من الطبيعي تناول كمية كبيرة من المأكولات بسبب التوتر والتعرض للضغوط من حين إلى آخر، ولكن الأمر يتحول إلى مشكلة حقيقية عندما تتكرر.
تناول كمية كبيرة جداً من الطعام، ومن ثم اللجوء إلى التقيؤ للتخلص من المأكولات والسعرات الحرارية، التي تم تناولها وتكرار هذه الحالة على الأقل مرة في الأسبوع، يشير إلى الإصابة بأحد الاضطرابات الغذائية الخطيرة. هذا الاضطراب هو مرض الشراهة العصبي أو النهم العصبي أو ما يعرف بالبوليميا. فما هي بالتحديد مشكلة البوليميا؟
البوليميا.. هي أحد الاضطرابات الغذائية التي تظهر غالباً عند فئة الفتيات بين سن المراهقة وبداية العشرينيات. أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة هي اتباع حمية غذائية قاسية، العوامل الاجتماعية، المشاكل النفسية وأيضاً الاستعداد الوراثي. ولكن مهما كان السبب فالنتيجة واحدة وهي المعاناة من مشكلة صحية تتطلب التدخل الطبي للتمكن من علاجها.
أبرز الأعراض
الأشخاص الذين يعانون البوليميا، عادة ما يركزون على شكل الجسم والوزن، والكثير من الحالات لا تكون راضية عن شكلها الخارجي، هذا ما يؤثر في الثقة بالنفس. أما بالنسبة إلى المأكولات التي يتم تناولها خلال نوبة البوليميا، فهي عادة تلك الدسمة والعالية بالدهون وقد يتجاوز عدد السعرات الحرارية، التي يتم الحصول عليها في النوبة الواحدة الـ3000 سعر حراري. وخلال هذه النوبة يتم تناول الطعام على الرغم من عدم الشعور بالجوع، وتكون عملية المضغ والبلع سريعاً جداً من دون تذوق نكهة الطعام، أو إدراك كمية المأكولات التي يتم الحصول عليها. وبعد تناول كمية الطعام الكبيرة هذه، يلجأ مرضى البوليميا إلى التقيؤ، وفي بعض الأحيان تناول الملينات بشكل جنوني وممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه، والصيام عن تناول الطعام نتيجة الشعور بالذنب وتأنيب الضمير وعدم الرغبة في زيادة الوزن.
الخطر الحقيقي عند هؤلاء الأشخاص يتمثل في القيام بالتقيؤ والذي يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى خسارة نسبة كبيرة من المغذيات من الجسم ويسبب تآكل مينا الأسنان مع الوقت. أما تناول الملينات فيعود أيضاً بعدد من ردود الفعل السلبية على الجسم، ومنها الجفاف مما يؤدي إلى الشعور بالتعب وإلحاق الضرر بأعضاء مختلفة من الجسم. أما الصوم عن الطعام بعد نوبة البوليميا فيسبب تقلبات متضاربة في الوزن ويؤدي إلى اضطرابات هرمونية حادة. وعادة ما يقوم المصابون بالبوليميا بإخفاء كمية الطعام التي يتناولونها عن الأشخاص المحيطين بهم، ويقومون بنوبة البوليميا عند وجودهم بمفردهم.
علاج نفسي
الخطوة الأولى لعلاج مرض البوليميا، يجب أن تكون عبر الخضوع للعلاج النفسي، لأنه يعتبر أساسياً في الكشف عن السبب الرئيسي الذي أدى إلى البوليميا، مما يسهل العلاج في الإجمال. العلاج النفسي يسهم أيضاً في استرجاع الثقة بالجسم والتخفيف من التفكير في الوزن. أما الخطوة الثانية فهي زيارة أخصائية التغذية والتي تساعد على إعطاء الشخص المصاب نظاماً غذائياً خاصاً بصحته.
خطوات العلاج
بعض الخطوات التي تسهم في التخفيف من أعراض البوليميا وعلاج هذه المشكلة:
• إيجاد علاقة صحية مع الطعام: يجب التوقف عن الدوران في الحلقة المفرغة أي تناول كميات كبيرة من الطعام ومن ثم الاعتماد على الصوم. إيجاد السلام الغذائي والتصالح مع مختلف أنواع المأكولات والقيام بتناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين خلال اليوم مع التنويع في نوعية المأكولات يسهم في التخفيف مع الوقت من مشكلة البوليميا.
• تجنب الإغراءات: التخلص من المقرمشات والحلويات في المنزل يزيد من فرصة الشفاء من مرض البوليميا.
• تناول الطعام ببطء: من خلال مضغ الطعام جيداً وترك وقت للشعور بمذاق وملمس مختلف أنواع المأكولات، يساعد على تحقيق الأكل بوعي ويساعد على الحفاظ على الوزن.
• تقبل حصول نوبة من البوليميا: خلال مرحلة العلاج، يمكن المعاناة من نوبة بوليميا من حين إلى آخر وهذا طبيعي جداً. لكن المهم هو تقبل هذه النوبة واستكمال الحياة بشكل طبيعي من بعدها وعدم اللجوء إلى الصوم أو التقيؤ أو الملينات أو الرياضة لأنها تزيد المشكلة سوءاً.