسير في خطين، وأرغب في أن أحفر اسمي أكثر في أرشيف الغناء. لكن ربما مستقبلاً وقد لا يكون قريباً سأظهر ممثلاً، وكل الموضوع مرتبط بتوفر الفكرة التي تخدمني كمطرب أساساً».