الفنان التشكيلي اللبناني الشاب إيهاب أحمد، المتفائل دائماً، ينشر عبر رسوماته المدهشة ذبذبات إيجابية في النفوس وروعة في العيون. ولكل رسمٍ معه قصّة وعبرة. لفت الأنظار لموهبته بعد أن رسم أكبر لوحة جدارية في لبنان، خلال ستة أيام على جدار مبنى في منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت. إيهاب أسمى لوحته «ميلا»، وحدد معالمها بالريشةِ والقلبِ والعقل، فولدت لوحة جدارية مفعمة بالألوان والمشاعر، تمزجُ ما بين الواقع والحلم، ولاقت كلّ الإعجاب، حتى أصبحت حديث الناس في بيروت.
• كيف تقدم نفسك لقراء «زهرة الخليج»؟
- أيقنتُ منذ اللحظة الأولى التي أمسكتُ فيها بريشة أن لوحتي ستُصبح في بيتٍ ما، وعليّ أن أنقل فيها شحنات من الأمل والفرح، وهذا ما كان.. رسوماتي مليئة بالألوان والأشكال، ولم أصل صدفة إلى هذه اللحظة، بل مررت بمراحل كثيرة، وصعوبات، وحاولت أن أستجيب لإرادة أهلي وأصدقائي بأن أختار مهنة تجعلني أعيش بدل أن أهرول وراء شغفي وأرسم.. لبيتُ إرادتهم واخترتُ اختصاص إدارة الفنادق والمطاعم، لكن، بعد سبعة أعوام، أصغيتُ مجدداً إلى الصوت الذي يناديني من الداخل وقررت أن أدخل كلية الفنون، وتبدلت حياتي 180 درجة.
• كيف تقدم نفسك لقراء « زهرة الخليج»؟
- أيقنتُ منذ اللحظة الأولى التي أمسكتُ فيها بريشة أن لوحتي ستُصبح في بيتٍ ما، وعليّ أن أنقل فيها شحنات من الأمل والفرح، وهذا ما كان.. رسوماتي مليئة بالألوان والأشكال، ولم أصل صدفة إلى هذه اللحظة، بل مررت بمراحل كثيرة، وصعوبات، وحاولت أن أستجيب لإرادة أهلي وأصدقائي بأن أختار مهنة تجعلني أعيش بدل أن أهرول وراء شغفي وأرسم.. لبيتُ إرادتهم واخترتُ اختصاص إدارة الفنادق والمطاعم، لكن، بعد سبعة أعوام، أصغيتُ مجدداً إلى الصوت الذي يناديني من الداخل وقررت أن أدخل كلية الفنون، وتبدلت حياتي 180 درجة.
• متى اكتشفت هذا الشغف الكبير للرسمِ في داخلك وكيف؟
- كانوا يصرخون عليّ كثيراً أيام المدرسة، كنت أسرح بالرسمِ على قصاصات ورقية، وكنتُ «أخرطش» أحياناً على الطاولة والمقعد وعلى جدران منزلي، وكنت أتسلق السلالم إلى سطح المبنى، حيث أجد مساحة واسعة حرّة، وأرسم طوال الليل.. وأوّل جائزة حصلت عليها كانت في مسابقة «فابريانو» للرسم في المدارس.. كنت في سن التاسعة ورسمت ظلالاً وأشكالاً تُشكّل انعكاساً للضوء.. الرسمُ فاجأ الكثيرين وبينهم أهلي الذين أيقنوا أن لديّ شيئاً ما قادراً على أن أقدمه في عالمِ الرسم، ويومها ربحتُ كيساً مليئاً بأقلام ودفاتر التلوين، والبارحة (قبل أيام) بحثتُ عنها وغرقتُ مجدداً في تلك اللحظة التي، على بساطتِها اليوم، جعلتني يومها أطير فرحاً، وصرت مؤمناً أكثر بأن ما بين الواقع والحلم ريشة وألوان.
• هل ما زال الشغف شغفاً أم تتغيّر طبيعة الشغف بعد أن يُصبح عملاً؟
- باتت الهواية احترافاً، وأصبحت أكثر فرحاً وتفاؤلاً، وقدمتُ قبل عامٍ ونصف تقريباً على الجاليري العالمي Carre d’artistes، ويملك أكثر من أربعين فرعاً في العالم. وهناك في فرنسا قيّمت لجنة التحكيم أعمالي واختارت، بعد توقيعي اتفاقاً معها، أن أكون أول لبنانيّ يعرض في دارها في بيروت، وعدتُ وعرضت مع الدار أربعين عملاً من رسوماتي في هونغ كونغ قبل ستة أشهر، وفي فبراير المقبل سأشارك في معرض باريس.. بدأتُ أشعر بأن الدنيا فتحت أبوابها لشغفي وأصبحت أجمل.
عربية في هونغ كونغ
• هل جذبت الأعمال (اللبنانية - العربية) أهالي هونغ كونغ؟
- كنتُ العربيّ الوحيد الذي يعرضُ رسوماته هناك.. قرأتُ كثيراً قبل ذهابي لأتعمّق في ثقافة شعوب تلك البلاد، فالفنّ إما نهضمه ونحبّه وإما نرفضه، ودخولي كرسامٍ لبناني عربي له مخاطر، فقد يتقبلونني وقد يرفضونني.. كان التفاعل والتماهي كبيراً، ونجحتُ في جعل لوحاتي تدخل بيوت مواطني هونغ كونغ الذين اشتروا جداريتين، قياس متر في متر، أول أسبوعين، والدار حددت سعر اللوحة، بهذا القياس، 4300 دولار أميركي، لكن قيمة اللوحة خارج المعرض أعلى بكثير.
حكاية «ميلا»
تعود حكاية جدارية «ميلا» لفكرة تنافس فيها إيهاب مع ستة رسامين كبار في لبنان، طُلب منهم التفكير في رسمٍ يجعل المشاهد يخرج من الواقع إلى الحلم. يقول إيهاب: «كانت ميلا التي ربحت ونُفذت وباتت واقعاً. عبرتُ عن الحلم عبر الأشكال واستخدام ألوان الباستيل الأصفر والزهري والأزرق، بينما الواقع عبرت عنه بالقبضة والعين والخطوط السوداء وبكل ما يبعث على الحيرة والمتاهة والذهول. وسعيت إلى أن يرى المشاهد نفسه يعبر من المتاهة إلى الأحلام. في اللوحة عالمان يتواجهان. والغلبة للحلم».