ظل حلم التألق الرياضي يراود نجمة رياضة الكاراتيه، الشابة الإماراتية فاطمة البلوشي، منذ الصغر حتى أنهت دراستها الجامعية وحضرت رسالة الماجستير الخاصة بها، لتدخل عالم الرياضة من بوابة اللعبة التي أحبتها اقتداءً بوالدها لاعب الكاراتيه السابق، متحدية كلمات الإحباط من مجتمعها المحيط في طريقها للصعود على منصات التتويج.
• لماذا قررت ممارسة رياضة الكاراتيه بشكل احترافي بعد أن انتهيت من تحضير رسالة الماجستير؟
بدأت ممارسة اللعبة منذ أربع سنوات، حيث كان عمري حينها 23 عاماً، اقتداءً بوالدي لاعب الكاراتيه السابق، وعلى الرغم من حبي للرياضة بشكل عام منذ الصغر، إلا أنني لم أتمكن من احتراف أي نوع من الرياضات، واكتفيت بممارسة رياضة الجمباز وكرة السلة في المدرسة كنشاط بدني صحي لسلامة الجسم والعقل، بسبب انشغالي الدائم بالدراسة لتحقيق حلمي في الالتحاق بكلية الهندسة الميدانية، وبالفعل حصلت على الشهادة الجامعية، ثم بدأت في العمل بمجالي وتحضير رسالة الماجستير، وبعد ذلك شعرت بحاجة شديدة إلى ممارسة رياضة بشكل احترافي، لتفريغ كل طاقتي بها وبحثت عن شغفي حتى وجدته في رياضة الكاراتيه.
صعوبات
• هل واجهت صعوبات في احتراف اللعبة بهذا العمر؟
لم يكن الأمر سهلاً، إذ إنني استغرقت وقتاً حتى تعلمت أساسيات اللعبة من الصفر، حتى تمكنت تدريجياً من تحسين أدائي وتنمية مهاراتي بدعم من مدربتي ووالدي، الذي كان يعطيني حصصاً تدريبية في المنزل بجانب تدريباتي في النادي، وبالإرادة والصبر تمكنت من كسب خبرة الاحتكاك من خلال البطولات، التي بدأت أشارك فيها بعد عدة أشهر من دخولي اللعبة، إلى أن حققت العديد من الميداليات مثل الميدالية البرونزية في بطولة الشارقة الرمضانية عام 2016، والميدالية البرونزية في بطولة نجوم المستقبل عام 2017، وذهبية نفس البطولة عام 2019، ولكن يبقى أبرز تحدٍّ أمامي هو قلة عدد اللاعبات بفئة السيدات نظراً إلى اعتزال اللاعبات عن ممارسة اللعبة في عمر مبكر، لذلك تجد أن فئة السيدات من نقاط ضعف اللعبة.
• ما الإضافة التي شكلتها لك رياضة الكاراتيه؟
حققت الكثير من المكاسب المعنوية وتعلمت الشجاعة والدفاع عن النفس، وكيفية قيادة بعض الأمور واتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت المناسب، كما أنها منحتني فرصة لنشر المفهوم الحقيقي للعبة، التي ليست لها علاقة بالعنف، بل هي لعبة مهمة تعنى بتعلم الدفاع عن النفس، الذي يجب أن يكون ثقافة عامة لدى جميع فئات المجتمع من الجنسين، ولو بجزء بسيط من قواعده.
تعارض
• هل يتعارض الزواج وإنجاب الأبناء مع مسيرة اللاعبة الرياضية؟
هذا الأمر يتوقف على قدرة المرأة على تنظيم وقتها، فضلاً عن استيعاب الرجل أهمية احترام وتقدير شغف المرأة، وبالفعل حالياً أصبح الرجال متفهمين أكثر من السابق، والذي يؤكد ذلك هو وجود العديد من اللاعبات في مختلف الرياضات، تمكن من مواصلة تألقهن الرياضي بعد الزواج وإنجاب الأطفال، بل وتجدهن يصطحبن أبناءهن معهن بشكل حضاري وتربوي جميل.
• هل تمارسين رياضات أخرى؟ وماذا عن هواياتك؟
أحب ممارسة رياضة «الكروس فيت»، كما شاركت لدورتين في بطولة الألعاب الحكومية ضمن فريق هيئة الطرق والمواصلات، إلى جانب إحرازي المركز الثاني في مسابقة الجري ضمن دورة الشيخة هند للألعاب الرياضية للسيدات، والمركز الأول في ترايثلون دبي للسيدات، وبالنسبة لهواياتي فأنا أعشق التصوير وأجيد الرسم.
رياضة مفضلة
توجه لعبة الكاراتيه فاطمة البلوشي نصيحة لقريناتها من الفتيات الراغبات في ممارسة الرياضة، بالقول: «من الضروري تجربة العديد من الرياضات في عمر صغير، حتى تستطعن اختيار الرياضة المفضلة واحترافها في عمر مبكر، لرفد مسيرتكن بسجل مشرف من الإنجازات باسم دولتنا الغالية، إذ إنني كنت أتمنى أن يعود بي الزمن لإعادة حساباتي ومحاولة تنظيم وقتي، ليستوعب كل متطلباتي بالحياة، سواء الدراسة أو الرياضة التي يجب أن تكون جزءاً أساسياً في حياتنا».