هناك ستة أخطاء يرتكبها كثير من الناس، تبقيهم بعيدين عن السعادة وهم لا يعلمون، إنها أمور بسيطة، ولكنها ستكون فارقة إن تعلمت تجنبها لتحصل على سعادة دائمة، هي:
1 - عدم تقدير السعادة:
إذا سألت أي شخص ماذا تريد في هذه الحياة؟ فقد تسمع إجابات مختلفة، أريد أن أمتلك بيتاً، أريد أن أكون مشهوراً ومحبوباً، أريد أن يكون لدي مشروع ناجح، أريد أن أكون رشيقة وجميلة، أريد أن أكون ثرياً.. إلخ، ولكنك نادراً ما تسمع أريد أن أكون سعيداً، لأن الجميع يعتقد بأنه بحصوله على ما يريد يصبح سعيداً، ولكن شتان بين مفهوم السعادة ومفهوم الرغبات، لأن السعادة التي تحصل عليها بعد تحقق أي رغبة من رغباتك، هي سعادة لحظية ستنتهي، وستبحث عن شيء آخر تحققه ليعاودك ذاك الشعور، ليكون هذا بمثابة لهاث مستمر لتحقيق المزيد، ولن تحصل على السعادة إلا بتحقق الأهداف، وستبقى في صراع مع ما تريد، والبحث عن السعادة.
السعادة في حد ذاتها يجب أن تكون رغبة هي أيضاً، لذلك إذا أردت أن تكون سعيداً توقف لحظة، وسجل في دفتر صغير الأشياء والأعمال، والأشخاص الذين في وجودهم تشعر بالسعادة، حتى لو كانت أموراً تافهة مثل أن تمشي حافي القدمين في البيت، أو تجلس على شرفة بيتك تراقب الشارع..الخ . فقط افعل الأمور التي تجعلك سعيداً، اجلس مع من يحبك ويمنحك الابتسامة بأريحية دون تكلف.
2 -المقارنة:
أكثر ما يثبط من عزيمتك وإحساسك بالسعادة هي المقارنة، فهي ليست منطقية بتاتاً لسبب مهم أن لكل شخص ظروفه، اهتماماته، أحلامه، أفكاره، وليس منطقياً أو عدلاً مقارنة أشياء متغيرة بين شخصين ليست لهما الظروف نفسها ولا الطبيعة، فالمقياس هنا غير متكافئ، فأنت بذلك تضع الآخرين في مستوى أعلى منك، وتصبح تحت هذا المستوى، مما يجعلك تشعر بالدونية، وهذا ما يثبته علم النفس المقارن لمؤسسه العالم (ويليام كونت) في دراسة أجريت في جامعة هارفارد سنة 1999، على مجموعة من الناس لديهم مشكلة المقارنة مع الآخرين، ومجموعة أخرى لا تشكل المقارنة جزءاً من حياتهم، اتضح أن المجموعة الأولى لديها عدم ثقة بالنفس وينتابها شعور بالدونية، أما الأخرى فلا تشعر بذلك، لكن إذا كان هناك شيء معين يعجبك في زميل لك، كأن يكون أكثر مهارة منك في العمل، وسرعة الإنجاز، أو لديه لغة ليست لديك، يمكنك أن تقارن سلوكاً بسلوك، ومهارة بمهارة لتحسين وتطوير أدائك فقط. وإذا كنت ممن يحبون المقارنة، فلتوجه مقارنتك نفسك بنفسك، أي تنظر أين كنت، وكيف أصبحت.
3 -الأنانية:
أن تعيش لنفسك فهذا سوف يبعدك عن السعادة، لأنك عندما تعطي جزءاً من وقتك للآخرين، سيمنحونك هم أيضاً جزءاً من وقتهم حين تكون في حاجة إليهم، وتصبح أكثر قرباً منهم، بل يزيد احترامهم لك، وهذا ينعكس على نفسيتك بشكل إيجابي ويجعلك سعيداً.
4 -السيطرة:
فكرة سيطرتك على كل شيء في حياتك أو من حولك، تجلب لك مزيداً من التعاسة، يخبر علماء النفس أن الإنسان يستحيل أن يسيطر على إنسان آخر مهما كان قوياً، حتى إنه لا يستطيع السيطرة على نفسه، لذلك أي سيناريو تضعه في عقلك لن يحدث كما تصورته أبداً، دوماً هناك متغيرات، فالحياة دائمة التغير، ولا شيء يبقى على حاله، لذلك لن تستطيع السيطرة على كل المتغيرات اليومية في حياتك، وستفقد أعصابك في نهاية الأمر، لذلك هناك حكمة تقول (التحلي بالتخلي هو أول طريق إلى السعادة).
5 -التشكيك بالآخرين وعدم الثقة:
عدم الثقة والتشكيك في نوايا الآخرين، يجعلك غير متسامح، وأي شخص يدخل في حياتك لا تثق به بسهولة، مما يشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً عليك، إذا خالفك أحدهم الرأي، أو وقف موقفاً معارضاً لك، فلن تسامحه، وترى المدارس الجديدة في التربية النفسية التحليلية للعالم فرويد، أنك في هذه الحالة تؤذي نفسك أولاً، لأنك ستبقى في حالة تفكير متواصل في من وقف تجاهك هذا الموقف، وتحدث نفسك بالآتي: من هو حتى يفعل بي هذا؟ كيف لم أرد عليه بكذا وكذا؟ لماذا لم يحترمني؟ وفعلياً يكون الموقف قد انتهى، ولا فائدة تُرجى من وراء كل هذا الحديث مع النفس، لأنه سيجلب لك الإحباط والتعاسة. لذلك امنح من يستحق ثقتك من دون خوف وامضِ في حياتك.
6 -الاستعجال:
تريد أن تنجح بسرعة، وأن يدر عليك مشروعك الأرباح بسرعة، وارتباطك بمن تحب يسير بسرعة على أحسن ما يرام. بعد وقت قصير سوف تشعر بالإحباط والتعاسة وتفشل، من الجميل أن يكون لديك أهداف وأحلام تحققها، لكن لا تؤنب نفسك لأنك لم تصل حتى الآن، أو أن ظروف حدثت وأبعدتك عن حلمك، الاستعجال يضيع عليك فرصة مهمة في حياتك وهو التغير، التغير النابع من تلك المواقف، التي سوف تجعلك نسخة محسنة من نفسك.