تزينت مدينة الثقافة في العاصمة تونس مؤخراً، لتستقبل نجوم وصناع السينما من مختلف دول العالم، احتفالاً بالدورة الثلاثين من «أيام قرطاج السينمائية» التي اختتمت بداية نوفمبر الجاري، وكرّم المهرجان في الافتتاح اسم الناقد والمنتج التونسي نجيب عياد، الذي تولى إدارة الدورتين السابقتين ورحل في أغسطس الماضي، بينما كان يجهز برنامج هذه الدورة. وعرضت إدارة المهرجان فيلماً قصيراً يحكي مسيرة نجيب عياد وإسهامه في تطوير صناعة الأفلام في تونس. وتضمن المهرجان 4 مسابقات رسمية، للأفلام الروائية الطويلة احتوت على 12 فيلماً، والأفلام الروائية القصيرة وضمت 12 فيلماً، والأفلام الوثائقية الطويلة وضمت 12 فيلماً كذلك، والأفلام الوثائقية القصيرة وضمت 8 أفلام، ومن بين 44 فيلماً تتنافس على جوائز «التانيت»، تابع جمهور المهرجان 14 فيلماً تعرض لأول مرة.
أفلام في السجون
واصلت «أيام قرطاج السينمائية» انفتاحها على فضاءات أخرى أهمها تنظيم الأيام في السجون، وهي بادرة أطلقها المخرج التونسي إبراهيم اللطيف سنة 2015 حين تولى إدارة المهرجان، وشدت هذه الفعالية المهتمين بالشأن الفني والثقافي ومكونات المجتمع المدني لخصوصية التجربة واستثنائيتها، وقد تم تقديم 6 أفلام في 6 وحدات سجنية مختلفة.
دورة تميزت بغياب النجوم
على الرغم من إعلان إدارة الدورة الـ30 لـ«أيام قرطاج السينمائية»، قبل انطلاقها بأيام قليلة في مؤتمر صحافي، عن حضور عدد من النجوم العرب على غرار ليلى علوي ولبلبة وهند صبري ودرة زروق واللبنانية كارمن بصيص، وغيرهن من النجمات والنجوم، إلا أن هذه الدورة شهدت غياباً كاملاً للنجوم العرب والأجانب على عكس الدورات السابقة، وهو ما آثار العديد من علامات الاستفهام خاصة أن وزارة الثقافة حرصت على توجيه دعوات لعدد كبير من نجوم السينما.
من هي حافية القدمين؟
وصلت الممثلة التونسية مريم بن شعبان حافية القدمين إلى مكان حفل الافتتاح ومشت حافية على السجادة الحمراء، حيث اضطرت إلى المشي مسافة طويلة نحو مبنى مدينة الثقافة، لأنها لم تجد حسب تعبيرها سيارة تقلها، وقالت للصحافيين إنها تعمدت المشي حافية احتجاجاً على ما وصفته بعدم اهتمام لجنة تنظيم المهرجان بالممثلين التونسيين.
فيلم سعودي
لأول مرة في تاريخ «أيام قرطاج السينمائية» يشارك فيلم سعودي في الدورة، إذ يمثّل فيلم «سيدة البحر» المملكة العربية السعودية، وهو أول فيلم روائي طويل للكاتبة والمخرجة السعودية شهد الأمين، وتُقدم أحداثه في إطار أسطوري يستكشف قضية التغيير الواقع على دور المرأة في المجتمع من خلال قصّة خيالية لفتاة صغيرة، تقرر اختيار مصيرها بنفسها فتتحدى التقاليد التي تتبعها قريتها، والتي تتمثّل في تقديم الإناث من أطفالهم لمخلوقات غريبة تعيش في المياه المجاورة.