في هذا الوقت من العام هي ليست رمسة عاشة فقط، ولكن حديث الجميع مع ذواتهم ومع من حولهم. وقد تأخذ هذه الأحاديث الشكل التقليدي بالتساؤل عن أهداف العام الجديد ووضع قائمة منها أو تكون فرصة لجلسة مع النفس لترتيب بيت أرواحنا الذي ازدحم طوال العام بما يلزم ولا يلزم، كالمواقف والأشخاص والسلوكيات والمقتنيات وقرارات مؤجلة وغيرها الكثير.
لماذا لا نستقبل العام الجديد بمصارحة شجاعة مع ذواتنا؟ نُخبرها بكل ما أنجزت، ونشكرها على الإيجابية والقدرة على الاستمرار والتعافي من أي عثرات، ونعاتبها عتاب مُحِب على التقصير بحق ذواتنا أو التأخير والتردد في عمل ما يُسعدنا، ونؤجله من عام لآخر رغم أننا نعلم أنه ما نريد، وهذه مجرّد أمثلة لأمور تزيد أو تنقص حسب مستوى الصراحة والوقت الذي نمضيه فيها.
طبعاً مصارحة العام الجديد يمكن أن تتخذ أكثر من شكل وتتسع دائرتها أو تضيق حسب رغبتنا، وفي رمسة عاشة أريد أن تكون المصارحة ليس مع الذات فقط، ولكن على مستوى العائلة والأصدقاء وحتى فرق العمل، وأن يكون الهدف الرئيسي هو التعلّم من الأخطاء، والاحتفال بالإنجاز وتحقيق التوازن النفسي والحياتي على أعتاب عام آخر لندخله بسعادة وعزم على المزيد من النجاحات.
فعلى المستوى الشخصي لن أُجامل المزيد ممن لا يستحق، سأتمسّك بمن يُخبر قصصاً ممتعة ويتقن فن الإنصات لثرثرتي وتذمري، ولن أُفوّت مناسبة عائلية، وسأقضي وقتاً أطول مع أُمي، سأقول لمن يُسعدني إنه سبب سعادتي والكثير من حرف السين في بداية قرارات تبدو عادية لكنّها ستعيد التوازن لحياتي وحياتكم.
وعلى المستوى العملي لن أتوقّف مهما بلغ حجم الإنجاز، فأنا أعشق التفوّق على ذاتي في العمل مثلما أستمتع بتحطيم أرقام الأداء الرياضي في صالة الرياضة (الجيم). لديّ الكثير لنتحدّث به وأعلم أن أحاديثكم في مصارحة العام الجديد قد تكون ماراثوناً ريعه خيري، ولكن سيذهب ريعه للاحتفال بالذات وإجراء صيانة للروح طال انتظارها لـ12 شهراً.
مدير عام دبي الذكية