لا يخلو حديث من أربعة مواضيع تدور حولها أحاديث الناس كلها، وهي (قصة - أمنية أو حلم - رأي - معلومة)، فبمقدار ما لديك من هذه الأمور تستطيع أن تتحدث بطلاقة ومن دون توقف، عندما تملك الكثير من القصص والمعلومات، والآراء ستستطيع النفاذ إلى قلوب وعقول الناس، شرط أن تتمتع بخمس صفات وهي:
1 - الاستماع الجيد:
الاستماع الجيد للآخرين مهارة مهمة تساعدك على التعلم من الأشخاص المحيطين بك، وتعطيهم شعوراً بأن لهم شأناً عظيماً، وبالتالي يعطون المزيد من الاهتمام لك، ويشعرون بالراحة في التعامل معك، مما يجعلك أكثر جاذبية في حديثك معهم، فإذا بدأ أحدهم حديثاً استمع له وعقب على ما قاله برأي إيجاباً مهما كنت مختلفاً معه، يمكن أن تعقب بمعلومة أيضاً، أو قصة من النوع نفسه، ليشعر بتضامنك معه. اجعل حديثك بميزان، فلا تسهب في أحاديث فرعية بعيدة عن الموضوع الأصلي، واسأل وأنت تسرد قصة أو معلومة سؤالاً تكون إجابته بـ«نعم» أو «لا»، مثل: هل تعرف هذه المعلومة؟ أو هل سبق أن خضت هذه التجربة؟ والهدف من هذا السؤال جذب الشخص لسماع حديثك، فإن لم يكن مركزاً في نصف حديثك الأول، سيركز في حديثك المقبل، ثانياً سوف يشعر بأنه شريك لك في الحديث فينتبه لما تقول.
2 - الثقة بالنفس:
عليك أن تثق بقدراتك وأن باستطاعتك أن تكون جذاباً في حديثك، تدرب على ذلك، كوّن رأياً لك في كل المواضيع التي تطرح أمامك، لأن الثقة بالنفس من أهم الصفات التي تميز شخصاً عن غيره، وتجعلك أكثر تأثيراً في الآخرين، وقدرة على إقناعهم بما تريد.
3 - الثقافة العامة:
طور معلوماتك، اقرأ كتباً في تطوير الذات ومهارات التحدث، ومواضيع الساعة التي تناقش في المجتمعات بصفة عامة، لتكن على دراية بما يدور حولك، فالمعلومات متاحة للجميع، وكل يوم تتجدد، فكن دائماً على علم بآخر المعلومات، على مستوى صعيديك الاجتماعي والاقتصادي، فالعلاقات والمال أكثر ما يتحدث عنه الناس يومياً.
4 - الإيجابية والمرح:
كن إيجابياً ومرحاً في أحاديثك مهما مرت بك من ظروف، وما لديك من مشاكل، تعلم أن تنظر إليها من منظور إيجابي، فلا شيء يبقى على حاله، ومهما كانت مشاكلك يمكنك تجزئتها وحلها على دفعات، وستجدها بسيطة، فلن تنفعك سلبية أو تشاؤم، ولن يتغير وضعك بكثرة الشكوى، لا تتحدث مع الناس عن مشاكلك، فلديهم هم أيضاً الكثير منها، كن قريباً منهم، بث في قلوبهم الأمل والسعادة، وستجد أنهم يتقربون منك، ويطلبون صداقتك.
5 - التواصل الفعال:
التواصل مع الناس يجعلك محبوباً، إذا قدم لك أحدهم أي مساعدة مهما كانت صغيرة، عليك بتقديم الشكر له والثناء، إذا قابلت أشخاصاً في ندوة أو مؤتمر، أو أي مكان عام، وقدم لك رقم هاتفه، تواصل معه بمجرد عودتك إلى البيت، فهذا يحقق لك قاعدة كبيرة من حب الناس، وتجعلهم متواصلين معك هم أيضاً. امدح ما فعله شخص ما، فغالباً ما ينجذب الآخرون إليك حين تتحدث عن إنجازاتهم وأفعالهم. وذلك بحسب دراسة عن مهارات التواصل، جامعة بنسلفانيا 2009.
عادات سلبية
احذر العادات السلبية في حديثك التي تنفر الآخرين منك، ولا تجعلهم يستمعون لك، ومنها:
1 - تكرار العبارات الدالة على الذاتية من خلال استخدام الضمير (أنا)، كما أن كثرة الحديث عن نفسك تشكل عائقاً بينك وبين الآخرين في إيجاد لغة حوار مشتركة.
2 - استخدام ألفاظ علمية صعبة، أو كلمات بلغات أخرى لا يتقنها من يستمع لك، يجعله يعزف عن الاستماع لك.
3 - يجب الالتزام بآداب الحديث، وتجنب الخوض في أمور تحرج المستمع، أو الاستهزاء ببعض صفات الشخص الذي أمامك، والتقليل من شأنه.
4 - التصنع، أي أن تظهر نفسك على غير طبيعتك، فمن الأفضل لك أن تبدو صادقاً على طبيعتك، ومن دون تكلف.
5 - الإفراط في استخدام الإشارات (لغة الجسد) يشتت السامع، ويبعده عن التفكير فيما تقول، والمتابعة.
6 - النقاش العقيم، الذي لا فائدة منه، فلا تتعمق في نقاش وجهات نظر لا يمكنك تغييرها لدى الآخرين، ولا تقترب من قناعاتهم، وابتعد عن الأحاديث المختلف عليها كالآراء السياسية، أو الدينية، فبعض الناس يعتبرها مقدسات لا يجب المساس بها.