بعد انقطاع عن الساحة الفنية دام نحو عامين، عادت المغنية العراقية شذى حسون لاستئناف نشاطها الفني عبر إطلاق أغنيتها «مكتفي بك»، والتي تصادف إصدارها مع تفشي فيروس كورونا المستجد عالمياً، إلا أن الجائحة لم تثنِ شذى عن عزمها للعودة مجدداً للفن. «زهرة الخليج» حاورتها عن غيابها وخططها المقبلة.
• ماذا تعلمت في فترة الانقطاع وماذا كشف لك ابتعادك فنياً؟
- تعلمت أن الدنيا ليست بخير أبداً، وأن على الإنسان أن يقف على قدميه ليبقى قوياً، بصراحة هناك أشخاص يتقربون لك في أوجك وعندما تضعف لا تجدهم بجانبك، ولا أعمم لكن السواد الأعظم من الناس هكذا.
• لماذا غبت وابتعدت وهل فعلاً تزوجت؟
- لم أتزوج، فالزواج قسمة ونصيب، لكنني ابتعدت حتى أعيد حساباتي الإنسانية والفنية، ولا أنكر أن الحب أحد أسباب البعد. أنا فعلاً أريد الاستقرار وأحب أن يكون لديّ أطفال لأنني أعشقهم، لكني لا أريد إنجاب أطفال من شخص لا يتحمل طبيعة عملي. في غيابي حاولت أن أعطي جهدي لأحاول أن أغير من نفسي وميولي الفنية بتقليل نشاطاتي وحضوري ولكن من دون فائدة، وهناك مثل عراقي يقول (اللي فيه عادة.. يسموه أبو العوايد)، فحتى الآن لم أجد من يقدر طبيعة عملي ويدعمني.
• ألا تخشين أن يفوتك القطار؟
- ليست لدي هذه العقدة، أنا أنتظر نصيبي المناسب، لكني لا أستطيع القول إنني لا أشعر بالخوف وأكثر ما أفكر فيه هو الأطفال، وليس الزواج (بلا رجل بلا هم).

«مكتفي بك»
• لماذا اخترت العودة بأغنية «مكتفي بك» الرومانسية، وسط طغيان نمط الأغاني الراقصة والإيقاعية؟
- اخترتها لأنها تشبه نمط الأغاني التي عرفني الناس وأحبوني من خلالها، خاصة أغنيتي الأولى «روح»، فهذا النمط يبرز إمكانياتي الصوتية و«أقدر أستعرض عضلات صوتي»، لذلك رغبت أن أعود من خلال أغنية حقيقية ومختلفة عما قدمته سابقاً، حتى في طريقة تصوير الأغنية.
• هل الأغنية تعبر عن حالة خاصة عبرتِ بها فترة الانقطاع؟
- يمكنني القول إنني أحببتها، وأغنياتي السابقة كان فيها تعنيف للرجل مثل أغنية «ابن اللذينة»، ومعظم أغنياتي موجهة ضد الرجل، فمن الجميل أن نعود أحياناً للرومانسية والحب، فلا يوجد إنسان يستطيع العيش بلا حب وهي نقطة ضعف بنا، فالحب يغير فينا الكثير.

مقصد الفنانين
• في العامين الأخيرين صارت الأغنية العراقية مقصداً للفنانين العرب، ما تفسيرك لسبب انتشارها؟
- الأغنية العراقية راقية والجميع يحبونها، فهي مرغوبة بكافة أرجاء العالم العربي منذ سنوات طويلة، ومعروف أن الفنان العراقي بصفه عامة يصل صوته وإحساسه إلى الجمهور بشكل أسرع، لكن للأسف نجوم الأغنية العراقية الكبار باتوا لا يقدمونها، فكاظم الساهر مشغول بالقصائد الفصحى وماجد المهندس يغني اللهجة الخليجية وحاتم العراقي يغني الخليجي والمواويل، بينما هناك أصوات شابة وغير معروفة عربياً، صارت أغانيهم تُسمع بقوة وتحفظ من دون أن يعرف الجمهور حتى أسماءهم.
• منذ انطلاقتك الفنية بعد فوزك بلقب «ستار أكاديمي 4» عام 2007، كنت أكثر الأصوات العراقية النسائية شهرة، واليوم بعد 13 عاماً سطعت شمس العديد من المطربات وصرن نجمات، فما رأيك فيهن؟
- رحمة رياض وأصيل هميم بدأتا الغناء قبلي وكانتا موجودتين، وسطع نجمهما الغنائي آخر عامين، أي وقت غيابي، لأني تركت لهما الساحة لتعبرا عن إحساسهما، فأنا كنت مسيطرة طيلة 12 عاماً لكني عدت لهما اليوم.
• وهل من رسالة توجهينها لهما؟
- أنا سعيدة بهما ومعهما دموع تحسين وهن مبدعات وأصواتهن رائعة، وهناك أيضاً إسراء الأصيل فهي نجحت من دون المرور في برامج اكتشاف المواهب، وأنا أقول انظر للبنان مثلاً، كم فنانة موجودة على الساحة، لأن هنالك تنوع، وأنا أقول لهن: «الماما تبقى الماما».

أحسن مطربة
• في ذروة صعود الأغنية العراقية، لمع اسم الملحن علي صابر أكثر، هل تخططين للتعامل معه؟
- هو من الملحنين الأوائل الذين تعاملت معهم في بداياتي، بأغنية «يخبل»، لكن عندي عتب كبير عليه هذه الفترة، فبعد أن قرر أن يغني إلى جانب كونه ملحناً، صار لديه شعور مزاجي خاص به، ونصيحتي له أن يبقى متواضعاً كالسابق، لأنه كما صعد للسماء بسرعة سيهبط إلى الأرض أسرع.
• ألم تصعدي يوماً للسماء؟
- بلى، ولكن مع نفسي، ولم أقل إني أحسن مطربة.
• ألم تشعري بالغرور؟
- أشعر بالغرور مع نفسي، ولكن  ليس على حساب الناس، أنا بنت أصل لا أنسى من وقف بجانبي أبداً، حتى لو تحدثوا عني فيما بعد بالسوء، ومن دون ذكر أسماء هناك فنانات لم يرحمنني بألسنتهن، ولكن عند جلوسنا في مكان ما مثلاً، أتحدث عنهن بالخير الذي بدر منهن تجاهي.

ديو عالمي
حددت شذى حسون عيد الفطر، لطرح أحدث أعمالها الغنائية، وهو عبارة عن ديو غنائي تقول عنه: «أحضر لديو غنائي عالمي يجمعني بالفنان الجزائري فوديل، سأغني فيه لأول مرة مزيجاً بين غناء الراي واللغة الفرنسية».