#ثقافة وفنون
ياسمين العطار الأحد 9 فبراير 10:00
أثبتت روضة السركال، لاعبة منتخب الإمارات للشطرنج، ونادي أبوظبي للشطرنج والألعاب الذهنية، أن الأذكياء ليسوا دائماً علماء، فهناك أيضاً مبدعون في الساحات الرياضية، بعدما تمكنت من إتقان لعبة الشطرنج، وأصبحت ضمن أفضل من لمسوا رقعة الشطرنج في الإمارات. تلك اللعبة التي فتنتها، وشغلت تفكيرها منذ نعومة أظافرها، لتبرع في تحريك قطع الشطرنج في تناغم تام؛ ولتتمكن من القضاء على منافسيها. وكشفت «النجمة الذهبية»، التي حصلت مؤخراً على لقب «بطلة العرب»، وفازت بلقب «أستاذة دولية كبيرة»، وهو الأول في تاريخ شطرنج الإمارات على مستوى السيدات، كما سجلت اسمها في كأس العالم المقبلة للشطرنج. وخلال حوارها مع «زهرة الخليج»، أكدت اللاعبة الإماراتية أنها تسعى إلى الحصول على كأس العالم المقبلة للشطرنج؛ لرفع علم الإمارات في أرفع المحافل الرياضية الدولية.. وتالياً نص الحوار:
-
روضة السركال تُحرك قطع «رقعة الأذكياء» بتناغم وإبداع
مارست الشطرنج في عمر مبكر.. كيف جاءت البدايات؟
بدايتي جاءت من المنزل؛ حيث تُخصص عائلتي ركناً في المنزل للألعاب، ومن ضمنها لعبة الشطرنج، التي يمارسها أفراد عائلتي كافة؛ إذ كانت والدتي تنتظرني يومياً حتى عودتي من «الروضة»؛ لنلعب الشطرنج رفقة شقيقاتي: «موزة، ولطيفة، وشمة»، وكنت حينها في الرابعة من عمري، وتعلقت مباشرة بهذه اللعبة؛ فأصبحت هوايتي المفضلة. وعندما لاحظت والدتي تميزي فيها؛ بحثت عن نادٍ لأمارسها فيه، تحت إشراف مدربين متخصصين، ورغم أن نادي أبوظبي للشطرنج كان يستقبل اللاعبات من سن السادسة عندما تقدمنا للانضمام إليه، فإن أدائي في الاختبار جعلني أنضم في هذه السن المبكرة، وأيضاً المشاركة مباشرة في البطولة الآسيوية، ومنافسة لاعبات أكبر مني عمراً.
إرادة.. وعزيمة
ما المواصفات، التي يجب أن تتحلى بها لاعبة الشطرنج المحترفة؟
لا شك في أن لاعبة الشطرنج المحترفة يجب أن تتسم بالتفاني المنقطع النظير، والإرادة التي لا تقهر، والمران المتواصل، بالإضافة إلى الموهبة الفطرية، إذ إن هذه السمات، عادة، تقود صاحبها إلى النجاح المبهر، إلى جانب أهمية دور الآباء في دعم وتشجيع أطفالهم، ومن حسن حظي أن والدتي كانت على يقين بما يمكنني تقديمه في رياضة الشطرنج باسم عائلتي الغالية، ودولتي الحبيبة التي وفرت كل الإمكانات؛ لتنمية ودعم أبنائها.
كيف وازنتِ بين الدراسة وممارسة رياضة الشطرنج؟
توصلت مبكراً إلى مفاتيح النجاح في جميع جوانب حياتي، فالنجاح في الدراسة يلزمه جد واجتهاد، والريادة في الشطرنج تتطلب تدريبات ومشاركات مستمرة. ورغم أنني قدمت الكثير من وقتي لصقل خبراتي في رياضة الشطرنج، فإنني تمكنت من تحقيق التوازن بين رياضتي المفضلة، وبقية شؤون حياتي، كما تساعدني رياضة الشطرنج في تذكر دروسي؛ لما لها من مفعولٍ خاص على الذاكرة، ويرجع ذلك إلى القواعد المعقدة التي يجب على اللاعب تذكرها، بالإضافة إلى تذكر الأخطاء السابقة، ومحاولة تجنبها، أو تذكر أسلوب معين للاعب منافس؛ لذلك يتمتع لاعبو الشطرنج بأداء ذاكرة استثنائي.
إلى من توجهين شكرك على ما وصلتِ إليه؟
أشكر عائلتي الحبيبة على ما قدمته إليَّ، ولاتزال تقدمه. كما أشكر أسرتي الثانية في نادي أبوظبي للشطرنج والثقافة، التي عملت على صقل موهبتي، ووفرت خبراء على مستوى عالٍ؛ للإشراف على تدريبي، للحفاظ على تميزي في مسيرتي العالمية.
تعلم.. وتطور
ما رأيك في ما وصلت إليه رياضة الشطرنج على الصعيد النسائي بدولة الإمارات؟
انتشرت رياضة الشطرنج بصورة كبيرة في الدولة، ما أثمر امتلاك منتخب الإمارات قاعدة قوية من اللاعبات في جميع الفئات العمرية، وذلك نتيجة لما تقدمه الدولة لأبناء وبنات الوطن الرياضيين من دعم كبير، وتوفير بيئة خصبة للتعلم والتطور، الأمر الذي ترجمه وسار على نهجه القائمون على الرياضة، فحرصوا على تنظيم العديد من البطولات المحلية، فضلاً عن استضافة أكبر بطولات الشطرنج، التي دعمت كثيراً المواهب المحلية.
-
روضة السركال تُحرك قطع «رقعة الأذكياء» بتناغم وإبداع
ما الصعوبات، التي واجهتك مع رياضة الشطرنج؟
واجهت العديد من الصعوبات مع رياضة الشطرنج، ومنها: القلق والتوتر، اللذان يهيمنان على منافساتها، إذ لا يمكن لأي لاعب أن يتألق بها، إلا إذا اعتمد على قوة الأعصاب والهدوء، ويصعب على الكثيرين الوصول إليهما.
تم تتويجك بجائزة أفضل رياضية إماراتية في النسخة السابعة لجائزة فاطمة بنت مبارك لرياضة المرأة.. صفي لنا شعورك بهذا التتويج!
هذا شعور لا يوصف من شدة السعادة والفخر، لأن الجائزة تحمل اسماً غالياً على قلوبنا جميعاً، هو اسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، إذ تقدم سموها كل الدعم والتشجيع للمرأة في دولة الإمارات والعالم، في جميع المجالات، خاصة المجال الرياضي.
ما أهم الصفات الشخصية، التي قادتك إلى تحقيق النجاح رياضياً؟
التحدي هو شعاري في الحياة، حيث إنني لا أستسلم أبداً في أي عمل أقوم به، حتى لو كان أكبر من قدراتي؛ فأنا أعتقد أن لدى الإنسان قدرات خارقة، يستطيع وحده أن يكتشفها، فضلاً عن حب الأعمال التطوعية، ومساعدة الآخرين.
ما الأحب إلى قلبك.. البطولات الداخلية أم الخارجية؟
أكون سعيدة جداً، خلال مشاركتي في البطولات الخارجية؛ لأن الحافز فيها يكون أكبر؛ لرفع علم دولتي الغالية عالياً، فضلاً عن إقامة صداقات على نطاق أوسع.
ما أحلامك المستقبلية؟
أتمنى أن أحقق لقب كأس العالم المقبلة للشطرنج، وهذا ما أسعى إليه؛ بتكثيف التدريبات والمعسكرات والبطولات التي أخوضها محلياً وآسيوياً ودولياً، لبلوغ هدفي الأكبر، وتشريف دولتي الغالية، وكتابة اسمها في سجلات الإنجازات العالمية للعبة.