تعود «شمس الأغنية اللبنانية» نجوى كرم إلى المملكة العربية السعودية لتحيي يوم 31 نوفمبر الجاري حفلاً ثانياً في «موسم الرياض»، سيجمعها أيضاً مع «فارس الغناء» عاصي الحلاني، لكن هذه المرة لن يكون معهما المطربان ديانا حداد وملحم زين اللذان شاركا نجوى وعاصي مؤخراً سهرة حملت عنوان «ليلة بيروت» من تنظيم «بنش مارك»، أثارت حماسة الجمهور وتعليقاتهم عبر «السوشيال ميديا»، بعد مشاهدتهم المقطع الغنائي الذي جمع الأربعة في ختام الحفل، والهجوم الذي تعرضت له ديانا، كونها على حد قول المنتقدين خطفت الغناء من فمي نجوى وملحم. ولا تزال التساؤلات والتكهنات تثار حول سر ما حصل، وما الذي دار في الكواليس بين النجوم الأربعة، وتحديداً نجوى وديانا؟ وهو ما تجيب عنه «زهرة الخليج» كونها المطبوعة الإعلامية الوحيدة التي رافقت الرباعي بالكلمة والصورة.
تعاطفاً وتفاعلاً مع أوضاع لبنان السياسية الراهنة، جمع «موسم الرياض» النجوم: ديانا حداد، ملحم زين، نجوى كرم وعاصي الحلاني، غنى فيه المطربون اللبنانيون على التوالي، لكن بقدر ما جاء الختام جميلاً، عندما اتحد الرباعي في تقديم الأغنية الوطنية على المسرح (تعلى وتتعمر يا دار)، بقدر ما كان الأمر محزناً جراء الانتقادات والتعليقات التي انتشرت عبر «السوشيال ميديا» وطالت أداء الرباعي للأغنية، وأن ذلك تم بطريقة ارتجالية، وكان يجب أن يكون هناك تنسيق فيما بين الفنانين حتى يظهروا بشكل لائق يمثل لبنان، كما نالت ديانا حداد النصيب الأكبر من سهام النقد، التي صوبت نحوها كونها ظهرت في تسجيل فيديو الأغنية تحاول (فرد عضلات) صوتها، والاستئثار بكم الغناء على حساب زميليها نجوى وملحم، حتى إنهما أخذا يطالعانها على المسرح بتعجب واضح.
الأزمة الأولى
من البداية، كان واضحاً أن غناء الأربعة معاً على المسرح لن يتم بسلاسة، خاصة أن ديانا حداد أبدت في الكواليس امتعاضها من الأمر، لأن موافقتها على تقديم الأغنية الوطنية جماعياً على المسرح أثناء فقرة عاصي الحلاني الأخيرة، معناها أنها ستظل جالسة في الكواليس تنتظر حتى ختام الحفل، مع هذا كانت هناك محاولات لإقناعها بالأمر وأن هذه الأغنية الوطنية إذا ما اشترك فيها نجوم الحفل جميعاً ستعد هي رسالة «ليلة بيروت» الأبرز للجمهور في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها لبنان، والداعية إلى وحدة واتحاد الشعب اللبناني. خاصة أن جميع المطربين المشاركين في الحفل حضروا في وقت مبكر، مما يعني أن جميعهم عاشوا فترة الانتظار، إذ بينما افتتحت ديانا الحفل كان ملحم ونجوى وعاصي ينتظرونها في الكواليس.
الأزمنة الثانية
ثاني مشكلة كانت تقلق نجوم الحفل الأربعة، هي أنهم لم يتدربوا على أداء الأغنية الجماعية أو إجراء بروفات عليها، سواء منفردين أو مجتمعين، وهنا زار الفنان ملحم زين، ديانا في غرفتها بالكواليس وأخذ يشجعها ويجري بروفة صغيرة معها على الأغنية، وتخلل ذلك حديث عن ميولهما الكروية وأنهما من أنصار نادي ريال مدريد الإسباني، وحول إمكانية تعاونهما في عمل مشترك، ودعت ديانا زميلها إلى منزلها على العشاء عند زيارته المقبلة إلى دبي لإحياء حفل سيجمعه مع وائل كفوري. بعدها توجه ملحم إلى غرفة نجوى وجلسا يتدربان على الأغنية الوطنية وأخذا يتحدثان بعدها عن أوضاع لبنان، كل هذا وعاصي يستعد للتوجه للمسرح لبدء فقرته، ولم يكن لديه قلق من أداء الأغنية الوطنية مع زملائه، لكن الأمر الذي كان يعانيه هي أوجاع الرضوض والشرخ الذي أصابه في الحوض جراء سقوطه الأخير وهو يقود حصانه.
رفض اللقاء
وكان سوء تفاهم كبيراً جرى بين ديانا حداد ونجوى كرم قديماً، ولأن رواسبه ربما مستمرة للآن، تفادت الاثنتان السلام على بعضهما البعض، وعرض محرر «زهرة الخليج» على ديانا أن تزور برفقته نجوى في غرفتها، عندما كانت الأخيرة مجتمعة مع ملحم ، فجاء رد (أم صوفي): «لا داعي، بعد قليل نلتقي ونسلم على بعض ونحن فوق المسرح». والحكاية أنه في نهاية التسعينات حدث خلاف بين ديانا التي كانت في بدايتها، وبين نجوى التي كانت في أوج شهرتها وكان شقيقها الراحل نقولا كرم يرى أن المخرج سهيل العبدول، زوج ديانا حينها، يحاول النيل من شقيقته كي تبرز ديانا (على ظهرها) على حد قوله، مما أدى إلى حدوث تصادم إعلامي كبير بين سهيل ونقولا، تدفع ثمنه ديانا ونجوى للآن بعلاقتهما المتوترة. ومن باب ترطيب الأجواء بينهما، جمعتهما «زهرة الخليج» في «ليلة بيروت» قبل صعودهما المسرح مباشرة، في صورة وحيدة توسطهما فيها (حمامة السلام) ملحم زين.
جديد ديانا
ديانا حداد التي امتدحت الجمهور السعودي وشكرتهم على حسن الاستقبال والتفاعل، علقت على الأغنية الرباعية التي جمعتها مع زملائها في «ليلة بيروت»، قائلة: «نحن مثلنا لبنان، وكوني لبنانية وإماراتية، أنا قادرة على غناء كل الألوان.. عموماً (الجمعة) كانت حلوة، وأتمنى أن نظل ليس فقط كفنانين، بل كشعب أيضاً، مجتمعين على كلمة واحدة». ونسألها: ماذا تقولين لنجوى كرم؟ فتجيب: «الله يوفقها، نحن لم نجتمع من فترة طويلة، بل نادراً ما نلتقي.. عموماً أتمنى لها كل خير، وأن نظل نحن المطربين رافعين راية الأغنية ليس فقط اللبنانية، بل العربية وفي أي مكان». وعن جديدها، تقول: «صدرت لي أغنية بعنوان (اشتقنا)، ولدي قريباً البوم من إنتاج روتانا، وحفلات أحدها في الأردن».
ملحم زين يدافع
بعد الهجوم الذي تعرضت له ديانا، دافع عنها ملحم زين مؤكداً أنها لا تستحق ذلك، مستغرباً كيف أن الإعلام والجمهور تجاهلا أهمية اجتماع المطربين الأربعة معاً، وركزا في أمور ثانوية. وامتدح ملحم في حديثه «موسم الرياض»، وكشف سراً عن الأغنية الوطنية التي تم تقديمها، بقوله: «في فترة قياسية قدروا يفتحوا المملكة على الفن، وهذا كله بجهود المستشار تركي آل الشيخ الذي يتابع أدق التفاصيل، فكان في «ليلة بيروت» مهتماً بأن نجتمع نحن كمطربين لبنانيين لنغني معاً لأجل بيروت ولبنان أجمع». وعن الأحوال في وطنه يقول ملحم: «إن شاء الله تخلص الأمور على خير، والمظلومون يقدروا يأخذوا حقهم حتى نخلص من الفساد، بدنا وطن يكون به كرامة للإنسان». وحول رسالته لزملائه الذين شاركوه الغناء، قال ملحم: «برفع راسي فيهم جميعاً، فكل واحد منهم أرزة من لبنان، بنى اسمه وعمل بصمة كبيرة بالفن. عموماً نحن المطربين نعد الوجه الحلو للبنان وليس السياسيين، إن شاء الله نظل حاملين شعلة هالبلد الحلو في الرياض والعالم».
الحفل الثاني
نجوى كرم قالت عن حفلها الثاني المقبل في «موسم الرياض»: «إن شاء الله دائماً الرياض عامرة بالأمن والأمان، وأن يظل الفرح يفرقع بالرياض والسعودية. وقد شعرت بتغير كبير وانفتاح، وهذا يزيد الناس حياة وأملاً». وبالرجوع إلى مسألة الأغنية التي قدمتها مع ديانا وعاصي وملحم في «ليلة بيروت»، رفضت التعليق قائلة: «من قلب بيروت إلى قلب الرياض جئنا فقط لنوصل صوتنا بفرح لكل من يحبونا ويسمعونا، لأنه لازم نكون مصدر تفاؤل وطاقة إيجابية».