هناك من يقضي أوقات فراغه في القراءة أو ممارسة الرياضة، وآخرون مع الألعاب الإلكترونية ووسائل الترفيه التكنولوجية الحديثة، أما شباب فريق «بصمة سعادة» فاختاروا أن يكون العطاء والعمل التطوعي هو شغلهم الشاغل والمحبب إلى أنفسهم، في أوقات الفراغ، فهم يرون أن العمل التطوعي يمنح النفس الشعور بلذة العطاء ويعزز ثقة الإنسان بنفسه وبالمجتمع من حوله. و«بصمة سعادة»، هو إحدى فرق التطوع المنتشرة في الإمارات، يتكون من 2000 متطوع ومتطوعة، يعملون معاً في خدمة المجتمع ومساعدة الآخرين.
أوقات مفيدة
تقول المتطوعة أشواق عبدالله مبارك: «يغير العمل التطوعي شخصية الإنسان للأفضل، فضلاً عن أن التطوع يبث السعادة في نفس المتطوع عندما يستطيع مساعدة الآخرين من دون مقابل، فقط من أجل العطاء فيزداد الشعور بالرضا عن الذات خاصة عندما يستثمر الإنسان أوقاته في ما يفيد». وتضيف أشواق: «ساعدني العمل التطوعي على الانفتاح على المجتمع من حولي وعزز تواصلي مع الناس، خاصة أني شخصية خجولة قليلاً، ولا أبادر بالحديث مع الآخرين، كما ازدادت ثقتي بنفسي وتطورت شخصيتي للأفضل، وما يشعرني بالسعادة دائماً هو أنني ومن خلال وجودي في فريق بصمة سعادة تزداد قدراتي على العطاء يوماً تلو الأخر، كما ساعدني أيضاً على تكوين صداقات جديدة والتعرف إلى شخصيات من مختلف الجنسيات والثقافات ممن لديهم اهتمامات تطوعية مشتركة».
مهارات جديدة
من جهتها، تؤكد المتطوعة مهرة مبارك العامري أن العمل التطوعي، أحد الركائز المهمة في حياتنا الاجتماعية التي حث عليها ديننا الحنيف، وعن أهمية العمل التطوعي في حياتها تقول: «ساعدني العمل التطوعي على تطوير شخصيتي المكنونة وإبرازها وأكسبني المزيد من الخبرة المهنية، حيث نقلني إلى حيز الإبداع والتميز. كما ساعدني أيضاً على تنظيم أوقاتي وإدارة أعمالي بشكل منتظم وكيفية التعامل مع أشخاص من مختلف الجنسيات ونمّى لديّ حس القيادة والتواصل الاجتماعي واستمداد الخبرة المطلوبة للعمل الوظيفي في المستقبل».
دور الشباب
عن الفرق بين العمل التطوعي والعمل الخيري يوضح المتطوع أنس بارودي: «ما نقدمه للناس هو عمل تطوعي ويقصد به بذل جهد لمساعدة المحتاجين وخدمة المجتمع، أما العمل الخيري فهو من اختصاص الجمعيات الخيرية التي تقوم على جمع التبرعات والأشياء العينية وتقديمها للفقراء». ويوضح: «شاركت في الكثير من الأعمال التطوعية لخدمة الأيتام وتوزيع الوجبات الغذائية على الصائمين، والإسهام في تكريم طلاب العلم والمتفوقين، والمشاركة في إبراز المواهب الشابة وصقلها، التوعية بأهمية زراعة ونقل الأعضاء، كما شاركت في مناسبات تخص الأطفال وأصحاب الهمم وغيرها الكثير».
النهوض بالمجتمع
يعتبر المتطوع بسام جمعة مشعل فريق «بصمة سعادة» بيته الثاني، مضيفاً: «العمل التطوعي بالنسبة إليّ هو عمل إنساني في المقام الأول، لا سيما أن كل دول العالم تحرص على العمل الإنساني والتطوع سواء كان في الحرب أو السلم، حيث إن التطوع يمدنا بطاقة إيجابية لا حدود لها، تبدأ في إطراء المجتمع عليك أثناء ما تقدم من خدمات».
70%من فريق «بصمة سعادة» إماراتيون
يشير مؤسس ورئيس فريق «بصمة سعادة» محمد أحمد عبد الفتاح، إلى أن الفريق تأسس في يوليو 2017 بكادر شبابي متميز، يمثلون نخبة من الشباب المجتهد الواعي الذي يسعى لخدمة المجتمع، سواء بإطلاق مبادرات مجتمعية تستهدف فئات المجتمع كافة، أو المشاركة في المناسبات الوطنية والعالمية، أو من خلال تنظيم الفعاليات للجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة بالدولة.
كما بلغ عدد متطوعي الفريق أكثر عن 2000 متطوع، ويمثل مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة 70% من متطوعي الفريق، بينما بلغت الساعات التطوعية للفريق أكثر من 60000 ساعة.