منذ اكتشاف فيروس كورونا الجديد وحتى الآن، والجميع حول العالم أصبحوا في حالة ترقّب دائم، وانتظار لخبر سار يزف بشرى اكتشاف دواء لمواجهته، وفي الوقت ذاته الإنصات باهتمام لأي نصائح تقي الإنسان الإصابة به، وأي أخبار تتعلق باكتشاف حالات جديدة، وأثره على السفر والاقتصاد وغيرها من التداعيات.
لا أحد يستطيع أن يقلل من أهميّة الموضوع ومخاطره، ولكن في (رمسة عاشة) أتحدّث عن أمر مختلف تماماً، هو عودة الحواس الخمس لنا، وكأنها غابت وأعدنا اكتشافها من جديد فأصبحنا نهتم بأدق التفاصيل.
أنا بطبيعتي محبّة لتفاصيل الحياة، وأبحث دائماً عن قصّة أو رسالة فيما حولي، وفي مشهد كورونا عثرت على قصّة ما زالت فصولها تُكتب، وآمل أن يكون الفصل الحزين فيها انتهى نهاية سعيدة باكتشاف علاج فعّال، قبل أن تصل المجلة إلى أرفف البيع وقراءتكم لرمستي هذه.
لكن هذه القصة هي أنّ كثيرين في العصر الرقمي تحوّلوا في أسلوب حياتهم لـ(روبوتات) لم يتم تحديث برنامج تشغيلها منذ سنوات، ويقومون بمهام مكررة، سواء على المستوى الشخصي أم المهني، وفجأة يتم تحديث البرنامج ليكتشفوا أن الزمن كان يسير بسرعة والمستقبل وصل قبل أن يتوقّعوا.
من الجوانب التي اختلفت أن الصحّة والسلامة عادت لتكون على قمة الأولويات، والحياة التي كانت تبدو طويلة (وهنا أدعو الله أن يبارك في أعماركم) أصبحنا ننظر إليها وكأن الفيروس سيخطفها. وأصبح الناس مشغولين بالبحث عن وسائل وقاية من الفيروس ونحوها. وحفّزت أجواء الترقب أحاديث كثيرة حول الفيروس، تبدأ به لكنها سرعان ما تتحوّل لاطمئنان على من يهمنا وأحاديث جانبية أخرى، وكأن العلاقات الاجتماعية أصبح فيها ما قبل كورونا وما بعده.
هل نحتاج لكورونا أو غيره لنستعيد شغفنا وتعلقنا بالحياة ومن نُحب؟ أم أن الحياة تستحق العيش في كل أحوالها، ويجب أن نلتقط أنفاسنا لنعيشها من جديد! قرأت قبل أيام عبارة على السوشيال ميديا تقول: «ركّز على ما تراه جيداً في حياتك، فيصبح الجيد رائعاً»، صحيح أن كورونا مُقلق، لكن ما يرافقه من تداعيات اجتماعية وغيرها، يمكن أن يكون قائمة لتذكيرنا بما يهمنا في حياتنا وشغلتنا عنه الأيام، فهل أحدث عندكم كورونا هذا الأثر؟