الفنانة المخضرمة لبلبة أو «نونيا».. وهبت عمرها للفن وأهله ومحبيه، فمنذ أن كانت في الخامسة من عمرها انتزعت محبة كل من شاهدها تقلد الجميع من أول نظرة، الأهل والجيران والبائعين المتجولين وحتى المشاهير. بدأت مشوارها الفني في فيلم «حبيبتي سوسو» مع النجوم محسن سرحان وليلى فوزي، وأكملت مسيرتها باختيارات متناهية الدقة حتى بلغ عدد أعمالها 87 فيلماً، و268 أغنية.
• متى شعرتِ بأن «نونيا» ستكون نجمة يوماً ما؟
لم أشعر، بل وجدت نفسي بين ليلة وضحاها أمام الكاميرات في الاستوديو وسط معدات الإضاءة، ومساعد مخرج يجلس معي يلقنني مشهدي فأحفظه عن ظهر قلب وأقدمه بأفضل صورة ممكنه.
اكتشاف الموهبة
• وكيف جاء اكتشاف موهبتك؟
لاحظت أمي وأخواتي بي موهبة التقليد منذ الصغر، فقد برعت في ذلك، لم أترك أحد ضيوفنا أو أقاربنا وحتى البائعين الجائلين، حتى قلدته بدقة شديدة وكذلك المشاهير، واحتضنوني بشدة وعملوا على تنمية موهبتي، وخلال تقديمي في مسابقة للهواة، برفقة والدي ووالدتي، شاهدني المخرج الكبير نيازي مصطفى، وطلب منهما أن يقدمني للسينما، ولم تعارض عائلتي، ففيروز «الطفلة المعجزة» هي ابنة خالي، كبرت ولم تعد أدوار الطفولة تليق بها، فرحبوا بالفكرة، وبالفعل اختارت لي أمي ملابسي وقصة شعري وذهبنا لشركة «النحاس فيلم»، وأمام الحاضرين وجدوني أتحدث بطلاقة وسرعة، فأطلقوا عليّ اسم لبلبة، وفي ذلك التوقيت كان أقصى طموح لأمي أن تراني في أحد الأفلام.
• هل توقعت عائلتك أن تحققي كل هذا النجاح؟
لا لم يتوقع أحد من عائلتي أن تلك الطفلة الصغيرة ستمنح عمرها للفن والجمهور، وتفني عمرها في مجال أحبته وحققت فيه نجاحات كبيرة.
• هل ندمت على إفناء عمرك في الفن طيلة تلك العقود؟
الفن سرق عمري وحياتي ولكني سعيدة بذلك ولم أندم إطلاقاً، رغم أن إخلاصي لفني قابله تقصير في حياتي الخاصة، وإن لم يحبني شخص واحد فقد أحبني الملايين من متابعيّ وجمهوري من المحيط إلى الخليج، وأنا سعيدة بهذا الحب وهو ما يجعلني حتى الآن أختار أدواري بعناية فائقة.
الدور الأصعب
• ماذا عن أصعب دور قدمته من وجهة نظرك؟
أرى أن دوري في مسلسل «الشارع اللي ورانا» الذي أخرجه المبدع مجدي الهواري وكتبه الرائع حاتم حافظ هو الأصعب، إذ لعبت دور سيدة متوفاه من القرن الـ19، وهو أمر صعب للغاية طريقة الحوار والملابس وكل تفاصيل الشخصية، يليه مسلسل «مأمون وشركاه» مع النجم عادل إمام، إذ لعبت دور سيدة تملؤها التجاعيد وشخصية تشهد أربعة تحولات في حياتها، وبشكل عام أي دور يبعد عن شخصيتي الحقيقية يكون صعباً.
• هل هناك شخصية تاريخية تطمحين إلى تقديمها؟
أطمح دائماً في تقديم الأدوار الصعبة التي أضيف إليها وتضيف لرصيدي ولا أجد في مخيلتي شخصية بعينها أود تمثيلها، بل أفضل أن أقرأ ورقاً جيداً ودوراً مميزاً بالتعاون مع المخرج والمؤلف نخلق تلك الشخصية للوجود.
بصمة خاصة
• هل هناك فنانة ما ترين أنها خليفتك في الحياة الفنية؟
لا أؤمن أبداً بوجود خلفاء للفنانين، فلكل فنان بصمته الخاصة التي لا يمكن أن تتكرر أو تتطابق، ربما تجد من هن أفضل مني، ولكن نفس التكوين والشخصية أمر صعب للغاية.
• هل تتأثرين بكونك نجمة لم تنجب أطفالاً؟
لا لم يسبب عدم الإنجاب أزمة لي، فإذا كنت أود أن أصبح أماً لقبلت الزواج من أي شخص طلبني للزواج، ولكني لم أتزوج سوى مرة وحيدة في سن مبكرة، وكنت حينها أعول عائلتي ثم انفصلت ولم أكرر التجربة، لم تكن لديّ مشكلة صحية تمنعني من الإنجاب ولكني لم أتزوج، كما أن منزلنا كان دائماً ما يعج بالحركة فلم يدع مساحة لشعوري هذا، فقد كنت أماً لأبناء وأحفاد العائلة وأصدقائي، ولكن بعد وفاة والديّ، كنت أردد في نفسي أحياناً عبارة «ألم يكن من الأفضل لي أن يكون لديّ أبناء؟».
• ما أكثر ما تخشينه؟
المرض، فأنا لا أحب أن أكون عبئاً على أحد، وخاصة بعد وفاة والدي، وشقيقي الأكبر ووالدتي، وكون أختي مع أبنائها خارج البلاد، وشقيقي الآخر طبيب في إنجلترا.
• ما أسوأ شائعة قيلت عنك؟
نادراً ما تطلق شائعات حولي، ولكن ذات مرة قالوا إنني تزوجت في السر ونشروا بعض الصور مع أحد المعجبين في المطار.
أدين لهؤلاء
• لمن تدينين بالفضل فيما وصلت إليه من نجومية؟
لعدة مخرجين على رأسهم أنور وجدي الذي عملت معه في طفولتي، وحسين صدقي، ونيازي مصطفى، محمد عبد العزيز الذي عملت معه في سبعة أفلام، وحسن الصيفي الذي أعتبره والدي الثاني، والمنتج فاروق صبري الذي منحني البطولة المطلقة في فيلم «خلي بالك من جيرانك»، وحسين كمال، والعالمي يوسف شاهين، وكذلك رامي إمام الذي أخرج عدة أعمال مميزة على رأسها «حسن ومرقص»، وكذلك الراحل عاطف الطيب الذي جعلني أغيّر جلدي.
• ما أبرز مشاريعك المستقبلية؟ وهل يمكن أن نراك على خشبة المسرح قريباً؟
لا أعرف كيف يمكن أن أخطط لحياتي، أنا أبحث عن العمل المتكامل الذي تجد فيه مشاعر إنسانية وعبرة نقدمها للجمهور الذي نعتبر قدوته، سواء كان ذلك العمل سينما أو مسرحاً أو تلفزيوناً فإن وجدته مناسباً سأقدمه، وعلى هذا الأساس إذا وجدت نصاً مسرحياً يحقق ذلك فسأقبله فوراً.
•هل فكرت في تقديم برنامج تلفزيوني؟
عُرض عليّ أكثر من مرة تقديم برنامج، إلا أنني لا أقتنع بقدرتي على التقديم، فأنا ممثلة وهذا هو عملي، لكن أن أتعامل مع إعداد وأستمع لتعليمات وتوجيهات عبر سماعة في أذني، لا أظن أنني أستطيع عمل ذلك، فأنا لا أمتلك تلك الموهبة.
• هل هناك شخص تودين العمل معه؟
عملت مع شريف عرفة كمخرج مساعد، وأتمنى العمل معه كمخرج الآن، وفي الماضي كنت أتمنى الوقوف أمام عبد الحليم حافظ كبطلة، ولكن صغر سني آنذاك لم يساعدني على ذلك.
• ماذا عن علاقتك بالتكنولوجيا؟
حتى وقت قريب كنت أستخدم الجيل الأول من الهواتف النقالة، وهو جهاز «نوكيا»، التي تمتاز بوجود أزرار للاتصال ولاستقبال المكالمات، ومؤخراً حصلت على هاتف جديد حديث للغاية هو «آيفون» ولا أستخدمه إلا في الحديث مع من أرغب.
أدق التفاصيل
تقول الفنانة لبلبة عن الاختلاف الذي وجدته في المخرج الراحل يوسف شاهين عن سواه: «جو.. مدرسة يعلمك ويجهزك قبل حتى قراءة السيناريو، يشبعك من التفاصيل، الملابس الديكور والشخصية، عملت معه في فيلم (الآخر) ومنحني دور (بهية) قائلاً لي في أول لقاء بيننا: (بهية في أعمالي هي مصر)، وقبل التصوير طلب من المخرج خالد يوسف أن يجعلني أرى ديكور منزلي في العمل، حتى أتعود عليه وأتشبع منه، إنه مخرج يهتم بأدق التفاصيل».