الدكتورة مريم اليماحي، هي باحثة وعالمة ومخترعة، وأستاذ مساعد بكلية تقنية المعلومات في جامعة الإمارات، وتشغل أيضاً منصب مساعد العميد لشؤون الطلبة في كلية تقنية المعلومات في الجامعة. حصلت على الدكتوراه عام 2015 في علوم الكمبيوتر من جامعة جورج واشنطن الأميركية، حيث أكملت دراساتها كأستاذ زائر لمدة عام. تتقن أنظمة استرجاع البيانات والأنظمة الذكية في معالجة البيانات كبيرة الحجم، وكذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي. بحثت وأنجزت واخترعت ونالت الجوائز، وطموحها أن تفيد البشرية، كما قالت في حوارها مع «زهرة الخليج».
• لماذا التوجه إلى علوم البيانات، وما الاكتشاف الذي تسعين إليه من خلالها؟
نعيش اليوم عصراً جديداً من التحول الرقمي، وهو عصر الثورة الصناعية الرابعة. وتُعتبر البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي محركين فاعلين في هذه الثورة الرقمية الجديدة. ومن هذا المنطلق، ترتكز أبحاثي على استخدام خوارزميات ذكية لجمع وتحليل البيانات والتنبؤ بها، بما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل. وأعمل في بحثي الحالي على اكتشاف نظام مبتكر وجديد وأكثر فعالية للولوج إلى البيانات واسترجاعها من أنظمة البيانات الكبيرة.
التقدم على جوجل
• ما الذي أنجزته إلى اليوم في هذا المجال؟
نجحت في تطوير برنامج فريد من نوعه بقدرات كبيرة لمعالجة وتحليل كمية ضخمة من البيانات، وهو البرنامج الذي يمكن النظر إليه باعتباره محرك بحث أكثر تطوراً من جوجل، باعتباره يصفيّ معظم المعلومات ذات الصلة والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لغرض معين.
• ما فائدة هذا النظام؟
يفيد كل المؤسسات والقطاعات التي تحتاج إلى تحليل ذكي وسريع للبيانات، خصوصاً قطاعي تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وكذلك المجالات التطبيقية لهما بغض النظر عن نوع البيانات، سواء كانت متعلقة بميدان الطب أو الفضاء أو غيرهما. وحالياً أنا بصدد تطبيق هذا المشروع على بيانات بيولوجية، وقد نشرت عدداً من المقالات العلمية عنه، كما أعمل على تطوير محرك بحث إماراتي يمكن الاستفادة منه على مستوى العالم.
زمن الذكاء الاصطناعي
• إلى أي حد تتكاملين بمشروعك البحثي مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة؟
حكومتنا الحالية هي حكومة عبور للمئوية الإماراتية الجديدة، وهدفها تطوير المعرفة ودعم العلوم والأبحاث، وإشراك الشباب في قيادة المسيرة. هو التوجه الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتعزيز مستقبل دولتنا التي لطالما كانت سباقة على مستوى المنطقة إلى صياغة مستقبلها والتعامل مع أدواته العصرية. وتُعد الثورة الصناعية الرابعة، والتي تعرف أيضاً باسم التحول الرقمي الاستثنائي في تاريخ البشرية، التوجه الأحدث في تقنيات التصنيع، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي المحور الأساس والمحرك الفاعل في هذه الثورة. ومن هذا المنطلق، يرمي بحثي إلى تناول جانب حيوي مرتبط بهذا التحول الكبير، فقبل أكثر من عقد من الزمان اعتمد اقتصاد العالم بشكل عام على النفط وعوائده، واليوم تتصدر المشهد، الشركات الرقمية مثل (جوجل وفيسبوك) وغيرهما، في إطار ما بات يعرف باسم اقتصاد البيانات.
ثورة صناعية
• التحدث عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، يبدو شائكاً أو صعب الفهم، فهل من تفسير مبسط؟
يقود الثورة الصناعية الرابعة التطور السريع الذي تشهده العديد من التقنيات الرئيسية بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، مثل الإنترنت للمعلومات، الأمن السيبراني، العملات الرقمية، السيارات ذاتية القيادة، الروبوتات، الواقع المعزز، وغيرها. ومن المعروف أن هذه الثورة من شأنها أن تؤثر وتغير جوانب حياتية عديدة، بما في ذلك السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والدفاعية وغيرها. لذلك يجب على الجميع الاستعداد لهذه الثورة للاستفادة منها بالشكل الأمثل. وتسعى حكومتنا إلى تطبيق استراتيجية خاصة بالثورة الصناعية الرابعة، ربما تكون الأولى من نوعها في العالم، وكذلك توظيف التكنولوجيا المتقدمة لتحويل التحديات المستقبلية إلى فرص وإنجازات.
محفز للتقدم
• فزت ببراءتي اختراع، فما تفاصيل هذين الاختراعين؟
أول براءة اختراع كانت عن برنامج يستخدم خوارزمية ذكية لمعرفة الخطأ في الملفات كبيرة الحجم والبيانات الضخمة، حصلت من خلاله على جائزة أفضل اختراع علمي من جامعة جورج واشنطن. كما اخترعت نظاماً كاملاً لتخزين البيانات ومعالجتها وإعادة استرجاعها في زمن قياسي، وفزت بالمركز الأول في جائزة ريادة الأعمال في واشنطن.
• ماذا يعني لشابة إماراتية من جيلك أن تتقدم على الصعيد العلمي؟
يعني الكثير، ولربما يكون محفزاً للمرأة بشكل عام، والمرأة الإماراتية بشكل خاص على أن تنجز وتتقدم وتتجاوز أي تحديات في سبيل الوصول إلى هدفها العلمي. المهم أن تضع في حسابها أن ما يسهم في تقدمها، هو الطموح والمثابرة والقدرة على تنظيم الوقت.
عالمة عالمية
تكشف الدكتورة مريم اليماحي، انكبابها حالياً في العمل على كثير من المشاريع التي من شأنها أن تسهم في تطوير مجال تطبيق سياسة الذكاء الاصطناعي على المستوى المؤسسي، بالإضافة إلى أبحاث مع جامعات عالمية للاستفادة من علوم الذكاء الاصطناعي للعمل على تطبيقات تفيد مثلاً فئة معينة في المجتمع كأصحاب الهمم، وهو مشروع منخرطة فيه حالياً مع جامعة في كوريا الجنوبية. وتضيف: «لديّ آفاق فيما أعمل عليه واسعة، ولديّ طموحات وأهداف كبيرة أود تحقيقها ومنها نشر المعرفة، وبالأخص تلك التي تمكن المرأة. وكذلك أحلم بترك بصمتي في العالم من خلال إنجاز أو خدمة تفيد الإنسانية، وأصبح عالمة عالمية، بارزة في مجال بحثي، وأطور من مهاراتي القيادية».