انطلاق جذاب لمسلسل "الساحر” ضمن عجلة المنافسة الرمضانية، قصة سلام كسيري ومعالجة درامية وسيناريو وحوار حازم سليمان ومن إخراج عامر فهد، يشدنا إليه ويحمسنا على المتابعة، حيث يعود عابد فهد ”مينا” إلى جانب “كارمن” ستيفاني صليبا بإنتاج تلفزيوني ضخم يجمع قوة العناصر من سيناريو وإخراج استثنائي، إضافة لأداء الممثلين الاحترافي.
استطاع المسلسل شد الجمهور منذ الحلقات الأولى التي كانت كفيلة بلفت الأنظار إلى الاحتراف العالي الذي يجسده عابد فهد إلى جانب شقيقه عبدالهادي الصباغ، الذي يؤدي في كل لحظة من المسلسل أداء مميزاً وداخلياً وعميقاً بحركاته وطريقة جلوسه وتعابير عينيه.
محمد حداقي الذي يؤدي دور السائق “جبيرو”، تميز بحركته وتسريحته وردود أفعاله يجسد دور الشخص العبثي والوصولي، وتميز بأدائه المحبوب، أثناء قيادته للسيارة وحديثه مع البصارة وتعبيره عن حبه لها أو مع سيدة عمله، يلون دوره حسب الشخصيات التي يقف أمامها.
أما عابد فهد فيجسد ذلك الحضور الضائع عن مكانه الأول، الذي يحاول أن يتكيف مع مكان إقامته الجديد في لبنان من خلال عمله كمنسق إسطوانات وبائع سيديهات.
ولعبت الأغاني في المسلسل دوراً تفاعلياً منح جواً من السعادة والمرح والتعبير عن الموقف.
تميز أداء عابد ببعد سينمائي عميق من حيث الأزياء والحركات في الحارات الشعبية وطريقة التعامل مع الشخصيات، حتى في تقمصه دور الساحر، وشخصيته المحبوبة التي تعيدنا للدون جوان، تدخله الصدفة إلى عالم الكبار من خلال قدرته على التنجيم فيكون الخطوة الأولى لتحريك الأحداث نحو كشف خيانة زوج “كارمن”.
أما ستيفاني صليبا التي تجسد شخصية “كارمن” المرأة القوية التي يحركها الغدر والخيانة لتغيير حياتها، فتميزت بهدوئها وغضبها وتجسيدها للشخصية بملامحها وعينيها، ونظرتها الثاقبة للبعيد.
أما رودريغ سليمان ازوج “كارمن”، فيؤدي دوراً مستفزاً كونه الزوج الوصولي والانتهازي والخائن، استطاع أن يجسد الدور بشكل عميق ولافت جعل المشاهد يشكل موقفاً منه.
يعكس العمل حالات ضعف الإنسان أحياناً وحاجته لمن يقرأ له الكف والفنجان، العالم الأرستقراتي وتمزقاته والحارة الشعبية وبحثها عن الحب، ضمن سياق يرتبط بمفردتي الحب والخيانة، تفاصيل مشوقة تجعل المشاهدين متعطشين لمعرفة حكاية “الساحر”… بداية موفقة للعمل وربما سيكون من الأعمال الواعدة.