وفقاً لتقرير أصدره مركز الدراسات والخدمات للجراحة التجميلية العالمية 2015 ـ 2019، فإن صناعة العلاجات التجميلية (الجراحية وغير الجراحية) تبلغ أكثر من 20 مليار دولار. ومن المتوقع أن يكون النمو أعلى للعلاجات (غير الجراحية) مثل الحقن، والأجهزة المعتمدة على الطاقة والليزر، ومستحضرات التجميل الطبية. وعرفت الدكتورة فريدة طنوس باللجوء، في أغلب الحالات التي تردها، إلى الإجراءات غير الجراحية للتجميل، فصارت أيقونة للراغبات/ أو الراغبين في التجميل في العالم العربي، من خلال مركزين مجهزين بأحدث التقنيات والأجهزة في الأردن والإمارات.
• لنبدأ من نظرتك للجمال، ما تعريفك لمفهوم الجمال الداخلي، وعلاقته بالرضا عن الشكل الخارجي؟
إنّ فلسفة الجمال الداخلي، كقيمة معنوية وعلاجية، تبحث عن أهمية الرضا عن الذات كأساس تنطلق منه، رغم جدلية جذورها الثقافية والمجتمعية التي تضعها في قوالب صارمة للتحوّل إلى المظهر النموذجي المقبول لدى الجميع.
• الجمال قيمة إنسانية لا يمكن تجاهلها، ولكن الرضا عن الذات وفلسفة الجمال الداخلي يحققان توازناً وتماثلاً أهم من جميع المحاولات المستميتة للسيدات بشكل خاص، ليكنّ جزءاً من الموضة الحالية في التحول إلى نسخ وتوائم متماثلة مع مشاهير الفن والنجوم.
هوس التجميل
• كيف ترين نظرة مرتادي مركزك للعمليات التجميلية؟
كثير من الشابات والسيدات والرجال أيضاً، الذين انضموا مؤخراً إلى قافلة هوس التجميل، لا ينظرون إلى عملية التجميل على أنها عملية جراحية معقدة، وقد تكون خطرة في بعض الأحيان، خاصة في ظل انتشار مراكز تجميل غير معتمدة، والتي تسعى إلى منافسة بعضها البعض على حساب العميل لخفض الأسعار.
• كيف يمكن التخلص من هذا الهوس، والوصول للتوازن والرضا عن الشكل انطلاقاً من الجمال الداخلي للشخص؟
الجمال صفة تحمل في طياتها الإحساس بالمتعة والرضا داخل النفس عند ذكرها، ولإحراز الجمال الداخلي والخارجي، لا بدّ أن يسير المظهر على قدم وساق مع القيم الروحية التي يؤمن بها الشخص، ومع نواياه التي يقصدها.
• ما الدور الذي يقع على عاتق طبيب التجميل عند تعامله مع مرضاه؟
من الضروري جداً لطبيب التجميل أن يعي كافة الظروف التي تحيط بالمريض، إلى جانب الدوافع الثقافية والمجتمعية التي تدفعه إلى السعي نحو الكمال، وغالباً لا تكون هناك حاجة مُلحّة للتدخل الطبي، وتكون التوصيات بسيطة، مثل: أخذ قسط من الراحة، والابتعاد عن المؤثرات النفسية المزعجة، والعناية بترطيب البشرة، وإنقاص الوزن.
• كيف تتعاملين كطبيبة تجميل مع إصرار البعض على مثل تلك العمليات؟
أحاول تقريب وجهات النظر من منظور نفسي واجتماعي لكافة المرضي الذين يزورونني للمرة الأولى، ويسعون لإحداث تغيير تجميلي، وفي كثير من الحالات تكون قراراتهم نتيجة صدمة نفسية أو موقف انفعالي، ينتهي بانتهاء السبب، وقد يكون نابعاً من الشعور بالحزن أو الألم.
طفرة جديدة
• تمكن فريق بحثي يتألف من مجموعة من أطباء الجراحة والتجميل، في الولايات المتحدة الأميركية، من ابتكار طريقة جديدة لتجميل الأنف وباقي أجزاء الوجه من دون جراحة؛ عن طريق الكهرباء. إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه الطريقة مفيدة وناجحة عملياً؟
نظرياً، إنّ تمرير تيار كهربي عبر الغضروف يجعله أكثر مرونة؛ وبمجرد أن ننجح في جعل الأنسجة مرنة وطيعة يمكننا ضبط الشكل كما يحلو لنا باستخدام قالب، وهذه الطفرة الجديدة من الممكن أن تُحدِث ثورة في عالم الجراحات التجميلية، إذا ما تمّ اعتمادها وتعميم استخدامها عالمياً.
• تشكل مشكلات الشعر أمراً أساسياً لدى كثير من السيدات، ما الحل العملي والناجح لتلك المشكلات؟
هناك العديد من العوامل الخارجية والداخلية والتي تؤثر سلباً في دورة نمو الشعر، وتعتبر تقنية حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية في فروة الرأس من الخيارات غير الجراحية الآمنة لإعادة حيوية ونمو بصيلات الشعر.
• ما أكثر الممارسات التي تضر البشرة وتسرع من شيخوختها؟
هناك الكثير من الأخطاء الشائعة التي تنتج عنها مشكلات في البشرة وتسرّع من الشيخوخة، منها ترك المكياج على الوجه عند النوم، مما يؤدي إلى سدّ المسام ويسبب الصداع، فيبرز شكل الخطوط والتجاعيد، كذلك عدم الاستعانة بفرشاة تنظيف للتخلص من خلايا البشرة الميتة، وإهمال استخدام واقي الشمس، أو استخدام مستحضرات تجميل تجارية، والأنظمة الغذائية الخاطئة.
تدليك الوجه
• ما أساسيات الحفاظ على بشرة نقيّة وصحيّة؟
الاهتمام بتدليك الوجه، وقضاء ما بين 4 و5 دقائق كل ليلة في تدليك الوجه لتحفيز تدفق الدم، ووضع مستحضرات العناية بالبشرة بطريقة صحيحة، وتجنب النوم على الجنب أو البطن منعاً لوضع قدر كبير من الضغط على الوجه، ومن ثم ظهور التجاعيد. مع الأخذ في الاعتبار أنّ ما يدخله المرء إلى جسمه من غذاء وشراب سينعكس في النهاية على مظهره الخارجي، فيجب التركيز على تناول الدهون الصحية والألياف، والإكثار من شرب الماء.
• تبرز المنطقة المحيطة بالعينين شباب الوجه وحيويته، ما الإجراءات الطبية لتجميلها؟
ظهرت العمليات الجراحية الخاصة بتجميل العيون، ولكن لم تكن الحل الأمثل للكثيرين بسبب ما يندرج تحتها من مخاطر محتملة الحدوث بالإضافة إلى تكلفتها العالية، ثم ظهرت التقنيات غير الجراحية الآمنة، مثل الحقن بالفيلر أو دهون الجسم الذاتية أو بمادة الهيلورونيك أسيد، أو مادة الكولاجين الحيواني، أو باستخدام الليزر.
تقنيات شد الرقبة
• ما أبرز طرق التجميل غير الجراحية لمنطقة الرقبة؟
إن أحدث تقنيات شد الرقبة تتمثل في تقنية حقن الطاقة الحرارية التي تكون على شكل موجات راديوية، حيث يتم في هذا الإجراء إدخال إبرة غير حادة في أماكن معينة من الفكّ السفلي لإعطاء طاقة فـــــي كل أماكن الرقبة. ويميز هذه التقنية إمكانية التحكم في الحرارة التي تذوّب الخلايا الدهنية في المنطقة المراد علاجها، وعندما تتحول الدهون إلى زيوت يتم امتصاصها من قبل الجسم، علماً بأن مفعول العملية يستمر ثلاث أو أربع سنوات.
• في الأسواق عدد هائل من الكريمات ومستحضرات العناية بالبشرة، ما المستحضرات الأساسية التي على المرأة اقتناؤها لتتجنب الوقوع في فخ التسويق التجاري؟
لا بدّ من الحذر من الكريمات التجميلية التي تدّعي إعطاء مفعولات طبية تعالج مشاكل البشرة، وشراء الكريمات الطبية التي تباع في الصيدليات والمصنعة من قبل شركات أدوية عالمية.
• كيف يحدّد الشخص المكان المناسب للإجراءات التجميلية في ظلّ الإعلانات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من القنوات الإعلامية؟
بعض المراكز أو العيادات تقدم علاجات تجميلية منخفضة التكلفة، وتروج لذلك عن طريق الدعاية على مواقع مخصصة للخصومات، وإن اللجوء لهذه المراكز للخضوع لعلاجات البوتوكس، والفيلر، ونحت الجسم أو حتى إزالة الشعر يشكل خطراً، فلا بدّ أن تتم هذه العلاجات في بيئة مجهزة تجنباً لمضاعفات قد تكون مميتة.