كثيرون منّا كانوا منهمكين في يوم عملهم المعتاد، ولكننا سرعان ما لاحظنا أن «واتساب» متعطّل جزئياً ولا يرسل ملفات الصور والملاحظات الصوتية لفترة من الزمن، ورغم أن الحياة كانت تسير كالمعتاد شعر البعض بأنه فقد عزيزاً للحظات أو عجزاً في قدرته على التعبير إن جاز التشبيه!
هل هي حاجتنا الملحّة لإرسال ملفات وإكمال محادثات مهنية وشخصية مهمة أم أن «واتساب» وما يشبهه في العالم الرقمي أصبح حاسّة سادسة غير تلك التي اعتاد الناس تسميتها حاسة سادسة.
ما حدث مؤخراً ليس الخلل الفنّي الأوّل ولن يكون الأخير الذي يطرأ على «واتساب»، لكنّه تزامن مع تجاوز التطبيق حاجز الـ5 مليارات تحميل في متجر جوجل بلاي وهو رقم هائل، حيث إن عدداً قليلاً جداً من التطبيقات في العالم وصلت هذا الرقم وغالبيتها لجوجل ذاتها.
هذا العدد يعكس المكانة التي احتلتها تطبيقات التراسل في حياتنا، ولكن ما جعلني أكتب رمستي هو البحث معكم عن تفاصيل مكانة «واتساب» وغيره من التطبيقات في أيامنا.
ما الذي افتقدناه عندما توقّف «واتساب»؟ نظرة سريعة في قائمة حواراتنا في هذا التطبيق أو غيره تجعل القائمة ترد بالنيابة عنّا، فهذه الحوارات هي نسخة من علاقاتنا ولكن لماذا نحبس الأنفاس عند توقّف «واتساب» أو غيره؟ بالتأكيد للعالم الرقمي مكانٌ استراتيجي في حياتنا ولكن تلك العلاقات والتواصل لا بُد أن يستمر بشكل صحي واقعي في حياتنا اليومية حتى بوجود السهولة التي تقدمها التقنية.
في رمسة عاشة هذا الشهر دعوة لتعدّوا قائمة تُشبه تلك التي في الـ«واتساب» وتربطوها بتفاعل غير رقمي حسب أهميّة الأشخاص وأدوارهم، وفي المرة المقبلة التي يتوقف فيها تطبيق ما لن يكون علينا سوى مواصلة حديثنا خارجه وأن نوظّف أي وسائل أخرى متاحة، فالحياة ما زالت هي خارج أبوابنا ونوافذنا وعلينا أن نُغادر حدود شاشات أجهزتنا الذكية لنلمس روعة تفاصيلها.