ربما يبدو مصطلح «مزعجة» غير دقيق بدرجة كافية، خاصة إذا ما اعتبرنا «الإزعاج» أمراً نسبياً، وانطباعات الناس متفاوتة تجاه مشاهد الأفلام ومستوى قبولها، بحسب الاستعدادات النفسية وربما التجارب الحياتية. لكن، بما أننا ملزمون بذكر هذه الأفلام تحت هذا المسمى، معتمدين بذلك على ما يفعله موقع Looper.com والمهتم عادة بالكثير من قوائم الأفلام، ومنها الأفلام «المزعجة / most disturbing» كما يسميها، والتي تميل أغلبها بكونها أفلاماً تحمل مشاهد، تدور ما بين العنف والجنس والأفكار الجريئة والمشهديات المقززة والغريبة أو طريقة التصوير والإخراج غير التقليدية، وقد اعتاد مع كل عام وضع مثل هذه القوائم على الرغم من الاختلاف الحاصل دوماً في الحكم على هذه الأفلام، ومدى «الإزعاج» فعلياً، فالأمر ليس كما لو كانت قائمة «الأفلام الأكثر جدلاً» الشهيرة التي سبق أن نشرتها مجلة Entertainment weekly حيث كان يمكن حينها قياس الجدل المثار حول الفيلم كموضوع حقيقي لا يقبل الانطباعات الذاتية. ومع ذلك لنلقي نظرة سريعة حول هذه «الأفلام الأكثر إزعاجاً لعام 2019» التي طرحت هذا العام، وإن كان الأمر يبدو مبكراً بعض الشيء حيث ما زلنا في بداية الثلث الأخير من السنة.
Dragged Across Concrete
دراما، جريمة، أكشن، يشارك فيها النجمان ميل غيبسون وفينيس فون، حول رجلين من الشرطة يوقفان عن العمل بسبب استخدامهما المفرط للقوة، مما يدفعهما إلى التوجه نحو العصابات وعالم الجريمة، للبحث عن تعويض مناسب. الفيلم يقدم العنف والعنصرية بشكل حاد، مما يجعله شيئاً مزعجاً بجانب تأكيده في النهاية، على أنه لا يوجد شخص نظيف أو نزيه!
The Hole in the Ground
أول أفلام المخرج الإيرلندي لي كرونين، فيلم رعب حول أم شابة وابنها، يحاولان بناء حياة جديدة لأنفسهم على أطراف بلدة ريفية صغيرة. في منزل على حافة غابة شاسعة توجد فيها فتحة بالوعة مشؤومة، والتي ربما تكون مرتبطة بالتغيرات السلوكية الدراماتيكية في الصبي وهذا ما يجعل الأمر مزعجاً، كما هي عادة وجود طفل في موقف مفارق يكسر قوالب الطفل البريئة المعتادة.
Pet Sematary
رعب وغموض وإثارة معتمد على قصة للكاتب الأشهر في هذا النوع ستيفن كينغ، الدكتور لويس كريد وزوجته راشيل اللذين ينتقلان من بوسطن إلى ريف مين مع طفليهما الصغيرين. لكنهما سرعان ما يكتشفان أرض دفن غامضة، مخبأة في أعماق الغابات بالقرب من منزلهما الجديد. ما يجعل الفيلم مزعجاً هو كمية القتل التي يمارسها الأطفال، تجاه حيوانات مرعبة هي بالعادة الحيوانات الأليفة والمفضلة للبشر.
Us
قبل سنتين نجح المخرج جوردان بيلي، في أول أفلامه Get Out الحاصل على إعجاب نقدي وجماهيري واسع، بالحصول على أوسكار أفضل سيناريو أصلي. هذا العام يقدم فيلمه الثاني، أيضاً رعب غامض ومثير حينما تتحول عطلة هادئة وجميلة لعائلة، إلى حالة من الرعب والبحث عن النجاة حينما يجدون أنفسهم ملاحقين من عائلة تشابههم. الفيلم يعطي شعوراً غير مريح حينما يجعل شخصاً يشابهك ينزع إلى محاولة قتلك، من دون أن تدرك السبب إذ اعتاد الناس على استئناس من يشابههم.
Velvet Buzzsaw
المخرج دان جيلروي يجتمع مرة مع جيك جيلينهال، بعد فيلمهما الناجح والرائع Nightcrawler عن سخرية إعلامية حول أنجيلينو الطموح، الذي يحاول اختراق عالم الصحافة الإجرامية. أما هنا في فيلم رعب وإثارة وغموض فيقدمان لائحة اتهام أخرى قاسية للثقافة الرأسمالية من خلال عالم الفن الانتهازي المتقلب، ودائرة البائعين من صانعي الذوق للثراء من خلال بيع مجموعة من اللوحات المكتشفة حديثاً. وهنا تبدأ القصة بعد اكتشاف لوحات تم إنشاؤها بواسطة رجل مجنون، تكمن روحه في كل منها، ويسعى إلى الانتقام من أي شخص يحاول الاستفادة منها. والمزعج هنا هو توظيف «الفن» بشكل مخيف ومرعب ربما يؤدي لقتل أصحابه ومعجبيه بشكل عنيف ومفزع.
Midsommar
الفيلم الثاني للمخرج آري آستر بعد نجاح فيلمه الأول العام الماضي Hereditary، الذي حظي بإعجاب نقدي كبير، حيث يواصل هنا رحلته في دراما الرعب والغموض من خلال قصة زوجين، يسافران إلى السويد لزيارة مهرجان منتصف الصيف الأسطوري في الريف. وبدلاً من اعتبارها رحلة ملاذ مثالية، تتحول سريعاً إلى منافسة عنيفة وغريبة على أيدي طائفة وثنية. الفيلم كما فيلمه الأول يشير النقاد إلى مستوى الرعب النفسي والإحساس الخانق والوحشية البصرية مما يجعله فيلماً مزعجاً لهذا العام.