في المجتمعات العربية تحديداً، والمحافظة عموماً، هناك الكثير من المحظورات التي قام بحظرها المجتمع عن الإعلام، وهذا ما حدث منذ زمن طويل في أمور الدين، حيث رأى بعض العلماء أن بعض المواضيع تثير من الفتن والضغائن أكثر مما تفيد، فقرروا السكوت عن الخوض فيها، فأطلقوا عليها مقولة المسكوت عنه.
واجتماعياً، يشكل غياب المسكوت عنه إعلامياً إخفاء للمشكلة، أو تعطيل الحل لها أو تأجيل الحل، وهو ما لا يفيد المجتمع، حتى إن نظريات الإدارة جميعها تشير إلى ضرورة مواجهة المشكلة وبأسرع وسيلة، بدل تأخير الحل وما يترتب عليه من تفاقم للمشكلة، وفي هذا الصدد أذكر أحد المتخصصين في الدورات التطويرية، ضرب لنا مثلاً بأنه حين يدخل رأس الحمار في المكتب، فيجب أن تقول حمار وتبادر إلى حل المشكلة وألا تكون ممن يقول لننتظر حتى نرى ذنبه ونتأكد أنه حمار، وهنا تكون المشكلة قد كبرت، حيث إن الحمار قد دخل المكتب وأصبحت عملية إخراجه أكثر صعوبة من ذي قبل، حين كان رأسه فقط قد دخل المكتب.
يجب على المجتمع ألا يخجل من مشاكله، فمن الطبيعي أن تكون لكل مجتمع مشاكله الخاصة به، ومن القضايا التي لا أرى الإعلام يقترب منها بالشكل الذي يليق بحجم المشكلة، هي مشكلة العنوسة في المجتمع، وضرورة أن يتم سن قوانين وتشريعات تسهم في حل المشكلة التي أعتقد أنها موجودة في كل المجتمعات المحافظة.
ما دعاني إلى الحديث عن هذه المشكلة، أننا في فترة الاستعداد لانتخابات المجلس الوطني، كانت هناك مرشحة قد وضعت ضمن برنامجها الانتخابي، حل مشكلة العنوسة بالتشريع لتعدد زواج الرجل، وقد أثار برنامجها الانتخابي وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت حديث الناس بين مؤيد ومنتقد، وهو أمر طبيعي حين تثار قضية اجتماعية كانت في ملف المسكوت عنه إعلامياً.
لقد أثارت المرشحة الساحة الانتخابية، وكانت قضيتها تستحق ذلك الاهتمام، على الرغم من أن ظاهرها لا يشي بحل، فأمر تعدد الزواج شرعي ومحلل ولا يحتاج إلى قانون، فمن يريد التعدد يتزوج، ومن لا يريد فهو شأنه الخاص، ولكننا نعرف أن الدولة حين تلقي بثقلها وراء مشكلة سيكون الحل من نتائجها، حيث إن وضع حوافز مادية سيكون له أكبر الأثر في تفعيل وتقديم حلول ناجعة لقضية إنسانية واجتماعية تؤرق المجتمع.
شـعر
لعلك أقرب مما أظنُّ
تخيرت عينيك مهداً وبيتاً
إذا ما التقينا بُعيد الغيابْ
وداراً وجاراً وسرب صحابْ
وكنتِ المسافة ما بين روحي
وأنت تهيلين رمل الحكايا
وبين انكساري كمقبض بابْ
على قبر قصتنا بارتيابْ
أأطرق أم أن كفي يعاني
أحبك أدري وأعلم أني
من الطرق فوق سنان الحرابْ
بحبك هذا اقتحمتُ العذابْ