في كل مساء وبعد أن تُنهي واجباتها وأنشطتها اليومية تتحدث مع صديقتها، يتناقشون في مواضيع مختلفة عائلية وشخصية وعامة أحياناً يتناقشون في موضوع الصداقة، ومرات في الأبناء وأوقات بالموت وأخرى بالاقتصاد. وخلال إحدى المكالمات تطرقت لمشكلة تعانيها بسبب خوفها وقلقها غير المنطقي وأنها بدأت تفقد الاستمتاع والبهجة في حياتها وأنها سبق أن ذهبت لزيارة الطبيب النفسي والذي بدوره أكد لها أنها لا تعاني مشكلة نفسية، ولكن عليها أن تغير أسلوب حياتها اليومي، وأن تقضي بعض الوقت وحيدة لتمارس تقنيات التأمل للتخلص من كل المتعلقات السلبية الساكنة بذهنها. طرحت الموضوع لتشارك صديقتها وتعطيها بعض النصائح علها تساعدها في تخطي المشكلة.
استمعت لها الصديقة كعادتها وقالت لها: «يا لهذا العقل كم يتحكم فينا فقد يسحبنا في بعض الأحيان للأسفل ويطرق بداخلنا طبول الخوف من الآتي ويتربص بنا كالعدو ويعرقل السير لتحقيق الرفاه والإيجابية ويغلق علينا دائرة الخوف، لذا نحتاج للتعامل مع هذا الخوف بجدية حتى نكتشف ملامح الحب بداخلنا وبقوته سيتلاشى الخوف».
مشكلة الخوف منتشرة لدى الكثير، وقد تعترف الأغلبية بأنه ليس لديهم علم بالسبب الحقيقي، ويتفقون على أنهم بسبب الخوف لا يعترفون به، وأن نسبة الحب لديهم قلت أو تلاشت، وهذا مجرد إحساس وبرمجة عقلية سيطرت بفكرة معينة سلبية شغلت البعض. لذا فمن يشعر بالخوف، وخاصة إذا كانت لدى الشخص مشكلة في كيفية التعامل مع هذا الخوف وهذا الإحساس الذي يجعله محتاراً.
هنا بعض النقاط التي قد تساعد، ولكن الرغبة الأكيدة في التغيير ستسهم بشكل أكثر فعالية:
- بداية علينا معرفة حقيقة الخوف وحجمه وقوته، وألا نواجهه إلا بعد تقسيم المشكلة المسببة للخوف إلى أجزاء حتى يسهل التعامل معها.
- اتخاذ الإجراءات المهمة بأن تكون استباقياً حيث يُعتبر ذلك منشطاً نفسياً لمشاعر العجز والخوف والقلق وخاصة إذا كنت بين مجموعة من المقربين.
- التمسك بالتفاؤل يسخر لنا قوة التفكير الإيجابي وهي سمة من سمات البشر، فقد خلقنا الله متفائلين ولدينا تقدير ذات مرتفع وعلينا أن نراعي أنفسنا وأجسادنا، وممارسة التخيل والاستمتاع بالإلهام في الحياة.
- ابتعد عن الشفقة وتحدث إلى نفسك بإيجابية، وركز على منجزاتك وافخر بنفسك بعيداً عن العدو الأساسي وهو «اللوم».
- عندما تتخبط في حياتك وتتعرقل وتسير الأمور على نحو خاطئ مما قد يبث فيك الخوف، حاذر أن تحكم على نفسك بقسوة بل كن لطيفاً حتى تستطيع أن تقاوم الحزن والإحباط.
- للتخلص من الخوف عليك أن تجيب دائماً عن سؤال وماذا بعد؟ ماذا أريد؟ ومن أريد أن أكون؟ الإجابة عن تلك الأسئلة ستبدد الخوف بداخلك.
- تخاطب مع المخاوف ولا تتركها تتغلب عليك وترعبك، ولتنجح أكثر يمكنك مشاركتها مع الآخرين من المقربين.
- عزز فكرة اللا خوف في العقل وعندما تكررها دائماً فإنها تصبح جزءاً أساسياً في عقلك الباطن، وبالتالي ستصبح جزءاً لا يتجزأ من طريقة الإدراك لديك.
استشارة
* بدأت ألاحظ على ابني، 10 سنوات، أنه قلق وخائف، وبالذات قبل المهام الجدية مثلاً قبل الامتحان أو المباراة الفاصلة وغيرهما من المواقف الأخرى، وبالفعل تكون الأعراض واضحة كالتوتر وارتجاف اليدين.
- يحتاج ابنك إلى مقابلة إكلينيكية وطرح بعض الأسئلة المتعلقة بالأعراض والمشاعر والتعبير عن نفسه، وعليك أن تساعديه على التعبير والتحدث، وليس من الضرورة أن يكون لديه اضطراب نفسي، ولكن قد تكون مشكلة وتحتاج إلى حل.