يوثق «مجمع بانوراما البحر الميت» الميزات الطبيعية والعلاجية والسياحية، لأخفض بقعة في العالم، فالمكان السياحي الترفيهي الذي يقع على الطريق الرابط بين البحر الميت وحمامات ماعين، (يبعد 70 كم عن العاصمة الأردنية عمّان)، وهو مجمع سياحي وعلمي كبير افتتح قبل عقد ونيف، يتضمن المشروع مباني تبلغ مساحتها (2764) متراً مربعاً مكونة من متحف البحر الميت، وقاعات مؤتمرات، ومطعم وحدائق، تم زرعها بالنخيل والنجيل وورد وإنارة خافتة، وإطلالات، ومسرح خارجي، ومواقف للحافلات.
متحف البحر»
يتكون الموقع من مبنيين رئيسيين، يحتوي الأول على «متحف البحر الميت»، وهو أحد المتاحف الفريدة في الأردن من حيث فكرته، وأسلوبه في عرض المعلومات وإمكانية لمس بعض معروضاته. وقد تم افتتاحه رسمياً عام 2006 كمتحف تاريخ طبيعي، لزيادة التوعية لدى طلبة المدارس ولزواره من المجتمع المحلي وسواهم، عن البحر الميت والمشاكل التي تواجهه وكيف يمكن المحافظة عليه. إذ يعطي المتحف إحساساً بالجمال المعماري، كصرح حضاري ومعلم إنساني يجسد تاريخ منطقة البحر الميت والمنطقة المحيطة به من النواحي الجيولوجية والتاريخية والدينية والبيئية.كما يحكي المتحف قصة البحر الميت والمنطقة المحيطة به منذ ولادته إلى يومنا هذا من خلال أربعة أقسام، إذ يوضح نشأة وجيولوجيا البحر الميت كجزء من حفرة الانهدام، وما نتج من حركة الصفائح التكتونية، كما يعرض أنواعاً مختلفة من الصخور والمعادن الموجودة في المناطق المجاورة. ويعرض خصائص النظام البيئي للمنطقة، عن طريق مشاهدة أنواع مختلفة من النباتات والطيور التي تعيش في المنطقة المحيطة.ويتعرف الزائر إلى علاقة الإنسان بالمنطقة منذ الأزل، والتي نتج منها المواقع الأثرية، ويعرّف بمنتجات البحر الميت وفوائدها. كما يوضح مستقبل البحر الميت، وبعض الظواهر التي تهدده ومقترحات للحفاظ عليه من الزوال. ويستقبل الموقع أعداداً كبيرة من الزوار المحليين والأجانب سنوياً، كما تقام فيه البرامج التعليمية لتثقيف ورفع المستوى التعليمي لطلبة المدارس والجامعات وإطلاعهم على ما يملكه الأردن من خيرات، بالإضافة إلى الكنوز الطبيعة والحضارات التي تعاقبت على أرضه على مرّ العصور، والذي يعزّز من شعورهم بالانتماء لوطنهم وأرضه الغنية بكل ما هو فريد. «دكان الطبيعة»الزائر للمكان يستمتع بـ«دكان الطبيعة»، وهو مكان مخصص لعرض وبيع منتجات يدوية صنعت من قبل المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات، وتستخدم عائدات هذه المنتجات في دعم وتطوير برامج الجمعية، مثل إنشاء المحميات وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض بالإضافة إلى توفير فرص عمل للمجتمعات المحلية ودعمهم.
الاستمتاع بالغروب
يحتوي المبنى الرئيسي الثاني على مطعم البانوراما، حيث يتمتع الزائر بتناول وجبة فاخرة على حافة منحدر الزارة الصخري، بإطلالة بانورامية رائعة تنسج بها الشمس أشعتها على البحر الميت، مكونة صورة لمنظر طبيعي في غاية الجمال والروعة.
الممشى والمطلّ
إضافة إلى المبنيين الرئيسيين لمجمع البانوراما، توجد مرافق خارجية ومنها ممر للمشي، وهو ممر سهل يستطيع الزائر المشي بمفرده ليتسنى له استكشاف أخفض بقعة في العالم، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، كما يحتوي خارجياً على المطل الرئيسي، الذي يعرض خارطة زجاجية توضح الأماكن المحيطة والمسافة التي تبعدها عن الموقع، تبين بعد المسافة والاتجاهات عن المدن الفلسطينية، القدس 36 كم، الخليل 44 كم، بيت لحم 34 كم، أريحا 24 كم ، وعن المدن الأردنية السياحية، عمّان 42 كم، مأدبا 19كم، جرش 68 كم المغطس 20 كم، مكاور 8 كم، الكرك 47 كم، البتراء 118 كم، العقبة 180 كم. ومنه تُرى مناظر في غاية السحر والجمال، وخصوصاً عند الغروب، ويمكن من خلال هذا المطل التقاط صور تذكارية جذابة ومذهلة للبحر الميت والضفة الغربية (فلسطين).
المسرح الدائري
يميز الموقع وجود مسرح صغير لإقامة الحفلات الغنائية والعروض الفنية المختلفة، يهدف لنشر الوعي الثقافي والفني للزائرين. تحيط به الحدائق المزروعة بمختلف أنواع نباتات الزينة من أشجار النخيل ذات بعد عالٍ إلى الأزهار والورود، منتشرة في كل أرجاء الموقع.
ترويج علمي
الموقع حتى نهاية عام 2015، قبل أن ينتقل لإشراف وزارة السياحة الأردنية، كان يُدار من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وهي مؤسسة غير ربحية تأسست عام 1966 للحفاظ على التنوع الحيوي في الأردن، وتكامله مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقامت بدورها بترويج وتطوير المركز كنقطة جذب سياحي جديد في منطقة البحر الميت، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار (مالك الموقع بموجب اتفاقية إدارة وتعاون مشترك)، وهو مموّل من قبل الوكالة اليابانية للتعاون (JICA).