بين كل هذا الضجيج بلا طحنٍ المستعر في دنيا الإعلام، وهذا اللهاث المحموم والتكالب على الشهرة ونشوة الظهور، تقف المذيعة الكويتية علياء جوهر، بثقة ما تحمله من ثقافة واطلاع وثراء معلومات واتزان مبني على ثقل المحتوى والقيمة، بل ونراها في مناسبات عديدة تبتعد عن الكاميرات تجنباً للظهور غير المبرر.
• إذا أردنا التعريف بعلياء جوهر، ماذا تقولين؟
إنسانة كويتية، شديدة البساطة، شغوفة بالقراءة والاطلاع، وأعتبر الإعلام إحدى النواحي المشبعة لتطلعاتي وشغفي، لكنني في الأساس كنت مُعلمة لغة إنجليزية، وعملت أيضاً مترجمة، وهي وظيفتي الحالية في مجلس الوزراء، وبطبيعتي أحب التنوع وأكره الروتين.
• كيف جاءت بدايتك مع العمل الإعلامي؟
من ضمن الوظائف التي شغلتها، عملت موظفة في إدارة العلاقات العامة والإعلام، في أحد المعاهد التطبيقية التابع لإحدى الجامعات في الكويت، ووقتها نصحني رئيسي في العمل بدخول عالم الإعلام لأنه رأى أنني مؤهلة لدخول هذا المجال، وهي رغبة كانت موجودة بداخلي وكنت أحب متابعة المذيعات وكيفية عملهن أمام الكاميرا، سواء كان على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي.
«أيام الطيبين»
• كيف طورتِ من أدواتك للعمل مذيعة؟
توجهت إلى وزارة الإعلام، والتحقت بدورة للمذيعين الجُدد، وعقب الانتهاء منها شاركت في أول برنامج في تلفزيون الكويت، وحمل اسم «أيام الطيبين»، رصدنا من خلاله المسلسلات القديمة سواء الكويتية أم العربية، وكذلك شاركت في برنامج لم يكتمل مع الأسف حمل اسم «لايف شو» ومن ثم «أصايل».
• هل تفضلين البرامج المُسجلة أم «اللايف»؟
أحب التفاعل مع الناس، لذلك أميل إلى «اللايف» أكثر.
• هل ترتاحين في العمل لمصلحة تلفزيون الدولة أكثر أم القطاع الخاص؟
كلاهما مريح بالنسبة إليّ، لكنني أميل للعمل مع القنوات الخاصة أكثر لأني أستطيع من خلالها التعبير عن رأيي بشكل أكبر.
مذيعات جديدات
• هل ترين أن جمالك أسهم في دخولك مجال الإعلام بسهولة؟
أرى أن العكس هو الصحيح، فعلى الرغم من أن المظهر الخارجي مهم للمذيع والمذيعة، لكن الكاريزما هي جوهر الروح والعامل الأساسي لنجاح أي إعلامي، وهي إطلالة ربانية ليس لأحد دخل فيها، وكم من مذيعات اعتمدن على جمالهن لكنهن لم يحققن النجاح الذي انتظرنه.
• هل الكويت بحاجة إلى مذيعات جديدات أم لديها اكتفاء؟
ليس هناك شيء اسمه «اكتفاء» في أي مجال، فكل مجال بحاجة دائمة إلى دماء وطاقات جديدة.
• ما الضغوط التي تتعرض لها المذيعة الخليجية على وجه الخصوص؟
سأتحدث هنا عن نفسي وليس بشكل عام، فأنا كمذيعة مُعرضة في أي وقت لتقديم تنازلات مرفوضة، وليس بالضرورة هنا أن تكون تنازلات تحمل طابعاً أخلاقياً، إنما تنازلات عن مبادئ معينة أو أفكار ترتبط بها وجدانياً، كما أنني لاحظت من البعض تعمد تهميش المذيعة وعدم إعطائها أي فرصة لإبراز قدراتها الثقافية أو المعلوماتية، خاصةً أنني بطبعي نشأت في عائلة تهتم بالثقافة والقراءة والاطلاع، كذلك هناك مناخ متوافر في بيتنا كي تُبدي المرأة فيه رأيها بكل أريحية، بل وأحياناً يطلب مني إخفاء قدراتي الثقافية عن عمد.
وعود لم تكتمل
•لك تجربة على تلفزيون ATV التقيت خلالها المطرب شعبان عبد الرحيم.. فلماذا لم تستمر الفكرة؟
لأن الوعود التي قُدمت لي من القناة لم تدخل حيز التنفيذ بشكل جاد وفعلي، وأنا بطبيعتي إنسانة عملية أحب الالتزام بما يقال، ولله الحمد لم يحدث أن طرحت نفسي أو رشحت حالي للعمل في أي قناة.
• في رأيك مذيعات الكويت يشغلهن المحتوى أم المظهر والموضة؟
لا أحب الحديث عن أخريات أو بلسان غيري، لكنني كمشاهدة أرى أن الناس يهمهم المضمون أولاً وأخيراً، لكن بعض المذيعات لديهن جنوح لحب الظهور، وهي مهنة لها طبيعتها وهيبتها وحضورها، تحتاج تمكناً وعلاقات طيبة مع الكل، لكن الأمر تحول إلى استعراض أكثر منه حرصاً على تقديم محتوى جيد، فأنا لو عندي بنات لا أحب أن يراهن الناس كفتاة مهمشة كل دورها أن يراها الناس كشكل حلو، وبطبيعتي أرفض أن أكون مجرد ببغاء، لذلك عند دخولي أي برنامج أعطي أهمية كبيرة للإعداد.
• من تعجبك على مستوى مذيعات الكويت خاصة والعالم العربي عامة؟
هناك مذيعات أحدثن حالة داخل الوسط، وهناك من لديهن القدرة على إدارة الحوار بشكلٍ ممتاز مثل إيمان نجم في الكويت، وفي الخليج تعجبني بروين حبيب، وكنت أحب الإعلامية كوثر البشراوي عندما كانت تقدم برامج.
الفاشنستات
• هل عانيت غيرة المذيعات؟
بل عانيت غيرة المذيعين وليس المذيعات، فالمذيعة تغار من الزميلة الأجمل أو الأكثر أناقة، لكن المذيع تعود أن تكون المذيعة مجرد «سنيدة» له، بل ويرفض أن تكون المذيعة المشاركة له لديها قدر من الثقافة والوعي والقدرة على طرح الأفكار ومناقشة الضيوف.
• إجابتك تعطِي انطباعاً أن البرامج لديها طابع ذكوري، هل تقصدين ذلك؟
نعم، نستطيع قول هذا بالفعل.
• ما نوعية البرامج التي تحوز إعجابك بشكل عام؟
تستهويني البرامج الحوارية الإخبارية أكثر من الفنية، وأحب برامج «التوك شو» الحقيقية
* ما رأيك في ظاهرة الفاشنستات؟
- ظاهرة لم تعد حكراً على النساء مع الأسف، فعبر مواقع التواصل أصبحنا نرى شباناً ورجالاً يقدمون محتوى بلا مضمون أو فكر بل ظهورهم لمجرد الاستعراض.
عالم التمثيل
• رأينا مذيعات اقتحمن عالم التمثيل وأخريات أصبحن ينافسن الفاشنستات، فهل من الممكن أن نرى علياء جوهر تسلك المسار نفسه؟
بالتأكيد لا، والتمثيل أصبح مهنة من لا مهنة له، وهناك بالفعل مذيعات أثبتن أنفسهن في مجال التمثيل، وعلى الرغم من أنني أحب التنويع في العمل، لكن كلها وظائف مساندة لبعضها، لكنني إنسانة حقيقية ولا أجيد التمثيل، ولن أفعلها مهما كانت الإغراءات.
• هل توافقين أن تكوني مذيعة لبرامج اكتشاف المواهب؟
بالتأكيد بل وأستمتع بتلك البرامج، ووقت عملي مدرسة كنت أعمل على استنطاق الموهبة داخل كل تلميذة.
• لا نستشعر فيك الركض وراء الكاميرات كما هي عادة الإعلاميات، فلماذا؟
قد تندهش، لكنني على الرغم من عملي إعلامية إلا أنني لا أحب الأضواء، وأحرص على أن أكون محتفظة بحياتي الشخصية ما دمت لست تحت تأثير الكاميرا.
قدوة لأبنائي
عن هدفها في الحياة تقول علياء جوهر: «هدفي أن أكون قدوة لابني، ويتحدث عني لأحفادي ويضرب المثل بي، وهذا يلزمني بالبعد عن ازدواجية المعايير، فما أعلمه لولدي لا بد أن أكون أنا ملتزمة به».