تشكل «الكلاب البوليسية» قوة مساعدة مهمة لعناصر الشرطة، تساندها في مهامها التي يقوم بها جهاز التفتيش K9، التابع للإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في «شرطة دبي». لكن هذه الكلاب تستدعي تدريباً مستمراً لتكون جاهزة دائماً لتأدية مهامها المتنوعة، وهو الأمر الذي تتيحه «شرطة دبي» لموظفي الجهاز، الذي يضم بين منتسبيه ثلاث شرطيات إماراتيات، في خطوة أولى لتأسيس فريق نسائي متكامل، يبدأ من التدريب وصولاً لتأدية المهمات المختلفة من مداهمات وتأمين فعاليات.
في مبنى خاص ومجهز بكل وسائل التدريب، حضرت «زهرة الخليج» حصة تدريب شاملة للكلاب البوليسية، والتقت الشرطيات الثلاث: فاطمة الجسمي، مها عباس وشريفة يوسف، وتابعت كيف يجهزن أنفسهن لمهمة تدريب «الكلاب البوليسية».
فاطمة الجسمي: الكلب لا يهاجم إلا بأمر مدربه
توضح الشرطية فاطمة إبراهيم محمد الجسمي أنها متخصصة في تدريب «الكلاب البوليسية» على كشف المتفجرات، وبدأت التدريب في عام 2011. ونسألها:
• هل توجد علاقة خاصة فعلاً بين المدرب والكلب البوليسي كما يقال؟
هذا صحيح وهو أمر طبيعي، فعلى المدرب أن يكون على علاقة قوية بالكلب الذي يدربه، حتى ينصاع لأوامره، وإلا فإنه لن يصلح في تدريبه، وتأهيله لإيجاد المادة التي يبحث عنها.
• إلى جانب التدريب، هل تقمن بمهمات هجوم ومداهمة؟
حتى الآن، مهمتنا تقتصر على تدريب الكلاب، والقيام بمهمات ميدانية في تأمين الحفلات والمناسبات الضخمة. الهجوم والمداهمة يلزمهما تدريب أكبر لنا أولاً، وهناك مخطط في المستقبل القريب لتكوين فريق متكامل للعنصر النسائي، متنوع المهام من هجوم المخدرات والمتفجرات وكشف الجثث وسواها من العمليات.
• ألا تخافين كفتاة من الكلاب؟ ومتى يسيطر عليك الخوف ومتى تسيطرين عليه؟
في بدايات التدريب عندما يكون الكلب صغيراً، من الممكن أن يخدش مدربه أو أي شخص آخر، ولكن إذا ربيته من صغره فلن يغدر بي من دون سبب. عموماً الكلب يبقى هادئاً ولا يتحرك إلا بأمر مدربه فقط، وحتى لو كان هناك مثلاً من يحمل متفجرات، فالكلب لن يهجم على حامل هذه المتفجرات إلا بأمر مدربه.
مواصفات «الكلاب البوليسية»
• حاسة الشم: تمتلك «الكلاب البوليسية» حاسة شمّ قوية وحساسة تُقدّر بأنّها أقوى من حاسة البشر بمقدار 50 مرة.
• القوة الجسدية: تتميّز بعض «الكلاب البوليسية» بالقوة الجسدية، مثل كلب الراعي الألماني «جيرمان شيبرد» والذي يقلل وجوده من المواجهات الجسدية بين الشرطة والمجرمين.
• القدرة العسكرية: تستخدم بعض الكلاب المدربة في عمليات عسكرية متعددة، مثل: البحث، والإنقاذ، والحراسة، وأجهزة التتبع، وأجهزة الكشف.
مها عباس: كسرت حاجز الخوف
الشرطية مها سالم عباس، تعترف بأنها كانت تخاف من الكلاب، ولكنها أحبت أن تدخل هذا المجال لتكسر خوفها، وكنوع من المغامرة والاستكشاف وما لبثت أن عشقت مهنتها الجديدة.
• كيف تتعاملين اليوم مع الكلاب؟
أتعامل بشكل أساسي مع كلبي الخاص، الذي أتحمل مسؤولية تدريبه بشكل شبه يومي، هو كلب من نوع «تبليديور» وأنا أحبه لأنه ذكي وقوي ووفي، وأنا أقوم بالاهتمام به من إخراجه للنزهة إلى تدريبه إلى ملاعبته، وكل ما يخصه.
• هل تتلقين تدريبات خاصة بكن كمدربات؟
ما زلنا نتلقى التدريبات، وحتى المدربين الكبار يخضعون لدورات معرفية في المجال، خاصة أن التطور سريع في مختلف المجالات.
• من خلال تجربتك مع الشرطة وتدريب «الكلاب البوليسية»، هل تنصحين بنات جيلك بدخول هذه التخصص؟
بكل تأكيد أنصحهن، صحيح أنه مجال صعب ولكنه جميل، مجال الشرطة بشكل عام متنوع ويمكن أن يتنقل الشرطي ضمن أكثر من اختصاص، ولكن من ترى أنها قادرة على تحمل مسؤولية تدريب الكلاب والتعامل معها، فأنا أنصحهن بالانضمام إلينا.
أنواع «الكلاب البوليسية»
• كلاب التدخل: تُستخدم للبحث عن المجرمين، وإنقاذ الرهائن، وللحماية، والسيطرة على الشغب، وتشمل هذه الأنواع «كلب المالينو» وهو أفضل كلب شرطة من جميع النواحي، لأنّه رياضي وقوي وحادّ الذكاء، بالإضافة إلى كلب الراعي الألماني.
• كلاب الكشف عن المتفجرات: تُستخدم في مراقبة الجمارك، والمتفجرات، وعمليات التهريب، والكشف عن المواد المحظورة، ومن السلالات الأكثر شيوعاً التي تُستخدم لهذا الغرض كلاب «لابرادور ريتريفر» التي تتميّز بحاسة شمّ قوية وذكاء حادّ، بالإضافة إلى سلالة كلاب «البيغل» التي تتميّز بحاسة شمّ استثنائية وشخصية غير مقيدة، وبالتالي فهي فعّالة لمكافحة المخدرات.
• كلاب التحاليل الجنائية: تُستخدم في الطب الشرعي؛ وذلك بسبب قدراتها الرياضية القوية وإحساسها القوي بالرائحة، ومنها الكلب البوليسي Bloodhound الذي يتمتع بالقدرة العالية على الشمّ، حيث يمكنه التقاط وتعقّب رائحة آثار تصل إلى 15 يوماً.
• كلاب البحث والإنقاذ: تُستخدم في حالات الكوارث، والفيضانات، والانهيارات الثلجية، ومن أفضلها «جاينت شناوتزر» الذي يتمتع بمزاج نشيط للغاية يستطيع القيام بالعمل الثقيل، بالإضافة إلى ذكائه الحادّ والقوي.
شريفة يوسف: تدريب الكلاب ليس عيباً
العريف أول شريفة يوسف، التي أكملت عامها الأول في الشرطة، تشير إلى أنها دخلت هذا الاختصاص لأنها تحب المغامرة، وتعشق الكلاب والحيوانات بشكل عام.
• ما الذي أغراك لدخول مجال تدريب «الكلاب البوليسية»؟
حب المغامرة والاستكشاف، برغم عدم امتلاكي خبرة مسبقة بتربية الكلاب، لكن والدي كان مدرباً للكلاب، وأحببت هذا التخصص منه ومن إخوتي الذين يعملون في هذا المجال.
• هل تجدين هذا التخصص مناسباً للفتاة؟
هذا التخصص ليس حكراً على الرجل، الفتاة تستطيع أن تدخل هذه التخصصات، والشجاعة لا تقتصر على الرجل، ونعلم أن الفتاة رقيقة، ولكنه مجال نستطيع الإقدام عليه والتميز فيه وليس عيباً.
• ما طموحك؟
هو ليس طموحي بمفردي بل أعتقد أنه طموح يجمعنا، أتمنى أن نصل إلى أن نكون أول مدربات إماراتيات يصلن للعالمية.