من أبرز التحديات التي تواجه الأمهات والآباء في هذه الفترة العصيبة التي نمضي فيها وقتنا في المنزل بسبب وباء "كوفيد-19"، هي اختيار التغذية الجيدة للجميع. وتكثر الأسئلة حول ما يجب تناوله من أجل الحفاظ على تغذية صحية وتجنب زيادة الوزن، لا سيما خلال هذه الفترة التي انخفض فيها النشاط البدني بصورة كبيرة وازداد تناول وجبات الطعام غير الصحية.
وتجيب الدكتورة كارلا حبيب مراد المحاضرة في علوم التغذية في الجامعة الأميركية في بيروت، والمنسقة العلمية لبرنامج "نستله أجيال سليمة"عن بعض الأسئلة الشائعة التي تشغل الأمهات والآباء:
ما الأطعمة الأساسية التي يجب أن تكون دائماً ضمن النظام الغذائي اليومي للأطفال؟
لا توجد إجابات محددة فيما يتعلق بأفضل الأطعمة التي يجب وضعها في النظام الغذائي للطفل، حيث توفر جميع المجموعات الغذائية العناصر الغذائية الأساسية للأطفال. بشكل عام، من المهم أن يأكل الأطفال من أربع إلى خمس حصص من الفواكه والخضراوات يومياً، بالإضافة إلى ثلاث حصص من منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي التي توفر البروتينات والكالسيوم وفيتامين (د) والبروتين أيضاً، عندما لا يتوافر اللحم. ويمكننا اختيار خبز الحبوب الكاملة أو المعكرونة أو حبوب الإفطار للحصول على مصدر جيد للكربوهيدرات.
ما الذي يجب القيام به عند فقدان الطعام المفضل للطفل؟
إذا كنتم تتعاملون مع طفل انتقائي في تناول الطعام، حاولوا تشجيعه على المشاركة في إعداد قائمة طعامه والمشاركة في الطهو، حيث يوافق العديد من الأطفال الانتقائيين على تناول مأكولات جديدة عليهم من خلال هذه التجربة. وحاولوا أن تتناولوا الطعام كعائلة في أوقات الوجبات الرئيسية، لأن الروتين يساعد الأطفال الصغار على التخلص من القلق والتوتر خلال هذه الأوقات العصيبة.
هل هنالك أي أطعمة أو مكملات تساعد على تعزيز مناعتنا؟
لا يوجد أي دليل في هذا الوقت على تأثير أي عنصر غذائي واحد في تعزيز جهاز المناعة. لكن يلعب العديد من العناصر الغذائية، بشكل رئيسي فيتامينات ج وب6 وبيتا-كاروتين وفيتامين د، والزنك، والسلينيوم، والمغنيزيوم، دوراً مهماً في نظامنا المناعي. ويوصى عموماً بالحصول على هذه العناصر الغذائية عبر نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والفاصولياء. وإلى جانب الطعام الصحي، يجب على الأطفال ممارسة النشاط البدني والنوم لساعات كافية، بما يسهم في تعزيز أجهزتهم المناعية.
هل يمكن استخدام المنتجات المعلبة أو المجففة عند غياب الطازجة منها؟
يجب التركيز على المواد الغذائية الطازجة قدر الإمكان. ويمكن استخدام المكونات الغذائية المتبقية بكميات كبيرة لتحضير الحساء أو اليخنة وتجميدها، وتسخينها مجدداً عند الحاجة لتناولها. وبالمجمل، فإن المنتجات المعلبة أو المجففة تعتبر بديلاً جيداً في أوقات الإغلاق التام وعدم القدرة على الخروج للتسوق. لكن يجب التأكد من غسل المأكولات المعلبة بعناية بالماء النظيف لتقليل كميات الأملاح المستخدمة في تعليبها. ويفضل قدر المستطاع اختيار الفواكه المعلبة بالعصير بدلاً من الشراب المركز. كما أن الأسماك الزيتية المعلبة على غرار السردين والتونة غنية بالبروتين، وأحماض أوميغا-3 الدهنية، والمعادن، يمكن استخدامها لتحضير الساندويتشات الباردة والسلطات. إضافة إلى السلع المجففة مثل الفاصولياء والعدس والحمص أو البرغل، التي تعد طويلة الأمد ومتوافرة بأسعار معقولة ومتنوعة وصحية لإضافتها إلى الوصفات.
ما الأمثلة المناسبة عن الوجبات الخفيفة الصحية؟
من أبرز المخاوف التي تراود الأمهات والآباء خلال فترة الحجر المنزلي، هي إكثار أطفالهم من تناول الوجبات الخفيفة. فمن المهم التأكد من تناول الأطفال بشكل مناسب الوجبات الرئيسية حتى شعورهم بالشبع، لأن الجوع يدفعهم إلى الإكثار من الوجبات الخفيفة. ويجب على الأطفال تناول ثلاث وجبات رئيسية واثنتين من الوجبات الخفيفة يومياً، لأن ذلك يعزز التزامهم بخيارات صحية للوجبات الخفيفة. وتعتبر المكسرات والجبن والزبادي غير المحلى والبيض المسلوق وسلطة الفواكه والفشار المحضر بالهواء الساخن في المنزل، والفواكه المجففة وقطع الجزر والخيار مع اللبنة والحمص المطحون للتغميس به، مغذية وتلبي شغف معظم الأطفال بالوجبات الخفيفة. كما أن الحلويات المحضرة في المنزل مثل فطائر الجزر أو الموز أو الكوسة، وكاسترد الحليب هي خيارات جيدة كذلك. وعند شراء وجبات خفيفة وحلويات مغلفة، يجب التحقق من الملصق ومحاولة اختيار الصحية منها التي تحتوي على كميات أقل من الدهون المتحولة والدهون المشبعة والسكريات المضافة والصوديوم.