هل تود أن تكون شخصية كاريزمية؟ يعجب بك كل من يراك؟ لكن ما هي «الكاريزما»؟
«الكاريزما» هي لفظ يوناني مشتق من النعمة، ويعني تلك الهبة الإلهية التي يتمتع بها شخص بذاته لتجعله أكثر جاذبية وقدرة على التأثير في الآخرين من حوله.
أجرى علماء النفس الاجتماعي في جامعة تورنتو الكندية، بقيادة كونستانتين أوتسخاي دراسة على نحو 1000 مشارك، وطلب الباحثون من المشاركين تقييم أنفسهم من خلال سلسلة الصفات التي تمنحهم كاريزما قوية، خلص البحث إلى أن هناك عاملين رئيسيين يجعلان الشخص يتمتع بـ«الكاريزما» وهما: أولاً، التأثير وهو قوة وجود الشخص في نفوس الناس. ثانياً، الإمكانية وقابلية التأثر، أي أن يكون الشخص لطيفاً وودوداً مع الآخرين. لكن كيف تكتسب صفات الشخصية الكاريزمية؟
1- تعرف إلى نفسك: يجب أن تفهم نفسك قبل أن تفكر في التأثير في الآخرين، وتمتلك «الكاريزما» التي تطمح إليها. تعرف إلى ردود أفعالك وانتبه إلى تصرفاتك وانفعالاتك الجسدية في المواقف المختلفة. بهذه الطريقة سترى نفسك كما يراك الآخرون، لتمتلك القدرة على التعامل مع نفسك بذكاء ووعي، كن الناقد الأول لنفسك، استعن بأصدقائك واعرف منهم أهم ميزاتك وفي الجانب الآخر سلبياتك، وطوّر واحذف واكتسب كل جديد مفيد كي تتكون «الكاريزما» لديك بالشكل الذي ترجوه. فهي تكتسب كما يقول الكثير من الخبراء.
2 - كن واثقاً بنفسك: الثقة بالنفس تنبثق من الداخل لتصدر ذبذباتها لمن حولك، وهذا هو جوهر «الكاريزما». فثقتك بقراراتك وإمكاناتك ستصل إلى الآخرين ليثقوا بك بدورهم، ولتصل إلى الثقة التي تهدف لها، كن إيجابياً أولاً، ولا تبدأ أحاديثك بانتقاد غيرك، ركز على ما تحب في أحاديثك، وهذا لا يعني أن تتحدث كثيراً أو بصوت مرتفع، تحدث بوضوح وأنت في حالة استرخاء، فهذا يساعدك على التنبه لما تقول والحفاظ على رزانتك وهدوئك، مما يعزز «الكاريزما» التي لديك ويطورها.
3 - ارفع معنوياتك: الأشخاص السعداء هم الأقدر على إبهاج من حولهم، وهذا التأثير الإيجابي سيكون جاذباً أساسياً، كما أن الشخص المكتئب والـمُحبط سيكون منفراً للآخرين، مما يؤثر سلباً في «الكاريزما» أو يؤدي إلى فقدانها تماماً مع الوقت. ولتكون مؤثراً فيمن حولك يجب أن تتمتع بمعنويات مرتفعة، وللحصول على غايتك تلك يجب أن تعمل على زيادة هرمون السعادة «السيروتونين» في جسدك، كتناول أطعمة معينة، مثل: الموز والشوكولاتة السوداء، وممارسة الرياضة، والتعرض للشمس، والخضوع لجلسات التدليك، ويمكن أيضاً أن تمارس الرياضة الذهنية فتسافر في رحلة إلى ذكرياتك السعيدة لتتذوق طعم السعادة التي ذقتها من قبل، تذكر جائزة نلتها أو تقديراً أو تكريماً تعرضت له، وحاول أن تعيش الذكرى بأدق تفاصيلها لتجدد انبعاث الهرمون في جسدك. كل هذا يساعدك على رفع معنوياتك وثقتك بنفسك ويطور «الكاريزما» التي في شخصيتك.
4 - طور شخصيتك: الشخصية المثقفة ذات المعرفة الواسعة تتمتع بجاذبية عالية، وبالتالي تكون «الكاريزما» لديها أكثر وضوحاً. بالطبع تختلف اهتمامات الناس بشكل عام، لكن تستطيع أن تكون شخصاً موسوعياً، لذلك ثقف نفسك بالقراءة المتنوعة لتكوّن وجهة نظرك الخاصة في مختلف الأمور والتي قد تتطرق لها أثناء نقاشاتك مع من حولك. و «الكاريزما» الحقيقية تتكون عبر احترام الآخرين والتواضع لهم والاستماع لهم بكل اهتمام.
5- اهتم بمظهرك العام: مظهرك بشكل عام، سواء كان طريقة ارتدائك ثيابك أم صحتك الجسدية أم طريقة وقوفك، من أهم الأمور التي ترسل رسائلها الخاصة لمن ينظر إليك وعن «الكاريزما» التي تتمتع بها. فنسبة 70% من الانطباع الأول عن الشخص و«الكاريزما» التي لديه، تتشكل نتيجة مظهره الخارجي (حسب علم النفس) ويجب أن تتذكر أن مظهرك العام يخبر من يراك بمدى اعتدادك بنفسك ورضاك الداخلي عنها.
6 - تعاطف مع الآخرين: كن مهتماً بالآخرين وتعاطف مع قصصهم، كن صادقاً في هذا الأمر لأن التعاطف الصادق والاهتمام بمن حولك سيكون الطريق الأقصر لتصبح الشخصية الجذابة والمؤثرة في حياتهم، التي تتمتع بـ«الكاريزما» والحضور الإيجابي. فأنت لن تكون شخصاً مميزاً إن لم تستطع أن تفهم من حولك وتتعاطف معهم وتقف إلى جانبهم على المستوى العاطفي والمادي والنفسي. «الكاريزما» الحقيقية لا يمكن أن تتكون مع الأنانية والانطواء على الذات.
7 - اجعلهم يتذكرون كلماتك: استخدم في حديثك القصص والأمثلة والتشبيهات، وبهذه الطريقة ستعلق كلماتك في ذاكرة المستمع، وسيصبح قادراً على اقتباس كلماتك في حديثه، وبذلك ستصبح مؤثراً به وبمن سيستمعون له أيضاً حتى لو لم ترهم، وهذا ما يفعله القادة والمتحدثون الذين يتمتعون بـ«الكاريزما» دوماً. فهم دائماً متجهزون بالعبارات أو الأمثلة المناسبة في سياق كلامهم، لأن الكلام الصحيح في اللحظة المناسبة يترك انطباعاً طويل المدى في الآخرين، وهذا هو أحد أساسيات «الكاريزما» في الشخصية الناجحة. أن يملك ابتسامة مميزة في وجه الآخرين.