الشابة التونسية عبير بلهول، صاحبة «مبادرة آلاء» لدعم أصحاب الهمم المتضررين من الحرب وحوادث الطرقات والمصابين بأمراض نادرة، ولدعم الأطفال الذين يحتاجون لزراعة القوقعة، نالت عن مبادرتها الإنسانية، لقب «ملكة المسؤولية الاجتماعية» عن الجمهورية التونسية، في برنامج اجتماعي في العالم العربي «برنامج الملكة».
عبير حاصلة على العضوية الدائمة في حملة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، وعلى لقب «المرأة المتحدية 2018»، في مهرجان المرأة المتحدية بمدينة صفاقس التونسية، فضلاً عن كونها عضواً في لجنة المرأة في المجلس البلدي بمدينة عقارب بولاية صفاقس.
• كيف فكرت بإطلاق مبادرتك، ولماذا أطلقت عليها اسم آلاء؟
فكرة المبادرة كانت وليدة تجربة إعلامية في الإذاعة التونسية، عبر برنامج اجتماعي شكل همزة وصل بين محتاجي المساعدة والمتبرعين، وهنا اكتشفت الأطفال الذين يحتاجون إلى زراعة قوقعة، وهي حالة لم يكن لدي أي علم بها، إذ تكون عبارة عن إعاقة سمعية طفيفة في السمع لدى الأطفال، ولكن لا يتم الكشف عنها إلا بعد مرور سنتين من عمر الطفل، وعليه يجب أن تزرع القوقعة قبل عمر خمس سنوات حتى تكون نتائجها أفضل. وأطلقت اسم آلاء على المبادرة تكريماً لفتاة تحمل هذا الاسم لفتاة أصيبت بمرض سرطان الدم، لكن حديثنا عنها وتشجيعنا لها كان حافزاً نفسياً للتماثل للشفاء والعلاج.
عمليات
• ما السبب الرئيسي وراء المبادرة؟
رغبت في بداية إطلاق المبادرة التركيز على الأطفال، الذين هم بحاجة إلى عملية زراعة القوقعة، وكذلك المصابون بأمراض نادرة عبر الإذاعة، فعملية زراعة القوقعة تكلف مبالغ كبيرة قد تصل إلى 30 ألف دولار، وهو رقم كبير لا يتوافر لدى الكثير من العائلات لعلاج أبنائها المصابين، ويقدر عدد الإصابات في تونس بـ 300 طفل يحتاجون إلى زراعة القوقعة سنوياً. وتطورت المبادرة لدعم إعاقات أخرى أبرزها تأمين الكراسي المتحركة أو النظارات الطبية.
• كيف جرى التقدم لبرنامج «الملكة» والحصول على اللقب؟
تم الإعلان عن برنامج «الملكة» عبر «السوشيال ميديا»، والذي يُعنى بالتجارب العربية الناجحة في مجال الأعمال الإنسانية، وإن بالإمكان دعم هذه المبادرات أكثر عبر المشاركة في البرنامج، وهذا جعلني أشعر بأن الإعلان كان موجهاً لي، وقد بلغ عدد المشاركات في الموسم الثاني للبرنامج نحو 125 ألف مشاركة، خضعت لعمليات متابعة مباشرة من القائمين على البرنامج، إذ يجب أن تكون المبادرة مفعلة على أرض الواقع وليست فكرة فقط ولها وجود إعلامي. وفي النهائيات تم تتويج 20 فتاة في حفل أقيم في إمارة دبي، في المنتدى العربي للمبادرات الإنسانية وكان هناك ورشة تقييمية لكل المبادرات. وشخصياً أشعر بأن فوزي باللقب هو حافز لي للاستمرار في مشواري في العمل الإنساني، لا نتيجة لما قمت به.
مؤتمر عربي
• كيف بدأ توجهك نحو أصحاب الهمم؟
في عام 2016 كنت المنسقة الإدارية والمالية لأول مؤتمر عربي يناصر ذوي الإعاقة، وكنت مسؤولة عن 136 شخصاً، أكثر من ثلثيهم من أصحاب الهمم لمناصرة هذه الفئة وتعزيز دورهم في المجتمع، خاصة المميزين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة في أحد المجالات، فمنهم الفنانون ومنهم أساتذة جامعيون.
• كيف بدأ الاهتمام بالمتميزين من ذوي الإعاقة؟
من خلال مشروع (حكايتي) وهي قصة نجاح ورسالة أمل، وهي أحد مشاريع «مبادرة آلاء» وتم تكريم 15 شخصاً من أصحاب الهمم المتميزين، فكان لدينا ثلاثة من أبطال العالم في المجال الرياضي وكان لدينا رسامون مبدعون وأستاذة جامعية في القانون ومتميزون آخرون. ففي هذا المشروع وفرنا لهؤلاء منبراً لإيصال صوتهم وتميزهم في المجتمع، ورسالتهم كانت إيجابية بعيداً عن إعلام المناسبات، لذا فأصحاب الهمم قادرون على التميز إن توافرت لهم الإمكانات.