لطيفة اللوغاني.. مدربة معتمدة في مجال «الإتيكيت والبروتوكول الدولي»، أدركت مبكراً حاجة المجتمع لتعلم فنون وأصول الذوق وتفعيل القيم والأخلاق في التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين، لأجل الوصول إلى نمط حياة يحقق لنا مزيداً من الاستقرار والسلام والسعادة، فقررت التوجه لدراسة «الإتيكيت» في المدارس المتخصصة الفرنسية والسويسرية والبريطانية، ومزجتها بتعاليم الدين الإسلامي لتخرج بتوليفة «إتيكيتية» ملائمة لمجتمعاتنا، تتناسب مع عادتنا وطباعنا الشرقية، لنتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة والخروج من الأزمات لنحيا حياة سعيدة خالية من المنغصات مليئة بالإيجابية.
• ما المقصود بكلمة «إتيكيت»؟
هي كلمة فرنسية تعني البطاقة، ففي أي دعوة توجه إلينا توضع بطاقة تحتوي على التعليمات والآداب التي يجب مراعاتها، وبالنسبة للتعريف العملي لكلمة «إتيكيت» فهو التعامل بالذوق والأدب الرفيع، بهدف ترك انطباعات جميلة وطيبة في نفوس كل من نتعامل معهم، فـ«الإتيكيت» سلوك بالغ التهذيب ينطلق من خلال حزمة من الأدبيات والخصال الحميدة المكتسبة، والتي ترتقي بالتعامل بين الأفراد.
تعامل
• هل هذا يعني أن نتعامل بتكلف من دون أن نكون على طبيعتنا؟
ليس ذلك هو المقصود أبداً، فـ«الإتيكيت» يعني التعامل برقي وأدب وذوق بشكل مستمر، وأول من يجب أن نتعامل معه بتلك الطريقة اللطيفة اللينة أنفسنا، حتى يتحول الأمر لسلوك ثابت ومنهج حياة، فبعض الأشخاص يعتقدون أن «الإتيكيت» يعني (البرستيج) أو التعامل بالتعالي على الناس، فنجدهم يتعاملون مع الناس خارج البيت بتصنع، ويكونون على غير طبيعتهم، مظهرين قمة الرقي الخلقي الزائف، فالتعامل بـ«الإتيكيت» ليس قناعاً نلبسه وقت اللزوم.
• ما الأسس التي يبنى عليها «الإتيكيت»؟
بداية يجب أن نبدأ بتصحيح تعاملنا مع أنفسنا، فذاتي أولى الناس بالاهتمام والحب والتقدير والتعامل معها بالأخلاق والتهذيب. وهذا ما أطلقت عليه مصطلح «إتيكيت الروح»، وهو مفتاح التعامل الصحيح مع النفس والبشر جميعاً، ويتحقق ذلك باحترام النفس والذات والتعامل معها بالمحبة وتقديرها وعدم تحميلها فوق ما تطيق، وألا نقارن أنفسنا بغيرنا ولا نقلل من شأن أنفسنا، فكل إنسان له بصمة مميزة عن الآخر، وبعد تطبيق مبادئ «الإتيكيت» والذوق مع النفس، سوف نبدأ بالتعامل مع الآخرين بنفس الرقي والذوق مع جميع المحيطين بنا، حيث يتحول الأمر تلقائياً إلى سلوكيات اعتيادية نتعامل بها مع الجميع.
مفاتيح
• هل لـ«الإتيكيت» مفاتيح؟
هناك العديد من المفاتيح التي تعد أسس التعامل بـ«الإتيكيـت»، أهمها الابتسامة، حيث تبني جسوراً صامتة مع الآخرين، حتى إن الناس يحبون الشخص المبتسم ويتفاءلون برؤيتهم له، لأنه يعطي رسائل صامتة بأنني مرتاح وإيجابي وراضٍ وسعيد في حياتي، وفي الوقت ذاته أكن لك كل المحبة والتقدير. والابتسامة صدقة ويجب تفعيلها في كل وقت ومع الجميع، فهي كالعدوى النافعة التي تنتشر بين الناس، ولولا أثرها القوي والفعال لما احتسبت صدقة.
• هل من حدود يجب أن نضعها؟
بالتأكيد، أهمها عدم التدخل في شؤون الآخرين، وكبح رغبة النفس في التطفل ومعرفة شؤون الآخرين، والمفترض أننا نشغل أنفسنا بأنفسنا، ولا نحاول أبداً معرفة تفاصيل وأخبار وأسرار الناس، مهما بلغت درجة قربنا منهم، وأن نحترم خصوصية الآخر، فلا بد من حدود نضعها في كل علاقة إنسانية حتى بين الزوجين، وهذا الأمر يشكل عاملاً مهماً ويحدد نجاح العلاقات.
• أنت صاحبة مصطلح «البلوك العقلي»، فكيف يمكن تفعيله؟
نتعرض لكثير من المواقف في حياتنا، ونلتقي أشخاصاً لا نتوافق معهم ويختلفون عنا وربما يسببون لنا الأذى، وهذا الأذى ربما يكون تعكير المزاج، والمـــزاج يؤثر فـــــي النفســـــية والحالة الصحية، لذلك فإن مزاجنا غالٍ جداً ويجب ألا نســمح لأحد بأن يعكر صفونا وسلامنا الداخلي، وفي حال اضطررنا للتعــامل مع بعض هؤلاء الأشخاص، علينـــا أن نفعل معهم تقنية «البلوك العقلي»، فأنت ظاهرياً تبدو أنك تســــتمع لهم ولكنك ذهنياً تفكر في شيء ممتع آخر، يمنع عقلك من الاستماع لما يقولونه، وبقدر الإمكان علينا تجنب الأشخاص والعلاقات التي تعكر مزاجنا، وتفعيل مهارة التغــافل وذلك للمحافظة على حالة السلام الداخلي والابتعاد عن كل من يثير مزاجك، ويخرجك من هذه الحالة.
«إتيكيت الروح»
تبين مدربة «الإتيكيت والبروتوكول الدولي»، لطيفة اللوغاني، أن كتابها الجديد «إتيكيت الروح 2»، يحتوي على مواضيع جديدة تواكب التطور الحالي والمشكلات التي تواجه المجتمع وكيفية التعامل معها بذوق ورقي وذكاء اجتماعي.