لاما عزت 1 نوفمبر 2015
وصلت اللاجئة السورية نذيرة رشيد إلى الدنمارك العام الماضي، ومنذ شهر يونيو/حزيران هذا العام تنتظر الانتهاء من معاملة قضية لم شمل أربعة من أطفالها. اثنتان من بناتها، 13 و15 عاماً، حاولتا الانتحار الأسبوع الماضي بتناول السم، وإحداهما فقدت حياتها. نذيرة تقول إن الانتحار "كان ردة فعل على المماطلة في لم شمل الأسرة من قبل دائرة الأجانب". في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لم تعط دائرة الأجانب، المسؤولة عن قضايا لم الشمل ومنح الإقامات، أي رد واضح عن موعد منحها لم الشمل، فتواصلت الأم هاتفيا مع ابنتيها، وأخبرتهما بأنه لا جواب إلى الآن. بعد أن انتحرت الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً ونشرت صحيفة "انفارمسيون" الدنماركية الخبر كان رد فعل دائرة الأجانب في تعليقها على سؤال الصحيفة:" سوف نقوم بتعجيل معاملة لم شمل الفتاة البالغة 13 سنة". واعتبرت نائبة مدير الدائرة آني فودي في رسالة خطية إلى الصحيفة أن "ذلك يعتبر تراجيدياً للأم، حيث أقدمت إحدى بناتها على الانتحار مثلما حاولت الأخرى. لقد تقدمت العائلة بطلب لم الشمل في 16 يونيو/حزيران الماضي وكانت القضية قيد المعالجة لمدة 4 أشهر". في هورسنس، وسط الدنمارك، كانت تنتظر نذيرة لم شمل أسرتها وابنتها الكبيرة شيرين، المنتحرة التي كانت ترعى أخوتها الصغار، وتعيش تحت ظروف ضاغطة منذ أن غادرت الأم في أغسطس/ آب العام الماضي. لكن صرامة القوانين في الدنمارك ربما تكون قد فاجأت الأسرة، و"خروجي من سورية كان لأجل مستقبل عائلتي"، تقول نذيرة التي تعيش الصدمة. كانت الأم البالغة من العمر اليوم 36 سنة تعمل في سورية في المجال الإغاثي، قبل أن تصبح هي بنفسها عرضة للملاحقة والتهجير. بدأت رحلة الهروب الاضطرارية بعد ملاحقة السلطات لها، واعتقال إحدى زميلاتها. رحلة اللجوء نحو الدنمارك اختارتها نذيرة لأن أختها تقيم فيها مع زوجها وأطفالها الثلاثة. بعد 7 أشهر من الانتظار حصلت على إقامة لجوء، وتقدمت بلم شمل لأطفالها الذين يعيشون عند جدتهم المريضة بالسرطان، حيث كانت الابنة البكر ترعى الصغار. لكن زوج نذيرة كان قد اختفى أثناء توجهه إلى حلب لإنهاء معاملة جواز السفر قبل 5 أشهر. كل الأوراق الرسمية التي تطلبها دائرة الأجانب في الدنمارك لقضايا لم الشمل كانت نذيرة قد أعدتها وترجمتها كما هو مطلوب، وأرسلت الطلب عبر البريد. وأبلغتها دائرة الأجانب في أكتوبر/تشرين الأول الجاري بأنها لم تتلق أية أوراق. وفي 21 الجاري أعادت تسليم صور عن الوثائق المطلوبة باليد، لكن دائرة الأجانب أخبرتها بأن الوثيقة الخاصة بهوية الزوج مفقودة، وأنها تريد نصاً خطياً يفيد باختفائه. أكملت أوراقها، وأخبرت نذيرة ابنتها شيرين بأن عليهم الانتظار، ولكن الابنة لم تحتمل الانتظار أكثر وانتحرت. فأرسلت نذيرة في 26 أكتوبر/تشرين الأول وثائقها مرة أخرى مع صورة ابنتها المنتحرة. تعيش اللاجئة نذيرة حالة صدمة، وفقدان الثقة بالإجراءات الدنماركية التي يعتبرها كثير من اللاجئين "تعجيزية وغارقة في البيروقراطية". ويوم أمس الجمعة 30 أكتوبر دفنت الصبية شيرين، التي لم تستطع تحمل كل تلك المسؤوليات وكل هذا العنف.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق