تصدر الفنان محمد فراج «ترند غوغل» في مصر بعد عرض فيلم «الممر» مؤخراً على إحدى القنوات بمناسبة الذكرى 46 لانتصار حرب أكتوبر، وأثار فراج جدلاً واسعاً بسبب أدائه المميز في الفيلم من خلال دور الجندي «هلال» الذي لا يعرف المستحيل ويضحي بروحه من أجل وطنه. وفراج الذي يحلم بتجسيد شخصية القائد طارق بن زياد في عمل يتناول سيرته، يتحدث في حواره مع «زهرة الخليج» عن فيلمه «الممر»، ومسلسله الأخير «قابيل»، وخطوبته.
• حدثنا عن مشاركتك في فيلم «الممر»؟
جسدت في «الممر» شخصية مجند من الصعيد، وقد واجهت صعوبة كبيرة في التحدث باللهجة الصعيدية. الفيلم قصة حقيقية بطلها الجيش المصري، والعمل مع المخرج شريف عرفة حلم تحقق لي من خلال هذا الفيلم الذي يُعد إضافة قوية لمسيرتي الفنية، كما يعتبر أحب أعمالي إلى قلبي، الفيلم تدور أحداثه عام 1968 عقب نكسة 67، ويظهر كيف دارت الأمور خلال حرب الاستنزاف والتي كانت نواة انتصار 1973 للجيش المصري.
• ما الذي جعلك ترحب بشخصية الجندي «هلال» في الفيلم؟
عندما قرأت السيناريو أعجبت جداً بالدور وخاصة قصته الإنسانية التي عبرت بشكل أو بآخر عن الجندي المصري الذي لا يتنازل عن حقه ويرفض التراجع والاستسلام، وذلك من خلال شخصية الجندي «هلال» الذي ينتمي إلى الصعيد وتحديداً سوهاج، والذي يرفض أن يزور والده بعد نكسة 67، خاصة أنه وعده بالزيارة في حالة الانتصار، وقرر الجندي الصعيدي ألا يترك موقعه ويواجه العدو بمفرده متسلحاً بالعزيمة والإرادة والإصرار، وموجهاً رسالة إلى العدو أن المصريين لن ينهزموا. واكتملت قصة الجندي الصعيدي برسالة جديدة مفادها أن الجندي من حقه أن يعيش حياته ويكون أسرة وهو ما دفعه للارتباط ببدوية وقدمت الدور الفنانة أسماء أبو اليزيد.
صعوبات كثيرة
• ما الصعوبات التي واجهتها في الفيلم؟
كثيرة للغاية، وبالتحديد في الجزء العملي، حيث انقسم التحضير لجزء نظري وهو الخاص ببروفات الطاولة والعمل على الورق، وجزء عملي وهو التدريب يومياً في مدرسة الصاعقة على المشاهد، حتى تظهر بالشكل الذي رآه الجمهور في النهاية، حيث شعرت بأنني في الخدمة فعلياً، وتدربنا تحت إشراف القوات المسلحة والشؤون المعنوية، وكانت هناك صعوبات أثناء التصوير وفي الإصابات التي تعرضنا لها، وكل الأجواء الصعبة التي شاهدها الجمهور في الفيلم عشناها على أرض الواقع.
• كيف استطعت المزج بين العسكري الصعيدي والشخصية الكوميدية؟
هي شخصية واحدة «لحم ودم»، الموقف يفرض عليه أن يكون دمه خفيفاً، وعندما تأتي لحظات الجد التي يحتاجنا فيها الوطن نقف لنفديه بأرواحنا، وحتى لحظات الحب.. الموقف هو الذي يفرضها علينا.
• احتفالاً بالذكرى 46 لانتصارات أكتوبر، عرضت القنوات المصرية فيلم «الممر» الذي أشاد المشاهدون به وبدورك فيه.. ما رأيك؟
ما بهرني هو تجمع الناس لمشاهدة «الممر» على التلفزيون وكأن منتخب مصر يلعب في بطولة كأس العالم لكرة القدم، فقد عمل الفيلم حالة رهيبة، وما حدث من متابعة جماهيرية للفيلم هو إشارة إلى مدى أهمية دور السينما، ودور الفن في التأثير في الشعوب، فالسينما هي أسرع لغة تواصل بين الشعوب والإعلام.
• هل كنت تتوقع هذه الحالة التي أحدثها العرض التلفزيوني الأول لفيلم «الممر» بعد شهور من عرضه في صالات السينما؟
بشكل أو بآخر كنت أتوقع ذلك، لأننا في حاجة إلى هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تتناول الأعمال الوطنية، فالجمهور يحتاج الأعمال التي تحكي وتسرد له تاريخه، و«الممر» يعد علامة فارقة في تاريخ السينما كونه يقدم واحدة من أهم المراحل التي مرت بنا في تاريخنا الحديث، وهي فترة الحرب من 1967 إلى حرب العبور في 1973، فآخر عمل حقيقي قدم عن بطولات الصاعقة والجيش كان فيلم «الطريق إلى إيلات» منذ نحو 30 عاماً، ومنذ تلك المرحلة لم نقدم عملاً فنياً قوياً، على الرغم من أن تاريخنا العسكري مليء بشخصيات وأحداث مهمة للغاية، يمكن أن تقدم في أعمال فنية حتى يراها الجمهور.
إمتاع المشاهدين
• أنت من هواة البطولة الجماعية.. لماذا؟
لا أبحث عن نوع البطولة، لكنني أبحث عن الفكرة التي أستطيع بها جذب نظر الجمهور، ما يعنيني أن يكون دوري مؤثراً، فأنا أنتمي إلى الشخصية التي أقوم بتمثيلها، وأشعر بأن هناك علاقة تنشأ بيننا. البطولات الجماعية أيضاً ليست سيئة، فأعظم النجوم شاركوا في أعمال جماعية، وشاهدنا مثلاً الفنانين عادل إمام وحسن يوسف ومحمد عوض في عمل واحد، إلا أن هناك استثناءات في الأعمال ذات البطل الأوحد، وهو الشخص الذي يسمح له تاريخه بذلك مثل «الزعيم» عادل إمام، لهذا لا أشغل تفكيري بنوع البطولة وما يهمني هو إمتاع المشاهدين.
• ما الذي دفعك لقبول العمل في مسلسل «قابيل»؟
عناصر عدة أبرزها أن المسلسل اعتمد على التشويق والإثارة، كذلك العمل مع الفنانة أمينة خليل، والفنان محمد ممدوح الذي أتعاون معه لأول مرة. كما أن شخصية «آدم»، التي جسدتها جديدة عليّ شكلاً ومضموناً، وهذا من العناصر التي أركز عليها عند اختيار الأدوار التي أقدمها.
• وهل أرهقتك شخصية «آدم»؟
بالفعل شخصية «آدم» كانت مرهقة لي وتطلبت مني بذل مجهود كبير فيها، وقد اجتهدت في رسم شكل الشخصية قبل تصويرها حتى تكون مقنعة لي ومتماشية مع وجهتي نظر الكاتب والمخرج.
علي بحر
• مسلسل «أهو ده اللي صار» كان نقطة فارقة في مشوارك الفني، حدثنا عنه؟
شخصية «علي بحر» كانت صعبة جداً، لأنها تدور في عصر بعيد تماماً عما نعيش فيه، وحتى أقدمها بشكل جيد اضطررت إلى أن أشاهد الفن المصري بداية من فترة سعد زغلول حتى ستينات القرن الماضي، وساعدني فيها دكتور حسن زكي في معهد الموسيقى الذي علمني مبادئ العزف على العود والطريقة الصحيحة لحمله والغناء عليه، وعقدنا جلسات عمل كثيرة جداً مع مؤلف العمل عبد الرحيم كمال والمخرج حاتم علي لنحاول الوصول إلى عمق الشخصية، خاصة أنني لم أغنِّ بصوتي، ولكني قمت بتسجيل بعض الأغنيات بصوت متخصص حتى ينجح العمل.
• هل تؤمن بمصطلح «الفن الأخلاقي» الخالي من الظواهر السلبية؟
لا أرى أن مثل تلك المصطلحات ذات منطق، وأظنها تعتمد على التنظير أكثر من كونها عملية، لأن دور الفن إلقاء الضوء على المشاكل أو السلبيات وكذلك الإيجابيات، فنحن نتعايش مع سلوكيات وصفات وأشخاص ومواقف تجعلنا نسعى إلى تقديمها بصورة جيدة مقنعة للجمهور، وليس من أجل تعاطي المخدرات أو تمثيل المشاهد غير اللائقة، لهذا فإنني لا أتفهم تلك المصطلحات الغريبة التي ظهرت على الساحة الفنية مؤخراً.
• هل يمكن أن تصف نفسك يوماً بأنك «نمبر 1»؟
لا يمكن بأي حال أن يقول فنان على نفسه إنه «رقم 1» في أي مجال، ولنا في التاريخ عبرة، السيدة أم كلثوم، محمود الخطيب، أحمد زويل، مجدي يعقوب، وحالياً محمد صلاح، فهذه النماذج لم تقل إنها «رقم واحد»، بل عملت وتعمل في صمت لتقدم أفضل ما لديها، وحتى يقول الناس عنها بعد ذلك هذا الوصف.
تجهيز عش الزوجية
بعد قصة حب طويلة استمرت خمس سنوات، أكد الفنان محمد فراج أنه وخطيبته يقومان حالياً بتجهيز عش الزوجية، وفور الانتهاء من ذلك سيعلنان موعد زفافهما. وكان فراج قد أعلن خطبته للفنانة الشابة بسنت شوقي، أثناء حضورهما فعاليات «مهرجان الجونة السينمائي» الأخير. والعروس «بسنت» ممثلة شابة بدأت حياتها الفنية في فيلم «أسرار عائلية» مع المخرج هاني فوزي، وبعد ذلك شاركت في العديد من الأعمال بالدراما والسينما منها مسلسلات: «كلبش 2»، «قابيل»، «نيللي وشريهان» و«تحت السيطرة» و«سقوط حر» وغيرها.