رنّ الهاتف للتوّ.. مات العمّ صبحي بعد معاناة شديدة مع سرطان الرئة، رحل وهو يتنفسُ علبتي دخان يومياً وصوت سعاله يصل إلى السماء، فهل هو ضعيفٌ للغاية، أم أن التدخين قويّ جداً، أم أن سرطان الرئة قضاء وقدر؟
ما يجهله كثيرون هو أن السرطان نمط حياة. الاختصاصي في الأورام الخبيثة وأمراض الدم البروفيسور جورج شاهين يبدو قاسياً في التحذير من ارتكابات السيجارة وتسببها الإصابة بسرطان الرئة، ويقول: «إذا كنتم تشربون نصف علبة في اليوم، ومضى على التدخين 20 سنة، يرتفع احتمال إصابتكم بسرطان الرئة بنسبة 6%، وإذا كنتم تدخنون علبة كاملة ترتفع هذه النسبة إلى 10%، وإذا أقلعتم اليوم عن التدخين ستحتاجون إلى 15 عاماً لتنظيف الرئتين».
التدخين سبب رئيسي للإصابة بسرطان الرئة، لكن ماذا عن الأسباب الأخرى؟، فمن 10 إلى 20% من المصابين من غير المدخنين، لذا يفترض أن ينتبه كل البشر لهذا النوع. فالعطاس، الذي تقذفه الرئتان، تفوق سرعته مئة ميل في الساعة، أي ما يعادل 160 كيلومتراً في الساعة، والرئة هي العضو الوحيد في الجسم الذي يطفو على سطح الماء، ويفقد الإنسان يومياً نحو نصف لتر من المياه عبر التنفس. ليس هذا كلّ شيء، ففي الأرقام، يموت يومياً أكثر من 3 آلاف إنسان في العالم بسبب سرطان الرئة، أي بمعدل شخص واحد كل ثلاثين ثانية. فهل سرطان الرئة قابل دائماً للشفاء؟
يقول الدكتور جورج شاهين: إن الشفاء دائماً ممكن إذا اكتشفت الإصابة باكراً، لكن، ما يحدث غالباً هو أن أعراض الإصابة تتأخر في الظهور إلى حين يبلغ المرض مراحل متقدمة. وأول الأعراض هي: سعال مزمن، يترافق مع دم، بحة في الصوت، فقدان الوزن والشهية، ضيق في التنفس، ألم في الصدر ونوبات متكررة لالتهاب الشعب الهوائية.
بين الرجال والنساء
سرطان الرئة نوعان: السرطان ذو الخلايا الصغيرة وذو الخلايا الكبيرة ولكلِّ نوعٍ علاج، وحتى في النوع الواحد، المتشابه، توجد أنواع. فالسرطان ذو الخلايا غير الصغيرة، المسؤول عن 80% من سرطانات الرئة، يتضمن السرطان حرشفي الخلايا المرتبط بشدة بالتدخين ويصيب الرجال أكثر من النساء، والسرطان الغدي الذي يصيب النساء أكثر من الرجال وينتشر بسرعة ويصل إلى الدماغ وبطانة تجويف الصدر والغدد الكظرية. وهذه الأنواع تُكتشف في مراحلها المتقدمة بعد أن تصبح عصيّة على العلاج.
الاكتشاف المبكر لسرطان الرئة، هاجس الكثيرين لذا تتكثف الأبحاث في هذا الاتجاه، وقد اكتشفت الطبيبة في الكيمياء الحيوية والجينات الوراثية في الجامعة الأميركية ببيروت، آثار خليل، وجود رابط بين أربع صبغيات جينية جديدة وسرطان الرئة، وهذا ما يُطمئن إلى أن ترقب الحالة، واكتشافها مبكراً، باتا متاحين أكثر.
الثوم والزنجبيل علاج بديل
هناك من يوصي باستخدام الأعشاب الصينية التقليدية في رعاية سرطان الرئة، وعددها يزيد على 133 عشبة استخدمت، واختبر الصينيون وسواهم وجود آثار شافية لها على أنسجة الرئة وقدرتها على تعزيز الجهاز المناعي، كما أن التوابل تفيد أيضاً، خصوصاً الزنجبيل الذي يُحبذ إضافة الليمون إليه مع قليل من العسل. يُنصح أيضاً بالكركم مكملاً غذائياً بإضافته مطحوناً للبن أو الخضار أو الدجاج. وكذلك للقرفة التي تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم فائدة مضادة للالتهابات والأكسدة. أضيفوا البقدونس والريحان وإكليل الجبل ولا تنسوا تناول الثوم والبصل والكراث والبصل الأخضر. وكذلك الثوم يقلل من خطر الإصابة بالسرطان عموماً وسرطان الرئة تحديداً، خاصة إن تم تناوله نيئاً.
أخطاء شائعة
• الفحص بالأشعة المقطعية لا يُخطئ!
بلى، الأشعة المقطعية لا تزال غير قادرة على تحديد الأنسجة السرطانية.
• لا لزوم لاستخدام الأشعة المقطعية في البحث عن ورم سرطاني في الرئة!
بلى، هذا النوع من التصوير المقطعي، يكشف عقيدات صغيرة جداً في الرئة. وبالتالي هو فعال في تشخيص سرطان الرئة في مراحله المبكرة.
• لا يعيش المريض كثيراً بعيد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة!
هذا النوع من السرطانات لا يكتشف غالباً إلا بعد انتشاره.
نصائح طبية
• تجنبوا الزيادة المفرطة في الوزن.
• أقلعوا الآن عن التدخين وإذا استحال هذا لا تدخنوا في أماكن مغلقة.
• مارسوا الرياضة في الهواء الطلق وخذوا أنفاساً بطيئة وعميقة وثابتة.
• ابتعدوا عن التوتر والقلق، فالاسترخاء أحد أشكال العلاج.
المواجهة بالغذاء
الغذاء المتوازن جزءٌ من رحلة العلاج، لأنه يسرع الشعور بالتحسن والشفاء، لذا يجب المحافظة على وزن صحيّ، وتناول وجبات صغيرة ومتكررة، مرة كل 3 ساعات، لضمان الحصول على سعرات حرارية كافية كي تصمدوا في وجه العلاج، واختاروا الأطعمة الغنية بالبروتين التي تساعد الجهاز المناعي في التعافي وإصلاح الخلايا والأنسجة، ويُنصح بتناول اللحوم الخالية من الدهون.
ويهم تناول الحبوب الكاملة التي ترفع مستوى الطاقة، ويعزز تناول الفاكهة والخضار الملونة، بمعدل أربع إلى خمس حصص، مضادات الأكسدة الطبيعية في الجسم. ويُنصح بتضمين غذاء مرضى سرطان الرئة مصادر الدهون الصحيّة، مثل: زيت الزيتون والأفوكادو والجوز والبذور، وتجنب المقالي والدهون، والحدّ من تناول الحلويات والسكريات المضافة، كما أن شرب كميات كافية من المياه ضروري من أجل تجنب الجفاف، ويُنصح بالابتعاد عن الكافيين.