أكثر ما يميّز الدكتورة أغادير جويحان في مسيرتها المهنية والعملية، المثابرة والعمل والإرادة والتنوع؛ تؤمن بأنه عندما نهتمُّ حقّاً، تُفتح الفرص والأبواب المُغلقة على مصاريعها أمامنا. فهي تؤكّد أنّ اللامُبالاة ليست فلسفة، وهى حتماً ليست موقف، موجودون نحن اليوم لأنّنا نهتم، ففي مكان وزمان ما، وُجد شخص ما، اهتمّ بنا يوماً. وتشغل أغادير اليوم منصب المدير العام لمؤسسة الأميرة تغريد للتدريب والتنمية.
* متى بدأ اهتمامك بتمكين المرأة؟
منذ دراستي القانون، وتطوّر خلال دراساتي العليا، حيث كنت من الدفعة الأولى لبرنامج الماجستير في دراسات المرأة في الجامعة الأردنية، والذي تم طرحه آنذاك بدعم من الأميرة بسمة بنت طلال، لأكمل بعدها الدكتوراه في أصول الفكر والتنشئة الاجتماعية والتنمية السياسية، هذا المجتمع جعلني أعرف حقوق المرأة التي تجهلها، وتعيق تمكينها وتقدمها.
حلم صغير
* كيف بدأت فكرة مؤسسة الأميرة تغريد؟
- بدأت المؤسسة حلماً صغيراً جداً؛ لحل مشكلة مجموعة من الفتيات من فاقدات الرعاية الأسرية الطبيعية من اليتيمات اللواتي نشأن في المؤسسات الاجتماعية، حيث يعاملهن المجتمع بتمييز بعد سن الـ18، ففكرت وبدعم من الأميرة تغريد محمد، في إيجاد حلول نفسية واجتماعية لتمكينهن ذاتياً، لاستحقاق الاحترام والتقبل، وتغيير وجهة نظر المجتمع من خلال إيجاد قدوات نجاح تدعم ذلك. وتطور المشروع ليصبح مؤسسة متميزة؛ بالفتيات الخريجات اللواتي اثبتن أنفسهن وأصبحن جديرات بالاحترام والتقدير ممّن حولهن.
• هل لكم تعاون مع مؤسسات الدولة الرسمية؟
حققنا وبالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية إيجاد حل دائم، وهو برنامج الرعاية اللاحقة للفتيات بعد سن 18 إلى 24، حيث تم توقيع اتفاقية رسمية مع الوزارة بتحويل الفتيات من كافة المؤسسات الاجتماعية لنا؛ لنقدم لهن الخدمات النفسية والاجتماعية والتوعية الصحية والقانونية والمهارات الأساسية للحياة، وتدريبهن حسب قدراتهن المهنية أو الأكاديمية، ومن ثم دمجهن في المجتمع، بعد أن نحقق لهن الاستقرار المهني والاجتماعي.
• تقولين إن المرأة ليست بحاجة للمساواة، ماذا تقصدين بذلك؟
بالفعل، بل هي بحاجة إلى حق الاختيار، وذلك بعد إتاحة كافة سبل التعلم والتعليم والتدريب والتثقيف معرفياً ومهاراتياً لها تماماً مثل الرجل، وهنا تستطيع الاختيار لتكون أماً أو عاملة أو صاحبة عمل، فحياتنا كلها هي عملية سيكولوجية داخلية نحن نقررها لنحقق ذواتنا وطرقنا.
تحديات
• تواجه النساء في مجتمعاتنا العربية تحديات كثيرة، كيف استطعت تخطيها؟
تحديات المرأة كبيرة؛ بسبب الصورة النمطية التي تتناقلها الأجيال، وتحدّ من استخدامها لكافة طاقاتها الإبداعية لتحقيق طموحها، بالنسبة لي كنت دوماً أراعي مجتمعي وأضع الأخلاق والمبادئ بداية، ومن ثم أنطلق من دون توقف وبإيمان مطلق بما أقوم به.
أغادير جويحان
• «بدأت مسيرتها بالعمل في التربية في المدرسة الأهلية للبنات لمدة عامين.
• عملت في الديوان الملكي الهاشمي منذ عام 1999 إلى الآن.
• تشغل منصب المدير العام لمؤسسة الأميرة تغريد للتدريب والتنمية.
• تشارك في عضوية الكثير من المنظمات النسائية والفكرية العربية والعالمية.
• تشغل منصب أمين عام ملتقى المبادرات النسائية بين الشرق والغرب وأفريقيا.
• تشغل منصب منسق الشأن العربي لدى مجلس سيدات الأعمال العربيات.