اقترن اسم فاطمة الشيراوي باللون، إذ نذرت حياتها لاكتشاف أسراره وخفايا عوالمه الساحرة، لتصبح أول إماراتية تتخصص في علم الألوان كما كشفت في حوارها مع «زهرة الخليج»، فبرعت في الغوص بعمق من خلاله لاكتشاف أثره في حياة الناس وتطويعه في مسيرتهم نحو الجمال، في تجربتها العملية والحياتية كسيدة أعمال ومستشارة ومصممة أزياء، مما يجبر على الإصغاء والتأمل ورؤية ما لا يرى من (قوس قزح) الأفق. 

• قصتك مع الألوان كيف بدأت والى أين انتهت؟

بدأ شغفي بالألوان في طفولتي، إذ تعلقت بها بشكل كبير، حتى إنني كنت أبدأ باختيارها قبل أن أفكر في موضوع ما أرسم، كنت حساسة تجاهها وعلى صغري كان ما يلفت انتباهي فيمن حولي هي الألوان، في الطبيعة وفي الأماكن والملابس، إضافة إلى اهتمامي بتأمل شخصيات الناس وتصرفاتهم وميولهم، كما كانت لديّ أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة، وقصتي مع الألوان لا نهاية لها، لأنها جزء مني ومن حياتي وشخصيتي، لاحقاً عندما كبرت درست أولاً علم الاجتماع والتسويق وعلم النفس بجامعة جورج واشنطن في أميركا، ثم علم النفس المختص بالألوان وتأثيرها بالأعمال وأمزجة المستهلكين، وذهبت إلى لندن لأكمل دراستي في تصميم الأزياء، وهو المجال الذي كان له الفضل في توظيفي لعلم الألوان بشكل واسع ومتخصص، ومنه تعلمت الكثير عن تأثيراتها المختلفة في البشر.

 صناعة  الفرق 

• ألهذا السبب تخصصت في الألوان؟

أحببت مجال الأزياء والتصميم والصور والديكور، وتعلمت أن درجات الألوان مهمة جداً، لأنها يمكن أن تصنع فرقاً كبيراً في حياتنا ومن خلالها نستطيع كيفية اختيار ما يليق بنا منها، واستكشاف التأثيرات الإيجابية المحتملة لها، إذ تلعب الألوان دوراً مهماً في اختيارنا ملابسنا وحياتنا اليومية وتؤثر في مواقفنا وأمزجتنا، ونهجنا في الطريقة التي ننظر بها إلى العالم من حولنا، في مجال الوضوح والإلهام، وكذلك إمكانية الألوان في علاج الناس، وتحسين حالتهم النفسية.

• جمعت بين سيدة أعمال، مصممة، خبيرة ألوان.. أيها الأحب إلى نفسك؟ وما خلاصة هذا المزج؟

لم يكن في خطتي المزج بين كل هذه المجالات، ولكن جاء الأمر تلقائياً، فكلها تمثل شغفي وما أرغبه وتناسب شخصيتي المحبة للاكتشاف، كل جزء من عملي لديه صلة وثيقة وعلاقة حبيبة بما أريده، أصبحت سيدة أعمال لأن البيئة التي نشأت فيها تشجع على ذلك، فأبي وأعمامي وإخوتي كلهم يعملون في مجال الأعمال بأفكار خلاقة ومميزة، ومصممة أزياء لأنه شغف لازمني منذ طفولتي وحلم أردت تحقيقه، والتخصص في الألوان يجمع كل هذا بل يجمع حياتي بأسرها.

سر وتأثير  

 • فيمَ يكمن سر الألوان؟ وما لونك المفضل؟  

تزخر الألوان بأسرار كثيرة، خاصة تلك التي تتعلق بسيكولوجيا الناس، إذ نستطيع لمسها في الجانب الإعلاني التجاري، فتركيز لون معين أو تغييره يؤثر إيجابياً في ربحية المنتج وتقبل الجمهور له. أما لوني المفضل فهو البنفسجي وتكمن فيه شحنة روحية كبيرة.

• إلى أي مدى تؤثر الألوان في حياة الناس؟

لكل لون جانب إيجابي وآخر سلبي، وكل شخص عليه أن يعرف كيف يستعمل اللون في الموقف والحالة النفسية المعينة، كما علينا أن نفهم الكيفية السيكولوجية التي تعمل بها الألوان، فمثلاً هناك أربعة ألوان تؤثر فينا نفسياً هي الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر، وهذه الألوان لا بد من استخدامها بشكل متوازن خلال يومنا، ويسري الأمر كذلك على ألوان الديكور التي نطلي بها جدران المكان الذي نستعمله، فنوعية استخدامنا للمكان هي التي تحدد اللون الذي نطليه به.

 نصائح ورضا 

 • ما النصائح التي تحرصين على تأكيدها للناس بخصوص الألوان والتعامل معها؟

دائماً أنصح أي إنسان يريد تجربة التأثير النفسي للألوان، بأن يذهب لأخصائي في تحليل الشخصية، لأن لكل لون موجات معينة تتوافق مع الموجات المقابلة لها في الشخصية، وأي خلل في تحليل الشخصية قد يؤدي إلى الإصابة بالتوتر والقلق، وتحليل الشخصية له أهمية عالية في مجال سيكولوجيا الألوان.

 تميز

 تقول مصممة الأزياء وخبيرة الألوان فاطمة الشيراوي، إنها تفتخر بأنها أول إماراتية متخصصة في سيكولوجيا الألوان، وتضيف: «فخورة أيضاً بأني أسست أول شركة في منطقة الخليج، أقدم النصح والإرشاد في ميدان سيكولوجيا الألوان، ومما يزيدني تواضعاً أن هذه الشركة صارت تقدم مشورتها لمؤسسات عالمية، وذلك كله بفضل الثقة والدعم اللذين يقدمهما لنا شيوخنا، وخاصة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يؤكد علينا دائماً أن نكون الأوائل وأن نصادق القمم في كل تحدٍّ».