قال كريستيان لوبوتان مصمم الأحذية النسائية التي تتميز بنعلها الأحمر وكعوبها الشاهقة: "عندما أصممها لا أفكر بالراحة” وأكد أن إبطاء مشية النساء هو شكل من أشكال الحرية ولا يؤثر فيه مرور الزمن.
وأكد مصمم الأحذية البالغ 57 عاماً أن النساء "لا ترغب بالتخلي عن الكعوب العالية".
وصمم لوبوتان الآتي من عالم المسرح وهو يعتبر من رموز الثقافة الشعبية، آلاف الأحذية الفاخرة التي تتراوح بين كعوب مسطحة و16 سنتيمتراً. وقبل عشر سنوات، خاض غمار الأحذية الرياضية للنساء لأن زبوناته كن يتهافتن على المقاسات الصغيرة منها في متجر الرجال.
إلا أن التصميم الذي جعل اسمه على كل لسان في العالم حذاء أنثوياً بامتياز إذ يقوس القدم بفضل كعب شاهق.
وأتى هوسه بالكعب العالي من رسم حذاء بكعبٍ عالٍ مشطوب بالأحمر اطلع عليه كريستيان لوبوتان وهو في سن العاشرة عند زيارته متحف "بورت دوري" الذي يستضيف معرضه الاستعادي حتى يوليو المقبل.
وكان هذا اللوح يشير إلى منع انتعال الكعوب العالية في المتحف لعدم إلحاق الضرر بالأرضية الخشبية.
وأكد لوبوتان: "بدأت أرسم بسبب هذا اللوح. وقد يكون الحظ قد لعب دوراً في اللاوعي عندي وثمة جانب من لغز أيضاً إذ إن رسم الحذاء غالباً ما يرتبط بجانب جنسي".
وتغرقه هذه الصورة أيضاً في "عالم الانحناءات والتقويسات" الذي تحكم بأسلوبه المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكعب العالي.
لكن هل الكعوب لا تزال مناسبة مع الاقبال على الأحذية الرياضية والبحث عن الراحة مع أنماط حياة نشطة أكثر فأكثر، بينما الكعوب تغيب عن منصات عروض الأزياء ويمرر مصممون من أمثال الإيطالية ماريا غراتزيا كيوري من دار "ديور" رسائل مدافعة من حقوق المرأة من عروضهم بأحذية مسطحة؟.
يرد كريستيان لوبوتان بقوله: "ينبغي أن تتمتع المرأة أيضاً بحرية أن تكون أنثوية. لِمَ نمتنع عن واحد عندما يمكننا الاستمتاع بالاثنين؟".
وقد ترعرع لوبوتان مع ثلاث شقيقات لكنه كان يشعر بأنه محاط بـ300 امرأة. وهو يؤكد أن ما من امرأة تريد ارتداء بزة موحدة.
ويضيف: "تقييد الحرية مع اعتبار أن النساء سيسلكن اتجاهاً واحداً يعني أن كل النساء متشابهات، وهو أمر يختزل المرأة بسلبية برأيي". ويرى أن انتعال أحذية لوبوتان بكعب عالٍ والتوقف عن الركض أمر إيجابي أيضاً. ويؤكد: "ما من حذاء يرتفع كعبه 12 سنتيمترا يوفر الراحة إلا أن النساء اللواتي يأتين إلي لا يبحثن عن خفين!".
ويتابع قائلاً: "لا أريد أن يقال عندما يتم النظر إلى أحذيتي تبدو مريحة جداً المهم بالنسبة إلي أن يقال ما أجملها وتعجبني كثيراً"
ويرى المصمم أن الحداثة والتطور الأساسي الرئيسي في مجال الأحذية لا يتمحور على الكعوب بل على مفهوم "نيود" (اللون الجلدي). ويوضح: "قبل 10 سنوات، كان هذا اللون يسمى (بيج) أما اليوم، فنحن نفكر في كل تدرجات لون الجلد".
وقد باشر مجموعات "لي نيود" العام 2009، وهي تهدف إلى إطالة رجل المرأة من خلال اللعب على تواصل اللون مع القدم المنتعلة للحذاء.