يرتبط المطرب الأردني عمر العبداللات باسم بلده، فلا يذكر الأردن وإلا يقفز للذهن على الصعيد الفني اسم عمر. ومنذ ربع قرن أسس العبداللات لنفسه لوناً غنائياً خاصاً به، فصار رقماً صعباً في معادلة الأغنية العربية، وانتشار وذيوع أغانيه العاطفية والوطنية المتنوعة والتي تتردد في الأفراح والأعراس المحلية، جعلت منه رمزاً فنياً لأغنيات تلك المنطقة، وأسهمت في مشاركاته العربية والعالمية، إضافة إلى دماثة أخلاقه وسعيه الدائم ليكون خير سفير لفنه وبلاده.. «زهرة الخليج» حاورت العبداللات فنياً وإنسانياً، وكشفت سر عنوان آخر ألبوماته الغنائية الذي حمل عنوان (505).
• رافقت صدور ألبومك الغنائي الأخير (505) تساؤلات حول سر عنوانه، خاصة أنه خلا من أغنية تحمل هذا الرقم؟
- يمثل رقم (505) دلالة خاصة لديّ، وقطاع كبير من جمهوري يعرف هذا السر، لكنني أكشفه إعلامياً لأول مرة، وهو أن عدد أغنياتي التي قدمتها خلال أكثر من 25 عاماً من الغناء، صارت 505 أغنيات بما فيها أغنيات الألبوم الأخير، والفكرة كانت تشويق الجمهور لأغاني العمل الأخير.
• هل أنت راضٍ عن الـ505 أغنيات التي قدمتها، خاصة أنها لم تنل جميعها النجاح والانتشار الجماهيري؟
- تختلف نسبة نجاح الأغاني عند كل الفنانين، وكل مطرب يتمنى أن تنجح أغانيه وتنتشر، لذلك يكون حريصاً على انتقاء الأعمال التي يقدمها، وكل من يعمل في الساحة الفنية يعرف أن أي مطرب عندما يطرح ألبوماً يجد أن الجمهور اختار أغنيتين أو ثلاثاً، وتموت باقي الأغنيات للأسف، رغم أن المطرب يكون قد قدم أغنيات أهم فنياً من الأعمال التي نجحت. أيضاً التسويق للألبوم من أبرز عناصر نجاحه، خاصة في عصر (السوشيال ميديا)، ولشركات الإنتاج دور أيضاً في إيصال أعمال الفنان، وكوني أنتج أعمالي بنفسي حالياً، لكنني لا أملك إمكانيات الشركات الكبرى لمنافستها. لكن لو نظرت للنصف الممتلئ من الكأس، اذهب إلى موقع يوتيوب، واكتب عمر العبداللات، ستجد عشرات الأغاني الناجحة والتي تحقق مشاهدات بالملايين، كما ستجد مشاركاتي في أكبر المهرجانات العربية، مثل: (جرش، الفحيص، قرطاج، ليالي دبي، بابل) إضافة إلى حفلات كثيرة أحييتها في مصر والسعودية والإمارات والكويت.
وجه الأردن
• ما الأغنية التي قد تعيد غناؤها اليوم وترغب بتقدمها بتوزيع موسيقي جديد؟
- هناك أغانٍ كثيرة جداً، مثل: (حيا الله هالطول) مثلاً، أشعر بأنها يمكن أن تحقق نجاحاً، لو قدمتها بأسلوب موسيقي جديد، فأنا غنيتها قبل 15 عاماً وما زالت تطلب مني بالحفلات حتى اليوم. ولكن الأغنية الأهم في رأيي هي أغنية (الفرج) وهي من الأغاني التي أحبها، من كلمات صالح الشادي وألحاني وتوزيع ايمن عبد الله، قد أعيدها لاحقاً، لأن صوتي الآن قد نضج فنياً أكثر وإحساسي بها اليوم أكبر، وأشعر بكلماتها بصورة أصدق، وهي التي أقول فيها: «يوم ضاقت.. قلت وينك يا الفرج/ قال جيت وشفت حولك ألف صاحب.. وخفت أسبب لك حرج»، وقد يكون سبب اهتمامي بها، شعوري الآن بهذه المعاناة فجميعنا بشر وتمضي علينا فترات ضيق، نحتاج فيها أصدقاء وأحبة من حولنا، لا نجدهم مع كل أسف، فقد تكون هي الأنسب لإعادتها الآن وبعد أن قدمتها لأول مرة قبل 10 سنوات، فالأغنية تتحدث عن واقع مرير وحقيقي.
• تعتبر وجه الأردن الفني والرقم الصعب فيها وأطلق عليك الإعلام الأردني لقب (صوت الأردن)، من هم المطربون الأردنيون الشباب الذين يقدمون فناً، تتمنى لو أن الإعلام العربي ينتبه لهم؟
- أعتز كثيراً بهذا اللقب، وأجد نفسي محظوظاً به. وهناك أصوات موهوبة في الأردن، وأتمنى أن تصل أصواتهم للجمهور العربي، لأن أصواتهم جميلة بحق، وأبرزهم: هاني متواسي وطوني قطان وبشار السرحان ومتعب الصقار وزين عوض.
• هل تجد أن زمنك الفني مختلف عن زمانهم؟
- بالعكس، نحن نكمل بعضنا البعض، لكن في زمني لم تكن التكنولوجيا ووسائل التواصل متاحة كما هي اليوم، وفي رأيي اليوم بات توصيل العمل الفني أسهل للجمهور، لكنه أصعب من حيث التنافس وصعوبة الوصول إلى عقول الشباب، فالأمر لا يتوقف عند إصدار أغنية فقط.
أنا وعائلتي
• أثارت الرسالة التي دونتها عبر (السوشيال ميديا) لابنتك ديالا بسبب دخولها الجامعة، مشاعر الناس وشجنهم وتفاجؤهم أيضاً، خاصة أنك متكتم حول أخبارك العائلية!
- لديّ خمسة أبناء هم: حسين وديالا وعبد الله وعون وعاليا. حسين يدرس في كندا وديالا في لندن. وعندما يكبر ابنك ويسافر للدراسة تتقبل الأمر، لكن الوضع سيكون مختلفاً مع ابنتك التي يبقى لديك حنين حين تغادرك، وهو شعور صعب كونها فتاة، وأنا إنسان أؤمن بحق الفتاة في السفر والتعلم، وعلينا كأهل أن نقدم لبناتنا وأخواتنا ما نستطيع من دعم، ورغم ذلك عز عليّ سفرها، وبقدر سعادتي وفرحتي بتخرجها ودخولها معترك الحياة الجامعية، نشرت لأول مرة صورة لها مع كلمات كتبتها بإحساسي الحقيقي من دون ترتيب، وهدفت أن أسعد ديالا، وفاجأني كم الردود وأشكر الجميع على مشاعرهم الطيبة. ورداً على الشق الآخر من سؤالك، أنا لست متكتماً حول عائلتي، بل هو نوع من الخصوصية ليس أكثر.
• شقيقك أحمد وهو أيضاً مدير أعماك، أطلق اسم عمر على مولوده، فكم لامسك الأمر وهل تتنبأ للصغير بمستقبل فني كعمه؟
- الأخ لا يأتي مثله، الابن قد يأتي مثله لكن الأخ أبداً، هو يمينك فأنا أكبر أخوتي ونحن عشرة أشقاء وجميعنا يد واحدة بفضل الله وعلاقتنا الأسرية ممتازة، وأنا سعيد جداً بتسميته ابنه على اسمي، فهو قرر ذلك دون أن يخبرني، ولي شقيق آخر، أطلق اسم عمر على طفله. أما فنياً فـ(العمران) ما زالا صغيرين، وإن تملكتهما الموهبة الحقيقية، فلمَ لا؟
• أخيراً.. ما جديدك الفني؟
- أحضر حالياً لعمل فني عالمي حول وثيقة «الأخوّة الإنسانية»، فحوى العمل يتحدث عن التعايش بين سكان العالم، ننبذ العنف والكراهية والتعصب والإرهاب، وهناك اهتمام كبير من دولة الإمارات بهذا العمل، وقد تلقيت دعوة لتقديم العمل من الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، وقد يشارك فيه فنانون إماراتيون، وسيتم إطلاقه في الأردن والإمارات حال إنجازه.
صراع مع عساف
نفى المطرب عمر العبداللات، وجود صراع خفي بينه وبين المطرب الفلسطيني محمد عساف، خاصة بعدما قيل عن تقليد عساف لعمر في بدايته، ويوضح العبداللات: «لا يوجد بيني وبين عساف أي صراع أو خلاف، وكنت متابعاً له في برنامج (آراب آيدول) بحكم معرفتي به وهو صغير، وأنا من أكثر الداعمين له، وتربطني به علاقة طيبة ويزورني دائماً ونتحدث في أمور كثيرة بعيداً عن الفن، وهو صاحب صوت جميل وكاريزما، وكنت سعيداً الشهر الماضي عندما جمعني به حفل واحد ضمن (ليالي المجاز) بإمارة الشارقة، وقدمنا معاً «ديو» غنائياً لواحدة من أغنياتي (يا جبل ما يهزك ريح)، وأعتقد أن أصداء الحفل والمحبة التي ظهرت بيننا تنفي كل الأقاويل عن وجود أي صراع أو ما شابه».