يجوب عيد الحب الذي يوافق 14 فبراير من كل عام حول العالم، ويذكر الأحباب بأهمية تبادل الهدايا للتعبير عنه. ومن يقول إن عيد الحب لا يكتمل إلا بهدية رومانسية وتقليدية؟ وماذا لو كسر بعض العشاق القاعدة وتسوقوا لشركائهم بالعاطفة، لا سيما أصحاب الروح المرحة، هدايا تلامس روحهم وتفرحها؟ تكون غريبة وخارجة عن المألوف.
لو عدنا بالتاريخ إلى أسلافنا من الملوك والقادة والحكام، نجد أن من بين هؤلاء من أهدى محبوبته هدية حب غير تقليدية، بل هو ابتدع في جعلها تاريخية خالدة تليق بها، فكانت إما معبداً فرعونياً أو مدينة استثنائية أو قصراً ضخماً أو تحفة معمارية، وما زالت إلى اليوم إذا دلت على حقيقة فعلى العاطفة الجياشة التي لا تنضب من حقبة إلى أخرى، ولا تختلف بين قائد أو موظف بسيط.
هدايا خالدة
هدية الحب الأولى هي من فرعون مصر رمسيس الثاني الذي بنى «معبد أبو سمبل الصغير» عام 1250 قبل الميلاد، تكريماً لزوجته الملكة نفرتاري، ويعد من أهم معابد النوبة ومن أروع الآثار في العالم، وقد اختار الفرعون موقع المعبد ليكون قريباً من معبد أبو سمبل الكبير الذي بناه لنفسه.
والقائد البابلي نبوخذ نصر (حكم بين 605 و562 قبل الميلاد) هو الآخر، بنى لحبيبته الحدائق المعلقة في بابل التي أصبحت إحدى عجائب الدنيا السبع، ليساعدها على التأقلم مع موطنها الجديد بعد انتقالها معه من جبال ميديا الخضراء.
أما قصة الحبيبين يوسف وزينب فتشهد عليها مدينة مراكش الساحرة في المغرب، وهي أن القائد الكبير يوسف بن تاشفين، شيدها عام 1064 تعبيراً عن حبه لزوجته التي يحكى أنها كانت جميلة جداً.
والحب أيضاً دفع الإمبراطور المغولي الخامس شاه جيهان أن يخلد عاطفته لزوجته «ممتاز محل» من خلال بناء ضريح «تاج محل» لها، تكريماً لوفائها وإخلاصها له. وبات هذا الضريح إحدى عجائب الدنيا السبع، ومقصداً لملايين الناس سنوياً، يذكّر بسيرة الزوجة الطيبة.
حول العالم
ومن الهدايا الخالدة بين العشاق الكبار عبر التاريخ، إلى بداية تقاليد تبادل الهدايا في بعض الدول في حقب غير بعيدة، يبدو أن الحداثة دفعت البعض إلى كسر القاعدة التقليدية السائدة المرتكزة على تقديم الزهور والعطور والشوكولاتة وما شابهها، ليقدم أشكالاً جديدة من هدايا عيد الحب، حتى خرج بعضها عن المألوف.
الهند: ففي الهند، تجوب جماعات متشددة في الأماكن العامة، وترغم كل شخصين تبدو عليهما مظاهر الحب، على الزواج، باعتبارها هدية لا يتوقعها العشاق في يوم عيدهم.
الكويت: في الكويت وبمناسبة عيد الحب، استورد أحد أصحاب متاجر الهدايا أرانب فرنسية حية صغيرة الحجم، ووضع ربطات عنق على رقابها، ووضعها في علب صغيرة لتقدم كهدية للحبيبة.
التشيك: وفي تعبير مختلف عن الحب، قرر جيري بروس، وهو شاب من التشيك، أن يهدي زوجته هدية مميزة في يوم العشاق، وبالفعل استغل اختصاصه كمطور تقني، وصنع زهرة توليب ميكانيكية تتفتح أوراقها باللمس، وتظهر بعدة ألوان، فمرات بيضاء وأخرى زرقاء أو حمراء. هذه الفكرة أخذت شهراً من وقت جيري ولكنه بفضلها نال إعجاب الزوجة وأصدقائه.
بريطانيا: وفي بريطانيا، دفع الهوس بعالم بيولوجيا بعمله وحبه الشديد لحبيبته، أن يقدم لها بطاقة تضم 500 مليار بكتيريا، جمعها ليكتب بها كلمة «أحبك»، بصورة صادمة وخارجة عن المألوف.
مصر: وفي مصر لجأت بعض متاجر الهدايا إلى استحداث هدية في عيد الحب، كانت عبارة عن عبوة غاز حمراء، مُحال ألا تزرع هذه الهدية البسمة، وربما (الفزع) في وجه من ستهدى له أو لها.
أميركا: وللعشاق الذين يحبون اللحوم ومولعين بكل ما هو على شكل قلب، استوحت لهم شركة تسويق أميركية تلك الفكرة وروجت لشريحة لحم على شكل قلب، وهكذا يمكن لأي من الشريكين دعوة الشريك الآخر إلى وجبة طعام شهية وجميلة كهدية حب، كما بمقدوره ختم صورة قلب مع الحرف الأول من اسميهما على أي قطعة لحم أثناء شيها.
أوروبا: كما جرت العادة في بعض الدول الأوروبية، تقديم هدية الحب على شكل دمية قرد مخيفة، وهي هدية محببة لفئة معينة، ومرعبة لفئة أخرى وربما مبتذلة أو غير مقبولة تماماً لغيرهم.. المهم أن يفكر العاشق ملياً قبل أن يهدي الحبيبة مثل هذه الهدية الغريبة!
الأكثر سخاءً
يُحكى أن الإنجليز هم الذين أسسوا لتقليد تبادل الهدايا في عيد الحب، وكان أشهرها الملاعق الخشبية الملونة أو «ملاعق الحب» المصنوعة من الخشب والمزينة بألوان وزخارف ورسوم منوعة، مع طغيان اللون الأحمر تعبيراً رمزياً للعيد، بالإضافة إلى رسوم القلوب والمفاتيح التي باتت ترمز إلى الحب حتى يومنا هذا. وتجدر الإشارة إلى أن الفرنسيين هم الأكثر سخاءً وإنفاقاً في العالم، من حيث قيمة الهدايا بمناسبة عيد الحب التي يقدمونها لحبيباتهم، وغالباً تكون مجوهرات وحلياً ثمينة، أما عشاق أميركا وكندا، فيفضلون هدايا زهيدة الثمن شرط أن تحمل معنى شخصياً لمتلقيها.